المغرب يستثمر مليارات الدولارات لزيادة إنتاج الأسمدة باستخدام الطاقة المتجددة

البرنامج الاستثماري الأخضر لمجموعة المجمع الشريف للفوسفات يرتكز على الرفع من قدرات إنتاج الأسمدة من خلال الطاقة الشمسية والريحية، مع الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني قبل سنة 2040.
الأحد 2022/12/04
المغرب يعتبر أكبر مصدر للفوسفات في العالم

الرباط - أعلن المغرب عن البرنامج الاستثماري الجديد في الفوسفات والأسمدة باستخدام الطاقة المتجددة، الذي ينتظر أن تصل قيمته إلى 12.3 مليار دولار، في إطار التوجه الإرادي الذي كرسه العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ عدة سنوات، في مجال الانتقال إلى الطاقات الخضراء والاقتصاد الخالي من الكربون.

وأفاد بيان للقصر الملكي المغربي مساء السبت بأن مجموعة المجمع الشريف للفوسفات ستنفق 130 مليار درهم (12.3 مليار دولار) لزيادة إنتاج الأسمدة باستخدام الطاقة المتجددة ضمن برنامج استثماري للفترة ما بين 2023 و2027.

وأضاف بيان القصر أن مصطفى التراب، الرئيس والمدير العام للمجموعة، قدم أمام الملك محمد السادس "البرنامج الاستثماري الأخضر الجديد لمجموعة المجمع الشريف للفوسفات، ويرتكز هذا البرنامج على الرفع من قدرات إنتاج الأسمدة، مع الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني قبل سنة 2040، وذلك من خلال الاعتماد على الإمكانات الفريدة من الطاقة المتجددة... من خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية والطاقة الريحية".

وأضاف البيان أن المجموعة تهدف إلى "تزويد جميع منشآتها الصناعية بالطاقة الخضراء بحلول سنة 2027".

كما أفاد بأن "هذه الطاقة الخالية من الكربون ستمكن من تزويد المنشآت الجديدة لتحلية مياه البحر، من أجل تلبية احتياجات المجموعة وكذلك تزويد المناطق المجاورة لمواقع المجمع الشريف للفوسفات بالماء الصالح للشرب والري".

وقال إن هذه الاستثمارات ستمكن "على المدى البعيد من وضع حد لاعتماد المجموعة على واردات الأمونياك"، إذ تعتبر المجموعة المستورد الأول لهذه المادة على مستوى العالم، وذلك عبر الاستثمار "في سلسلة الطاقات المتجددة، الهيدروجين الأخضر، الأمونياك الأخضر، مما سيمكنها من ولوج سوق الأسمدة الخضراء بقوة".

ويعتبر المغرب أكبر مصدر للفوسفات في العالم، ويملك 72 في المئة من احتياطاته العالمية.

وارتفعت قيمة واردات المجمع الشريف للفوسفات من الأمونيا إلى 1.65 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، بزيادة 234 في المئة بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.

وقاد الفوسفات ومشتقاته، بما في ذلك الأسمدة، قيمة صادرات المغرب للارتفاع إلى مستوى قياسي بلغ 9.5 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من العام، في ظل ارتفاع الأسعار في السوق الدولية.

وينتظر أن تصل مبيعات المغرب من الفوسفات ومشتقاته في العام الحالي إلى 14 مليار دولار، في سياق متسم بارتفاع الطلب وتداعيات الحرب على صادرات روسيا.

ونمت حصة مصادر الطاقة المتجددة في الطاقة الإنتاجية للمغرب إلى 38 في المئة العام الماضي، وتعتزم البلاد زيادتها إلى 52 في المئة بحلول عام 2030. 

ويستهدف المغرب جمع 150 مليار درهم (14 مليار دولار) عبر صندوق الاستثمار الإستراتيجي "صندوق محمد السادس"، بحسب وزير الاستثمار محسن جزولي.

وأطلقت الحكومة الصندوق العام الماضي، وعيّنت السفير المغربي السابق في فرنسا محمد بنشعبون مديرا عاما له، وتلقّى مساهمة أولية قدرها 15 مليار درهم (حوالي 1.4 مليار دولار) من ميزانية الدولة.

ومن المنتظر أن يموّل الصندوق المشاريع الاستثمارية الكبرى في إطار شراكات مع القطاع الخاص، كما سيدخل في رأسمال الشركات الصغرى والمتوسطة، ويمنح القروض للشركات النشيطة في القطاعات ذات المردودية العالية، وفقا لبيانات إنشائه.