غزو الدراما التركية للبنان تم.. حان أوان غزو الأدب التركي

بيروت – تواجه الساحة الثقافية في لبنان غزوا تركيا لافتا، ففي ظل هيمنة المسلسلات التركية على القنوات اللبنانية حيث أثرت الأزمة السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد بالإضافة إلى جائحة كورونا على الإنتاج الدرامي المحلي ما دفع العديد من القنوات في رمضان الماضي إلى الاستنجاد بالدراما التركية، يبدو أن الأوان قد حان لغزو أدبي أيضا.
وبخلاف السنوات الماضية، بدا هذا العام الحضور الواسع لكتب الأدب والروايات التركية في “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب” لافتا للانتباه.
وأقيم معرض بيروت للكتاب في نسخته الـ64 وسط العاصمة اللبنانية على مدى 9 أيام (3 – 11 ديسمبر الحالي) تحت عنوان “أنا أقرأ بتوقيت بيروت”، بمشاركة رسمية وشعبية واسعة.
هذه النسخة تميّزت بعرض تشكيلة متنوعة من الروايات التركية المترجمة إلى العربية، حيث لاقت الأجنحة التي تعرضها إقبالاً كبيرا من قبل رواد المعرض لاسيما الفئة الشبابية.
دار "موزاييك" للدراسات والنشر شاركت بمعرض الكتاب في بيروت لوحدها بأكثر من 40 رواية تركية مترجمة إلى العربية
وقال الأستاذ الجامعي أيمن المصري إن “حضور الأدب التركي في المعارض اللبنانية كان محدودا جداً في السابق، وكان شبه محصورٍ بروايات الكاتبة التركية الشهيرة إليف شفق”.
وأضاف لوكالة الأناضول التركية “أما اليوم، فالوضع مختلف تمامًا بعدما باتت هناك تشكيلة واسعة من الكتب والروايات التركية المتنوعة، حتى أصبح لها جناح خاص في معرض بيروت للكتاب”.
من جانب آخر، لفت المصري إلى أن “الثقافة التركية دخلت بقوة إلى المجتمع اللبناني في السنوات الماضية من خلال مسلسلات الدراما التركية”.
ونوّه بأنه “يوجد تقارب على مستويات أخرى، فمثلاً الجامعة اللبنانية (حكومية) استحدثت منذ عام 2017 تخصصًا لتدريس الأدب التركي، فضلاً عن معاهد تدريس اللغة التركية”.
وتابع المصري “بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الطلاب اللبنانيين يقصدون تركيا للتحصيل العلمي، ومعروف أن إسطنبول باتت الوجهة السياحية الأولى للبنانيين”.
وتعد دار “موزاييك” للدراسات والنشر (مقرّها إسطنبول)، واحدة من المؤسسات التي شاركت بمعرض الكتاب في بيروت بأكثر من 40 رواية تركية مترجمة إلى العربية.
وقال مديرها محمد عثمان إنه “لمس إقبالاً كبيرًا على هذه الروايات من قبل القارئ العربي”.
وبحسب عثمان “الجيل الشاب الآن يتطلع إلى الأدب التركي بشكل أوسع وأكثر مما كان سابقًا، حيث كان ذلك شبه محصور بمؤلفات كبار الأدباء الأتراك مثل عزيز نيسين وأورهان باموق وإليف شفق”. وتابع “نحن كدار عربية مقرّها في إسطنبول توسّعنا بهذا المجال من خلال البحث عن الكتّاب الأتراك المتميزين الذين لهم بصمة في الأدب التركي، لكنهم غير معروفين عند العرب”.
وأشار عثمان إلى أن “الإقبال على معرض الكتاب في بيروت هذا العام كان في أوجه، بعكس ما كنا نخشاه في ظل الأزمة الاقتصادية وتراجع قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار”.
ومنذ 2019 تعصف بلبنان أزمة اقتصادية حادّة أدت إلى انهيار ماليّ ومعيشي وهبوط قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلاً عن شح في الوقود والطاقة وسلع أساسية أخرى.
ورغم ضعف المشاركة العربية التي اقتصرت على 6 دول فقط، قال أكرم حمدان، المسؤول الإعلامي لمعرض بيروت للكتاب، إن “هذه الدورة من المعرض تميزت بمشاركة متنوعة وحضور واسع”.
وأفاد بأنه “شاركت في المعرض 133 دار نشر لبنانية، و6 دول عربية من خلال مؤسسات حكومية، بالإضافة إلى 6 مكتبات لبنانية تصدر مؤلفات باللغة الفرنسية”.
وأشار حمدان إلى أن “هذه الدورة كانت ناجحة جدًا بمختلف المقاييس، وكان لافتًا حضور الفئات الشبابية، وقُدّر عدد الطلاب الذين زاروا المعرض بأكثر من 10 آلاف”.
ولفت حمدان إلى أن “معرض الكتاب في بيروت هو عميد المعارض العربية (النسخة الأقدم تاريخيًا منذ عام 1956)، ومن خلاله تستعيد بيروت موقعها كعاصمة للثقافة ونقطة لقاء وحوار”.
