المزارعون في سوريا يستبشرون بموسم الزيتون

حماة (سوريا) - انتشرت علامات التفاؤل بين المزارعين السوريين في تحصيل بعض المكاسب من موسم جني الزيتون لهذا العام رغم الجفاف ومخلفات الحرب الطويلة والعقوبات الأميركية وأيضا تداعيات الأزمة العالمية الراهنة بسبب ما يحدث في شرق أوروبا.
واعتبر مرعي حسن زيدان (62 عاما) وهو مزارع من محافظة حماة أن محصول الزيتون لهذا العام “جيد مقارنة مع السنوات الماضية”.
وأشار في تصريحات نقلتها وكالة شينخوا إلى أن “الثمر الجيد يعود إلى الاهتمام بشجرة الزيتون من خلال حرث الأرض في الوقت المناسب وريها بالماء بشكل جيد، إضافة إلى إعطائها السماد العضوي اللازم الذي ينتج محليا”.
وقال مرعي “هذا أحسن محصول نجنيه هذا العام، أفضل من السنوات الماضية، والآن بعد أن عدنا إلى قرانا التي تهجرنا منها بسبب الحرب، بدأنا نهتم بأشجار الزيتون لأنها شجرة مباركة”.
125
ألف طن من زيت الزيتون يتوقع إنتاجها هذا العام قياسا بنحو 80 ألف طن قبل عام
وأشار إلى أنه قام بتسميد الأشجار بالسماد العضوي لكي يحافظ على نوعية جيدة من ثمار الزيتون والزيت الخالي من المبيدات.
ويقول المسؤولون إن زراعة الزيتون بدأت بالتعافي هذا العام من خلال إنتاج جيد يصل إلى نحو 125 ألف طن من زيت الزيتون مقابل 80 ألف طن العام الماضي.
وتشير تقديرات الحكومة إلى أن مساحة مزارع الزيتون تقترب من نحو 650 ألف هكتار، بعدد أشجار يصل إلى أكثر من 90 مليونا تتضمن سبعين صنفا، منها 80 في المئة في المرحلة الإنتاجية، أما البقية فهي لم تدخل هذه المرحلة بعد.
وتحتل زراعة الزيتون أهمية اقتصادية للبلاد وتصنف بين المحاصيل الإستراتيجية حيث تأتي في المرتبة الثالثة من حيث المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بعد القمح والقطن، لكن السلطات في دمشق تجد صعوبة بالغة في إنعاشها.
وأكدت عبير جوهر مديرة مكتب الزيتون بوزارة الزراعة أن العقوبات الأميركية أثرت على عملية تصدير زيت الزيتون إلى الأسواق الخارجية.
ونسبت وكالة شينخوا إلى جوهر قولها إنه “بعد سنوات طويلة من الحرب والانخفاض الحاد في إنتاج الزيتون، بدأ الزيت في الانتعاش هذا العام بمحصول أعلى من المتوقع ويمكن أن يساهم هذا المنتج عالي القيمة في استعادة قوته ومكانته مرة أخرى”.
وأوضحت في مقابلة خاصة في مكتبها بوسط مدينة حماة وسط سوريا أن إنتاج زيت الزيتون هذا العام لم يصل بعد إلى إنتاج 198 ألف طن قبل الحرب.
ولكن التفاؤل يرافق هذه المسؤولة التي ترى أن الإنتاج المرتفع هذا العام لاسيما بالمنطقة الساحلية سيمكن البلد من تصدير الزيت الإضافي بعد أن كان محدودا العام الماضي ليكفي السوق المحلية بسبب ضعف الحصاد في ذلك الوقت.
وعزت جوهر أسباب زيادة الإنتاج لهذا العام إلى عودة المزارعين إلى أراضيهم التي هجروا منها بسبب الإرهاب والأعمال العسكرية، إضافة إلى اعتمادهم على الأسمدة العضوية المنتجة محليا، والابتعاد عن المكافحة الكيميائية.
واتخذت وزارة الزراعة إجراءات منها تحديد موعد قطاف ثمار الزيتون بغية الحصول على نسبة عالية من الزيت، إضافة إلى تقديم بعض التسهيلات للمزارعين خلال عملية القطاف.
وسبق أن أكد وزير الزراعة محمد حسان قطنا أنه وفق تقديرات الإنتاج هذا الموسم تكون محافظة اللاذقية الأولى بالإنتاج وهذا يتطلب التعاون بين كافة الأطراف لإنجاح جني المحصول بما يضمن الحصول على زيت ذي جودة عالية ويتمتع بميزات تصديرية.
وتوقع حينها أن يصل الإنتاج إلى نحو 820 ألف طن من الزيتون وينتج منها نحو 130 ألف طن زيت.
وتتراوح احتياجات الاستهلاك المحلي من 70 إلى 80 ألف طن، وتبقى خمسون ألف طن يجب تصديرها وفق مواصفة محددة لتحقيق التوازن في السوق وحماية المزارعين من الخسارة.
واحتلت سوريا المرتبة الرابعة عالميا بين الدول المنتجة لزيت الزيتون في عامي 2004 و2006 بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان، وفي عام 2018 تراجع ترتيبها إلى المركز السابع بسبب تراجع الإنتاج والحرب والعقوبات الاقتصادية.
وكان زيت الزيتون السوري يتم تسويقه في العديد من بلدان العالم حيث وصل أوروبا والولايات المتحدة وآسيا ودول الخليج العربي قبل الحرب المستمرة منذ أكثر من 11 عاما.