"قسد" ترفض مقترحا روسيا يبعد الاجتياح التركي

فصائل المعارضة ترفض أي اتفاق أو توافق بين تركيا والحكومة السورية عبر روسيا بدخول القوات الحكومية السورية في منطقتي تل رفعت ومنبج.
الاثنين 2022/12/19
أي سيناريوهات منتظرة في الشمال السوري

دمشق - كشفت مصادر في المعارضة السورية رفض فصائل المعارضة السورية المسلحة المقترح الذي قدمته روسيا إلى تركيا بدخول القوات الحكومية السورية إلى منطقة تل رفعت ومنبج إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وأكدت المصادر أن فصائل المعارضة المسلحة رفضت رفضا قاطعا أي اتفاق أو توافق بين تركيا والحكومة السورية عبر روسيا بدخول القوات الحكومية السورية إلى جانب قوات الأسايش (الشرطة المدنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية) في منطقتي تل رفعت شمال حلب ومنبج شرق حلب بسبب وجود الآلاف من أبناء المنطقتين مهجرين في مناطق ريف حلب ويريدون العودة إلى مدنهم وقراهم.

وأضافت المصادر “عقد اجتماع في بلدة حوار كلس بريف حلب الشمالي ضم قادة فصائل المعارضة وضباطا من الجيش التركي والاستخبارات، ورفض بحث أي مقترح بوجود قوات النظام وأسايش قسد في تل رفعت ومنبج وعين العرب (كوباني)”.

وبينت المصادر أن “روسيا تسعى بدخول القوات الحكومية والسيطرة على مناطق ريف حلب أن تصبح عناصر قوات قسد جزءا من القوات الحكومية السورية، الأمر الذي ترفضه فصائل المعارضة رفضا قاطعا”.

مقترح روسيا يتضمن انتشار جيش الأسد في حلب وانسحاب القوات العسكرية التابعة لقسد إلى عمق 30 كلم

وقدمت روسيا مقترحا إلى تركيا يتضمن انتشار القوات الحكومية السورية وقوات الأسايش في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي وانسحاب القوات العسكرية التابعة لقسد إلى عمق 30 كلم.

وأكد قائد عسكري في الجيش الوطني أن “القوات الحكومية السورية من خلال التعزيزات العسكرية التي ترسلها يوميا إلى منطقة تل رفعت شمال حلب ومنطقتي منبج وعين العرب شرق حلب تسعى للسيطرة على تلك المناطق، ولكن كل تلك التعزيزات لن تقف أمام قواتنا في حال تقدمنا للسيطرة على تلك المناطق”.

وأضاف القائد العسكري “لدينا المئات في الفصائل العسكرية من أبناء تل رفعت ومنبج ويعيش أهلهم في مخيمات ويريدون العودة إلى بلداتهم وقراهم، الأمر الذي يشكل ضغطا على الأتراك لرفض أي مقترح لقبول سيطرة قوات النظام على تلك المناطق ما يعني عدم عودة الآلاف من أبناء تلك المناطق إلى ديارهم”.

وإلى ذلك قال سكان محليون في مناطق ريف منبج الجنوبي أن رتلا عسكريا يضم دبابات وعربات مدرعة ومدافع عبر منطقة التايهة جنوب غرب منبج واتجه إلى مدينة منبج وريفها الشرقي”.

وأضاف السكان “بشكل يومي تقريبا تعبر تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية السورية، إضافة إلى الانتشار الكبير على خطوط مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية مع قوات قسد في ريف منبج الجنوبي والغربي”.

العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا ستكون عبر مراحل، الأولى قد تبدأ خلال أيام وتشمل منطقة تل رفعت، والمراحل التالية لاحقا تشمل مدينتي عين العرب ومنبج

وتواصل فصائل المعارضة السورية في مناطق ريف الرقة الشمالي قصفها على محيط مدينة عين عيسى والطريق الدولي (أم فور) حيث تعرضت السبت مواقع لقوات قسد لقصف مدفعي من فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا.

وتشير مصادر إلى أن العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا ستكون عبر مراحل، الأولى قد تبدأ خلال أيام وتشمل منطقة تل رفعت، والمراحل التالية لاحقا تشمل مدينتي عين العرب ومنبج.

وقالت المصادر إن قوات النظام السوري قد تنسحب من هذه المنطقة في حال استكمال التفاهمات التركية – الروسية حول تل رفعت.

وأكد مصدر مطلع أن تركيا تشترط لوقف عمليتها البرية في شمال سوريا انسحاب قوات قسد ومؤسساتها كافة من مدن عين العرب ومنبج وتل رفعت في ريف حلب، وتسليم المنطقة إلى القوات الروسية، وعودة جيش النظام السوري إليها.

وكان الجيش التركي قد شنّ 3 عمليات واسعة النطاق في شمال سوريا. العملية الأولى كانت ضد داعش، وبدأت في منتصف 2016 وانتهت مطلع عام 2017 بالسيطرة على مجمل ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي.

والعملية الثانية كانت في مطلع عام 2018 ضد الوحدات الكردية في منطقة عفرين، في ريف حلب الشمالي الغربي، وانتهت بطرد هذه الوحدات من المنطقة التي باتت تحت النفوذ التركي. وحصلت العملية الثالثة في أكتوبر 2019 ضد قسد، والتي انتهت سريعا مع سيطرة الأتراك على شريط حدودي في شرق الفرات، بطول مئة كيلومتر وعمق 33 كيلومترا.

2