نتنياهو يؤدي اليمين رئيسا لأكثر حكومة متطرفة في تاريخ إسرائيل

63 نائبا من أصل 120 في البرلمان صوتوا لصالح الحكومة التي تضم حزب الليكود وأحزابا دينية متشددة ويمينية متطرفة.
الخميس 2022/12/29
حكومة يحيط بها التطرف من كل جانب

القدس - أدى بنيامين نتنياهو الخميس اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في إسرائيل بعد تزعمه المعارضة لأشهر عدة، ليقود ما يصفه محللون بالحكومة الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ الدولة العبرية.
وصوّت 63 نائبا من أصل 120 في البرلمان لصالح حكومة نتنياهو التي تضم حزبه الليكود وأحزابا دينية متشددة ويمينية متطرفة.
ويواجه نتنياهو (73 عاما) الذي شغل منصب رئيس الوزراء سابقا لـ15 عاما، بينها 12 عاما بشكل متواصل، تهما تتعلق بالفساد.
وقبيل أدائه اليمين الدستورية، قال نتنياهو "هذه المرة السادسة التي أقدم فيها حكومة لأحصل على دعم البرلمان، أنا متحمس مثل المرة الأولى".
وقاطعه نواب من المعارضة بغضب، لكنه رد عليهم "النظام الديمقراطي يختبر قبول الخاسر لقرار الشعب، في ديمقراطية فاعلة، أنت تحترم قواعد اللعبة".
وقبيل أداء اليمين، انتخب البرلمان الإسرائيلي الوزير السابق أمير أوحانا رئيسا جديدا للكنيست، ليكون أول مثلي يتولى المنصب في تاريخ الدولة.
وشدد نتنياهو على أن هدفه الأول والأساس يتمثل في "إحباط جهود إيران الرامية إلى تطوير ترسانة نووية" و"ضمان تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة".
وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في "توسيع دائرة السلام مع الدول العربية"، في أعقاب اتفاقيات التطبيع التي توسطت فيها الولايات المتحدة مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
وعيّن نتنياهو وزير الاستخبارات السابق إيلي كوهين الذي لعب دورا مهما في تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية وعدد من البلدان العربية، وزيرا للخارجية.
ويعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يوآف غالانت، جنرالا سابقا وحليفا قويا لنتنياهو ومدافعا قويا عن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وأشرف يوآف غالانت (64 عاما) على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005. كما قاد عملية "الرصاص المصبوب" ضد قادة حماس بين عامي 2008 و2009.
وانخرط في السياسة عام 2015. وشغل مذاك حقيبة الإسكان (2015)، والتعليم والهجرة 2019 - 2021.
وفي ربيع العام 2021، أطاح تحالف متنوع أيديولوجيا من اليسار والوسط وحزب عربي بنتنياهو، بعد 12 عاما متواصلة في السلطة. وقاد ذلك التحالف كل من الزعيم المؤيد للاستيطان نفتالي بينيت والمذيع السابق يائير لابيد.
لكن لطالما تعهد نتنياهو بالعودة إلى السلطة وإعادة بناء اليمين.
وأفضت انتخابات الأول من نوفمبر التي كانت الخامسة خلال أربع سنوات إلى فوز نتنياهو وشروعه في مفاوضات مع الأحزاب الدينية المتشددة واليمينية المتطرفة التي خاضت الانتخابات، ومن بينها حزبا "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش و"القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير.

