محمود عباس لا يستبعد دعمه للعمل العسكري ضد إسرائيل

رام الله - ألمح الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأربعاء للمرة الأولى إلى احتمال دعمه للعمل العسكري ضد إسرائيل، التي حمّلها مسؤولية تصاعد الهجمات المسلحة في الضفة الغربية.
وقال عباس في مقابلة مع قناة العربية، نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، "بالنسبة للمقاومة العسكرية أنا مش (لست) متبنيها الآن، ممكن أغير رأيي في أي لحظة، أغير رأيي وكل شيء يتغير".
وأضاف "نحن نشأنا بالمقاومة العسكرية المسلحة والكفاح المسلح، وفي عام 1988 قلنا إننا نريد أن ندخل النادي الدولي، وفي عام 1993 تم إبرام اتفاق أوسلو، لكن المقاومة الشعبية السلمية هي حق إذا كان الشعب مضطر بالأخير إلى عمل أي شيء".
وتابع عباس "أنا أحذر أنه إياكم أن توصلوا الشعب الفلسطيني لأن يفقد صبره".
وكان عباس (88 عاما) عرف منذ توليه السلطة الفلسطينية عام 2005 برفضه لكافة أشكال العمل العسكري ضد إسرائيل، والتزامه بـ"المقاومة الشعبية" والمفاوضات السلمية.
من جهة أخرى، أكد عباس أنه لن يقدم ولا يفكر بخيار حل السلطة الفلسطينية، لكنه هدد بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، قائلا "إذا استمرت إسرائيل بتصرفاتها أنا لماذا أكمل وأكون ملتزما بالاتفاق الأمني".
وتابع "أنا سألغي التزامي بالاتفاق الأمني إذا استمرت إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل القضايا وكل الأمور الإنسانية والسياسية التي بيننا وبينهم".
وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت في السابع عشر من نوفمبر 2020 عن عودة التنسيق الأمني مع إسرائيل إلى ما كان عليه قبل مايو 2020، حين أعلنت السلطة وقفه رسميا على خلفية خطط ضم أراض في الضفة الغربية.
ويستبعد مراقبون أن يقدم عباس على مثل هذه الخطوة، حيث إن السلطة الفلسطينية تعاني أزمة خانقة، وهي لا تستطيع الذهاب بعيدا في تصعيدها الذي ترى أنها الأكثر تضررا منه.
وحول تصاعد العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق منذ عام 2015، قال عباس "بصراحة الشعب مقهور، ويقهر إلى درجة الانفجار، لأنه مقهور، كل يوم في شباب يُقتل".
وأوضح أنه مستعد للتعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومطالبته بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على حدود 1967، "سيقول لا يوجد، وسأقول له لا يوجد حوار".
وكان ثلاثة فلسطينيين قتلوا الخميس في اشتباك مسلح مع الجيش الإسرائيلي لدى مداهمته جنين، فيما كان شاب فلسطيني قتل عصر الأربعاء برصاص إسرائيلي في رام الله في الضفة الغربية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد ثلاثة مواطنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها".
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن نفذت أنشطة لمكافحة الإرهاب قرب مدينة جنين.
وأضاف أن في إحدى المداهمات لتنفيذ عملية اعتقال، تعرض الجنود "لاستهداف بالنيران المباشرة وردوا بإطلاق الأعيرة النارية الحية، ورصد إصابات".
وتشهد مدينتا جنين ونابلس المجاورة، حيث توجد مخيمات لاجئين مترامية الأطراف، تصاعدا في العنف منذ أشهر.
ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد قُتل أكثر من 210 فلسطينيين منذ بداية العام.
وتشمل تلك الحصيلة من قتلوا في احتدام الصراع الذي استمر لفترة قصيرة في قطاع غزة في أغسطس، إلا أن معظمهم سقطوا بعدما شن الجيش حملة أمنية شرسة بالضفة الغربية إثر سلسلة من الهجمات داخل إسرائيل. وتتضمن الحصيلة مسلحين ومدنيين.
وتقول السلطات الإسرائيلية إن الفترة نفسها شهدت مقتل 23 مدنيا وثمانية من قوات الأمن في هجمات شنها فلسطينيون في إسرائيل والضفة الغربية.