نمط الحياة غير الصحي يعزز الإصابة بالخرف

ميونخ (ألمانيا) – أشارت مجلة “هيلبراكسيسنت” الألمانية إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت أن نمط الحياة غير الصحي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض الخرف، والعكس صحيح، حيث يمكن لنمط الحياة الصحي أن يقلل من مخاطر الإصابة بشكل كبير.
في البداية أشار الأطباء إلى غياب خيارات العلاج لهذا المرض، وهو ما يدعو المرء إلى التركيز على عوامل الوقاية منه، وقد أظهرت دراسة حديثة لجامعة لايبزيج الألمانية أن نمط الحياة الصحي له أثر كبير على صحة العقل.
وأوضحت الدراسة أنه لا بد من الحرص على اتباع نظام غذائي صحي ومتكامل مع الحرص على ممارسة التمارين الرياضية والاستمتاع بالحياة بشكل إجمالي.
ممارسة الأمور الممتعة في الحياة كالتمارين الرياضية الخفيفة والعلاقات الاجتماعية الدافئة يحميان من الخرف
وتشير الدراسة أيضا إلى أن ممارسة الأمور الممتعة في الحياة كممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والعلاقات الاجتماعية الدافئة مع مقابلة الأصدقاء بشكل منتظم، وقضاء الأوقات السعيدة في السفر وغيره تساعد على الوقاية من مرض الخرف.
بالإضافة إلى الحرص على تقوية الدماغ من حين إلى آخر بممارسة التمارين الذهنية كلعبة السودكو والكلمات المتقاطعة وحل بعض المسائل الحسابية البسيطة، وفي النهاية يوصي الأطباء بالنوم بشكل جيد.
ويتفق الخبراء على أهمية أسلوب الحياة عندما يتعلق الأمر بمعالجة مرض الخرف والوقاية منه. هذه العادات الصحية يمكن أن تساعد على درء مرض الخرف وأشكال أخرى من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
وينصح الخبراء بالأكل الذكي وذلك بالمحافظة على نظام غذائي مليء بالأطعمة الطبيعية الكاملة، وغني بمضادات الأكسدة ومنخفض الدهون المهدرجة والسكريات.
ويؤكدون فوائد استخدام العقل والاستمتاع بلعب الكلمات المتقاطعة وألعاب الألواح والألغاز بشكل متكرر أو تعلم لغة جديدة أو عزف آلة جديدة. ويشيرون إلى أن أولئك الذين يستمرون في تعلم أشياء جديدة في جميع أنحاء الحياة ويتحدون أدمغتهم هم أقل عرضة لتطور المرض لديهم.
التمارين الرياضية المنتظمة قادرة على تقليل خطورة الإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 50 في المئة
كما ينصحون بالمحافظة على النشاط البدني، ووفقا لمؤسسة الزهايمر للأبحاث والوقاية، فإن التمارين الرياضية المنتظمة قادرة على تقليل خطورة الإصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 50 في المئة. ويحفز التمرين قدرة الدماغ على إبقاء الروابط العصبية بين الخلايا وصنع روابط جديدة.
وبينما يتميز الزهايمر بالتدهور التدريجي للذاكرة والوظائف المعرفية وعدم القدرة على القيام بأنشطة الحياة اليومية، لا يؤثر الخرف على الذاكرة، بل يهاجم أجزاء الدماغ التي تتحكم في التفكير والمنطق والعواطف.
وينتج الزهايمر عن تدمير خلايا الدماغ عن طريق تراكم البروتينات التي تشكل الصفائح، وهو ما يؤدي إلى نقص مادة كيميائية رئيسية في الدماغ “أسيتيل كولين” المهمة للذاكرة.
ويصيب الخرف بعض الأشخاص مبكرا، عادة في الخمسينات، وأحيانا لدى بلوغهم الـ45 عاما. وتكون الأعراض الأولى على الأرجح فقدان الاهتمام بالحياة ورفاهية الآخرين. وقد يتجاهل الشخص المصاب مشاعر شريكه أو أطفاله، أو يصاب بالإحباط بشكل غير معهود، ويقول أو يفعل أشياء غير لائقة، مثل الضحك في جنازة. والأسوأ من ذلك، من المحتمل ألا تكون لدى المرضى أي فكرة بأنهم قد تغيروا.