المستقبل السياسي لدونالد ترامب على المحك

الملاحقات قد تؤدي إلى منع ترامب من تولي أي منصب عام في حين أعلن أنه مرشح لانتخابات 2024.
الأربعاء 2022/12/21
اتهامات قد توقف المسيرة السياسية لترامب

واشنطن – بعدما خلصت لجنة تحقيق برلمانية الاثنين إلى وجود مسؤولية مباشرة لدونالد ترامب في الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021، زادت الضغوط على وزير العدل ميريك غارلند ليوجه التهمة جنائيا إلى الرئيس الجمهوري السابق.

لكن أمام وزير العدل خيارات أخرى فيما يقف في الصفوف الأمامية في هذا الملف السياسي بامتياز الذي قد يعيد خلط الأوراق في الانتخابات الرئاسية العام 2024.

فميريك غارلند ووزارة العدل غير ملزمين بتوصيات اللجنة البرلمانية التي أوصت بالإجماع الاثنين بعد تحقيق طويل استمر 18 شهرا، بملاحقات جنائية في حق ترامب.

ويدرك غارلند أنه لم يسبق أن وُجه اتهام جنائي لرئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة، لذا سيحرص على التأكد من أنه يمتلك ملفا متينا قبل أن يقدم على التحرك.

ملاحقات كهذه قد تؤدي إلى عقوبات سجن ومنع من تولي أي منصب عام في حين أعلن الرئيس السابق أنه مرشح للانتخابات الرئاسية

ومعروف عن رجل القانون البالغ سبعين عاما، نفوره من التدخل في الشؤون السياسية وهو يدرك بأن توجيه الاتهام إلى ترامب سينال من سمعة الحياد التي حرص على المحافظة عليها طوال مسيرته المهنية.

وفي هذا الإطار، حرص في الثامن عشر من نوفمبر على تعيين جاك سميث مدعيا عاما مستقلا وكلفه بدراسة دور الرئيس السابق خصوصا في أحداث السادس من يناير 2021 التي هزت أسس النظام الديمقراطي الأميركي.

وتولى سميث مهمة باشرها عشرات من المدعين العامين الفيدراليين وعناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف.بي.آي) الذين جمعوا كميات كبيرة من العناصر حول مناورات الرئيس الجمهوري السابق للطعن بنتائج الانتخابات الرئاسية في 2020 وتحركات أنصاره التي أفضت إلى أحداث السادس من يناير.

وسيحكم عندها إن كان ثمة مسوغ قانوني لملاحقة الملياردير الجمهوري من عدمه. وفي حال قرر ملاحقة ترامب، قد يختار تهما مختلفة عن تلك التي أوصت بها اللجنة البرلمانية. لكن يعود لغارلند في نهاية المطاف الموافقة على ملاحقات محتملة.

والاتهامات الأربعة التي أوصى بها أعضاء البرلمان في اللجنة هي التالية: دعوة إلى العصيان، ومؤامرة ضد الدولة الأميركية، وعرقلة آلية رسمية (المصادقة على نتائج انتخابات رئاسية) وتصريحات كاذبة.

والدعوة إلى العصيان هي التهمة الأخطر التي قد توجه إلى الرئيس السابق البالغ 76 عاما الذي أعلن ترشحه للانتخابات في 2024. لكن خبراء يرون أن إثبات هذه التهمة هو الأصعب بين التهم الأخرى المحتملة.

وقد تجنبت السلطات الأميركية توجيه هذه التهمة في الملاحقات التي تطال المشاركين في هجوم الكابيتول.

لم يسبق أن وُجه اتهام جنائي لرئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة، لذا وجب التأكد من وجود ملف متين ضد ترامب

وعلى غارلند خريج كلية الحقوق في جامعة هارفرد تاليا العمل على إقناع أكبر عدد من الأميركيين بأن إجراءاته تستند إلى القانون ولا شيء عدا ذلك. وندد ترامب الاثنين بقوة بتوصيات اللجنة التي اعتبرها “زائفة” والموجهة برأيه إلى تعطيل مسار عودته إلى البيت الأبيض.

وقال ترامب في منشور على منصّته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشل” إنّ “كلّ هذه الأفعال الرامية إلى ملاحقتي هي على غرار محاكمة عزلي، محاولة فئوية لإقصائي، أنا والحزب الجمهوري” من الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأكد “لا يدرك هؤلاء الأشخاص أنه عندما يقتصون مني، يحتشد حولي كل محبي الحرية. وهذا يعززني”.

وقد تؤدي ملاحقات كهذه إلى عقوبات سجن ومنع من تولي أي منصب عام في حين أعلن الرئيس السابق أنه مرشح للانتخابات الرئاسية في 2024.

وسبق لوزير العدل أن تولى في مسيرته كمدع عام وكقاض ملفات ذات ثقل على الصعيد الوطني مثل ملف تيموثي ماكفي منفذ اعتداء أوكلاهوما سيتي الذي أسفر عن مقتل 168 شخصا في 1995.

وقد نسق أيضا الاتهام ضد تيد كازينسكي وهو ناشط بيئي ملقب “يونابامر” الذي خلفت اعتداءاته صدمة في نفوس الأميركيين.

وفي العام 2016، عندما كان قاضيا في محكمة الاستئناف في العاصمة الفيدرالية برز غارلند فجأة بعدما اختاره باراك أوباما ليكون عضوا في المحكمة الأميركية العليا. إلا أن مجلس الشيوخ لم يثبته في ظل أجواء سياسية متوترة ورفض الأعضاء الجمهوريون الذين كانوا يشكلون الغالبية يومها لقاءه حتى.

5