هل ينهي اختبار بشري لحسابات تويتر لعبة الذباب الإلكتروني في منطقة الخليج

الدوحة - تفيد الأخبار بأن موقع تويتر الذي استحوذ عليه الملياردير إيلون ماسك يخطط لإجراء “اختبار بشري” نهائي جديد لأصحاب الحسابات. وأثارت الأنباء بالفعل الجدل في دوائر وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وعلى الرغم من أن الحسابات الآلية أو الاصطناعية كانت مُعتمدة منذ فترة طويلة على المنصة، وبعد عمليات التعليق الماضية للحسابات، يبدو أن اتجاه “الاختبار البشري” الجديد في تويتر ينذر بنهاية إستراتيجية الروبوتات والمتصيّدين في شكلها الحالي. ومع افتراض أن الروبوتات والمتصيدين المنسقين لن يكونوا قادرين على التهرب من الاختبارات القادمة (بما في ذلك دلالات “النشاط البشري” الطبيعي التي يبحث عنها تويتر)، فإن الإجماع هو أن الغالبية ستختفي بسرعة أو ستنتقل إلى الهوامش على الأقل.

وفي الآن نفسه، يُعتقد أن حصة المملكة العربية السعودية في تويتر (التي تبلغ قيمتها حوالي 4 في المئة عبر شركة المملكة القابضة التابعة للأمير الوليد بن طلال آل سعود) تعدّ قليلة الأهمية مثلها مثل حصة قطر. وتبقى احتمالية اعتماد الأنظمة الخليجية المتنافسة لعملاء جدد أو اختيارهم بنجاح من داخل تويتر ضئيلة، خاصة بالنظر إلى الدعوات الحالية لتحقيقات الأمن القومي الأميركي في الشركة.

وبالتالي، وكما حددت المناقشات بالفعل حيث تمثل إدارة وسائل التواصل الاجتماعي أولوية أكبر من أي وقت مضى، يبدو أن الوقت قد حان لتطوير أصول “بشرية” ونشرها.

يذكر أنه ورغم المصالحة السياسية الرسمية في منطقة الخليج، فإن حرب تويتر لم تضع بعد أوزارها، إذ ليس من السهل شفاء جراح الخصومة العميقة التي انخرطت فيها آلات دعاية ضخمة قوامها جيوش من الذباب الإلكتروني.

لكن الآن تطرح أسئلة عن مدى تأثير جيوش الذباب الإلكتروني في الرأي العام الخليجي حاليا كما كان خلال المقاطعة التي تعتبر “العصر الذهبي” للذباب.

ولطالما اعتبرت قطر رائدة المنطقة في لعبة الجيوش الإلكترونية قبل أن تنقلب عليها اللعبة، ما دعا وزير الخارجية القطري الأسبق وأحد ركني ما يسمى “تنظيم الحمدين”، الشيخ حمد بن جاسم أكثر من مرة إلى إعادة المارد إلى القمقم، في إشارة إلى لعبة الجيوش الإلكترونية “التي خرجت عن السيطرة”.

ويقول متابعون إن الشرق الأوسط من بين أسوأ مناطق العالم التي يتم فيها توظيف “الجيوش” أو “اللجان الإلكترونية” وما يترتب على ذلك من مشاكل خطيرة.

وتقف جيوش إلكترونية في الشرق الأوسط وراء حملات الكراهية والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي لتخويف النشطاء والصحافيين والمعارضين وحتى التسبب في قتلهم.

وقال مغردون إن على المسؤول القطري الأسبق أن يتوجه بالطلب إلى القيادات في قطر لتسرح #خلايا_عزمي، وهي تسمية متداولة على تويتر في منطقة الخليج العربي، تستخدم لوصف الجيش الإلكتروني لقطر الذي يديره، وفق ما يقول مراقبون، الأكاديمي عزمي بشارة مهندس الإستراتيجية الإعلامية القطرية.

ويتهم مغردون خليجيون #خلايا_عزمي بمحاولة زعزعة الاستقرار في بلدانهم، خاصة في ظل حكم “تنظيم الحمدين” نسبة إلى أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ حمد بن جاسم.

وتتهم قطر باستثمار المليارات لصناعة ترسانة إعلامية متكاملة لهدم المنطقة، منها ما هو رسمي ومنها ما يسمى بإعلام الظل.

ويلعب تويتر الذي بات ساحة اقتتال للجيوش الإلكترونية دورا مهما في قيادة الرأي العام في دول الخليج العربي. لكن كان لافتا تراجع تأثير لجان عزمي على تويتر لفائدة السعوديين.

ولم يكن الذباب الإلكتروني المضاد خاصة من السعودية وحده من حجم دور الذباب القطري، لكن الأمر كان مرتبطا بما يسمى “تيار الوطنجية” في السعودية على تويتر الذي أخذ على عاتقه بتعليمات رسمية أو بدونها الرد على الذباب الذي يشوه بلاده.

و”الوطنجية” أو “الوطنجيون” هم من مستخدمي تويتر في السعودية، واختصوا بملاحقة ومضايقة منتقدي المملكة ووصفهم بـ”الخونة” في إطار سيطرة المشاعر القومية على الشباب السعوديين، حيث تنتشر شعارات “السعودية للسعوديين” و”السعودية الكبرى” و”السعودية أولا”، في سرد جديد للوقائع. وبدأ الأمر كحركة تلقائية تطورت لتسيطر إعلاميا وشعبيا.

ويظهر الأمر جليا أيضا في “الوعي” الذي أصبح بتمتع به مغردون كثر على موقع تويتر في الخليج الذي يمثل ساحة المدينة أين يجتمع الجميع مهما كان مستواهم للإدلاء بآرائهم.

وأصبح كثيرون يطالبون قادة الرأي بمصادر للتغريدات والأخبار التي ينشرونها.