إسرائيل والبحرين تبحثان تعزيز العلاقات وأمن المنطقة

إسحاق هرتسوغ في المنامة في أول زيارة رسمية لرئيس إسرائيلي إلى المملكة الخليجية.
الاثنين 2022/12/05
تحديات أمنية مشتركة

تتوالى زيارات كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى البحرين لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، فيما يطغى التنسيق الأمني بين المنامة وتل أبيب على أغلب اللقاءات في ظل التهديد الإيراني لأمن المنطقة.

المنامة - بحث العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الأحد في المنامة سبل تعزيز العلاقات وأمن المنطقة، فيما أشارت مصادر بحرينية إلى أن التهديدات الإيرانية في المنطقة كانت في محور المحادثات.

ووصل هرتسوغ الأحد إلى المنامة في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس إسرائيلي، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار البحرين عبداللطيف الزياني وزير الخارجية البحريني.

وأفادت وكالة الأنباء البحرينية بأن جلسة المباحثات شهدت حضور الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني رئيس مجلس الوزراء.

وخلال جلسة المباحثات، قال ملك البحرين في كلمة “نحن على ثقة بأن هذه الزيارة لها دور هام في توطيد العلاقات، ودعم تطلعاتنا المشتركة على صعيد ترسيخ السلام والتنمية”.

دوري غولد: التهديد الإيراني يدفع إلى توثيق العلاقات بين البلدين
دوري غولد: التهديد الإيراني يدفع إلى توثيق العلاقات بين البلدين 

وبدوره، قال الرئيس الإسرائيلي في كلمة خلال جلسة المباحثات “هذه لحظة عظيمة وإنني أفتخر بكوني هنا في البحرين، ونؤكد كذلك على تطلعنا إلى العمل على تقوية العلاقات”.

وبحث ملك البحرين ورئيس إسرائيل “العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع بمسار التعاون المشترك إلى آفاق أوسع وأشمل”، وفق الوكالة.

كما بحث الجانبان “مستجدات الأوضاع في المنطقة، والتحديات الإقليمية والدولية الراهنة”.

وفي الصدد أكد ملك البحرين ورئيس إسرائيل على “ضرورة مواصلة بذل المزيد من الجهود لمواجهة التحديات الاقليمية والعمل على حماية أمن المنطقة واستقرارها وتعزيز جهود إحلال السلام الدائم”.

وقال هرتسوغ إن زيارته “تؤكد الأهمية الكبرى التي توليها إسرائيل للعلاقات مع البحرين، والتي تشمل شراكات أمنية، اقتصادية، سياحية وبيئية”.

وللبحرين أهمية إستراتيجية كبيرة لأمن المنطقة إذ تستضيف الأسطول الخامس الأميركي. وذكر تقرير أصدرته وزارة الاستخبارات الإسرائيلية في 13 سبتمبر الماضي أن ثمة فرصا للتعاون الدفاعي مع المملكة التي وصفها التقرير بأنها تتهددها “فتنة سياسية شيعية توجهها إيران ومن يعملون لحسابها”.

وقال مصدر بحريني إن أولوية بلاده ستكون التعاون في مجال أمن الإنترنت بعد أن أصدر العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة مرسوما بتأسيس مركز وطني لأمن الإنترنت.

ويرجح متابعون أن تكون الزيارة على علاقة بتحالف قيد التشكل سبق وأن كشفت المنامة اللثام عنه، ويعتقد أنه في علاقة بسبل مواجهة تهديدات إيران.

ويرى مراقبون أن تواتر زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى البحرين، وآخرهم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد حينما كان وزيرا للخارجية في سبتمبر 2021، والحديث عن تحالف واسع قيد التشكل يشي بأن هناك تحركا إقليميا بدعم دولي للتصدي للتحديات التي تفرضها إيران والجماعات الموالية لها.

وتخوض إيران والقوى العظمى منذ نوفمبر الماضي في فيينا محادثات بهدف إحياء الاتفاق النووي، الذي كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب منه من جانب واحد في العام 2018.

ويخفّف اتفاق 2015 من العقوبات المفروضة على طهران مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.

وتعارض إسرائيل بشدة العودة إلى اتفاق فيينا، في المقابل لا تخفي الدول الخليجية تحفظاتها على الاتفاق وتطالب بأن يأخذ في الاعتبار باقي التهديدات التي تشكلها طهران، لاسيما في علاقة ببرنامجها للصواريخ الباليستية وأيضا لدعمها الجماعات المتطرفة.

ويقول رئيس مركز القدس للشؤون العامة دوري غولد إن “تعرّض إسرائيل والبحرين للتهديد الإيراني دفعهما نحو توثيق علاقاتهما”.

ولفت غولد إلى التظاهرات التي شهدتها البحرين، معتبرا أن الاحتجاجات كانت مدعومة من إيران ولاسيما من حزب الله اللبناني.

ومن المنتظر أن يزور هرتسوغ الإمارات الاثنين في ختام جولة خليجية. وسبق لهرتسوغ أن زار الإمارات في الثلاثين من يناير الماضي.

ووقّعت البحرين والإمارات، في سبتمبر 2020، اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بوساطة أميركية.

ووضعت هذه الاتفاقات حدا لعقود من الإجماع العربي على استبعاد أي سلام مع إسرائيل في غياب حل سياسي للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

ومنذ توقيع “اتفاقيات إبراهيم” شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين الخليجيين وتل أبيب تناميا ملحوظا بعد توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية الثنائية في الكثير من القطاعات، حيث ارتفع التبادل التجاري بين تل أبيب والمنامة إلى 6.5 مليار دولار العام الماضي، وهناك رحلات طيران مباشرة بين الجانبين.

وتتفاوض المنامة وتل أبيب من أجل توقيع اتفاقية التجارة الحرة بينهما، حيث من المتوقع أن تسهم في إزالة الحواجز بطريقة تسمح بتوسيع التجارة بين الطرفين إلى معدلات أكبر، واتفقت البحرين وإسرائيل، نهاية أكتوبر الماضي، على توقيع تلك الاتفاقية قبل نهاية العام الجاري.

 

• اقرأ أيضا:

       البحرين جسر العودة إلى ما صنعت قطر

3