Thumbnail

وسيتولى الرجلان المعروفان بتصريحاتهما المعادية للفلسطينيين، ملف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، والجيش الذي سيعمل في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها الدولة العبرية منذ العام 1967.
وأعربت شخصيات أمنية وأساتذة قانون عن قلقهم من توجه الحكومة الجديدة، وكذلك الفلسطينيون.
وتوقع رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يوهانان بليسنر أن "تأخذ هذه الحكومة البلاد إلى مسار جديد تماما".
ورأى بليسنر أن الحكومة المقبلة "ستكون كالحلم لشركاء نتنياهو"، مضيفا "حلم من طرف واحد وكابوس للطرف الآخر".
والثلاثاء، صوت البرلمان الإسرائيلي على مجموعة من القوانين الخاصة بالحكومة الجديدة، من بينها قانون يسمح للنائب أرييه درعي من حزب "شاس" بتولي حقيبة وزارية، رغم ارتكابه سابقا مخالفات ضريبية.
كما تم التصويت على قانون يسمح بتوسيع سلطة بن غفير كوزير للأمن الداخلي ليشمل جهاز الشرطة أيضا.
ودفعت هذه القرارات الجديدة بمسؤولين بارزين في إسرائيل إلى التعبير عن مخاوفهم.
ومن بين هؤلاء المدعي العام غالي باهراف - ميارا الذي حذر من "تسييس مؤسسات إنفاذ القانون"، معتبرا أن هذا من شأنه "توجيه ضربة خطيرة لأهم المبادئ الأساسية لسيادة القانون".
أما قائد الجيش أفيف كوخافي فقد أعرب الاثنين خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو عن مخاوفه من السماح لزعيم "الصهيونية الدينية" بتسلم شؤون الإدارة المدنية في الضفة الغربية والتابعة لوزارة الدفاع.
وحذرت الولايات المتحدة الأميركية على لسان وزير خارجيتها من أن واشنطن ستعارض التوسع الاستيطاني وأي محاولة لضم الضفة الغربية.
وقال حزب الليكود بزعامة نتنياهو في بيان الأربعاء إن الحكومة ستواصل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
ويعيش في الضفة الغربية نحو 475 ألف مستوطن يهودي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وبحسب محللين، فإن نتنياهو قدم تنازلات كبيرة لليمين المتشدد على أمل أن يحصل على حصانة قضائية أو إلغاء محاكمته بتهم فساد.
وبالنسبة لأستاذ العلوم السياسية في جامعة إسرائيل المفتوحة دينيس شاربيت "هذه الحكومة تمثل إضافة لضعف نتنياهو السياسي المرتبط بعمره ومحاكمته، وحقيقة أن لدينا عائلة سياسية جديدة من اليمين الثوري المتشدد لم يسبق أن شهدناها بمثل هذه القوة في إسرائيل".
وأضاف شاربيت أن سموتريتش وبن غفير "لديهما تعطش شديد للسلطة، ويعرفان أن ما لن يحصلا عليه خلال ثلاثة أو ستة أشهر أو حتى عامين، لن يحدث".
ورأى أستاذ العلوم السياسية أن أولوية هذين الزعيمين من اليمين المتطرف تتركز حول "الأراضي" الفلسطينية.
وأشار باسم نعيم، أحد قادة حركة حماس الإسلامية، إلى أن "هناك خطوطا حمراء كثيرة... الأقصى، الضم، الأسرى الفلسطينيين (في إسرائيل)".
وأضاف "في حال توجه بن غفير كوزير إلى الأقصى فسيكون ذلك تجاوزا لكل الخطوط الحمراء وسيقود إلى انفجار".
وشهدت الأشهر القليلة الماضية زيارات عدة قام بها بن غفير لباحة المسجد الأقصى التي يطلق عليها اليهود اسم جبل الهيكل، أقدس موقع في الديانة اليهودية.
وتشهد باحات المسجد الواقع في المدينة القديمة من القدس الشرقية، بانتظام مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين، وتعتبر مصدر توتر شديد بين المسلمين واليهود منذ عقود.
ويمكن لغير المسلمين زيارة الموقع الديني، لكن من دون الصلاة فيه.
وبالنسبة للفلسطينيين، ستعتبر زيارة وزير إسرائيلي لموقع مقدس خطوة استفزازية.
وفي مايو 2020، خاضت إسرائيل وحماس تصعيدا داميا، وكذلك شهد أغسطس من العام الجاري 2022 تصعيدا استمر ثلاثة أيام بين الدولة العبرية وحركة الجهاد الإسلامي.
والثلاثاء، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي المنتهية ولايته بيني غانتس عن "تخوفه" من "التوجه المتطرف" للحكومة المقبلة، والذي رأى أنه يضر بأمن إسرائيل.