اليمين الديني يهيمن على حكومة نتنياهو

حزب الصهيونية الدينية سيحصل بالتناوب على وزارة المالية ووزارة الهجرة والاستيعاب ووزارة البعثات الوطنية ومنصب مسؤول رئيسي للاستيطان في الضفة بالاتفاق مع نتنياهو.
الجمعة 2022/12/02
حلفاء نتنياهو أكدوا توسيع المستوطنات

القدس - تمكن اليمين الديني في إسرائيل من انتزاع حقائب ومناصب هامة في الحكومة المرتقبة بعد أن وقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو الخميس اتفاقا ائتلافيا مع حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، والذي حصل على حقيبة المالية بالتناوب ومنصب مسؤول رئيسي للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

ويأتي هذا الاتفاق قبل تكثيف المحادثات مع بقية الأحزاب الدينية المتطرفة لتشكيل الحكومة المقبلة.
وحصد تكتّل اليمين بزعامة نتنياهو مع حلفائه اليهود المتشددين واليمين المتطرف غالبية مقاعد الكنيست، بنيلهم 64 مقعدا من أصل 120 إثر الانتخابات التشريعية، متقدّمين على المعسكر المنافس بقيادة الوسطي يائير لابيد (54 مقعدا).
والأسبوع الماضي، وقّع حزب الليكود بزعامة نتنياهو مع "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير اتفاق تحالف يمنح الأخير حقيبة الأمن الداخلي، وكذلك مع آفي ماعوز (66 عاما) الممثل الوحيد لحزب "نوعم" المعروف بمواقفه القومية والمناهضة لمجتمع الميم.
ومساء الخميس وقع نتنياهو اتفاقا مع زعيم الصهيونية الدينية اليمينية المتطرفة بتسالئيل سموتريتش، بحيث يحصل هذا الحزب بالتناوب على وزارة المالية ووزارة الهجرة والاستيعاب ووزارة البعثات الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، سيكون وزير من الصهيونية الدينية مسؤولا عن المستوطنات في "يهودا والسامرة"، أي الضفة الغربية المحتلة ضمن مهام وزارة الدفاع بالتنسيق والاتفاق مع رئيس الوزراء.
ويعيش في الضفة الغربية المحتلة نحو نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية، ومن بين هؤلاء نحو 200 ألف يقطنون في القدس الشرقية المحتلة.
وعدد المستوطنين صار أكثر من أربعة أضعاف عددهم منذ توقيع اتفاقيات أوسلو في التسعينات، والتي لم تؤد إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية ومن ضمنها القدس الشرقية وقطاع غزة عام 1967.
وقال سموتريتش في بيان مشترك مع نتنياهو "اليوم نتخذ خطوة تاريخية أخرى لإقامة حكومة يهودية وصهيونية وقومية تعيد الأمن... وتوسع المستوطنات".
ولا يزال يتعين على نتنياهو الاتفاق مع حلفائه في الحزبين المتدينين المتطرفين شاس ويهودوت هتوراه لتشكيل الحكومة المقبلة.
وتثير مشاركة بعض الشخصيات المتطرفة مثل بن غفير جدلا واسعا ومخاوف كبيرة ليس من جانب الفلسطينيين فحسب، ولكن من جانب دول غربية أيضا، على رأسها الولايات المتحدة.
ويشمل سجل بن غفير إدانة في 2007 بالتحريض العنصري ضد العرب ودعم الإرهاب، فضلا عن مناهضته لمجتمع الميم. ويقول إنه لم يعد يناصر إبعاد جميع الفلسطينيين وإنما من يعتبرهم خونة أو إرهابيين فحسب.
ولدى نتنياهو مهلة 28 يوما لتشكيل حكومة، يمكن تمديدها 14 يوما.
ونتنياهو هو رئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ إسرائيل، إذ شغل المنصب من 1996 حتى 1999 ثم من 2009 حتى 2021، ويرجّح أن يشكّل حكومة ستكون الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.