السعودية تنظم معرضا لفن العرضة التراثي

الرياض - تستعد وزارة الثقافة السعودية لافتتاح معرض خاص بالعرضة السعودية في ساحة الصفاة بجانب قصر المصمك في مدينة الرياض يوم الاثنين الخامس من ديسمبر، والذي سيقدم على مدى ستة أيام أنشطة وفعاليات متنوعة تحتفي بواحد من عناصر التراث الثقافي السعودي، وتبرز قيمته الثقافية، ومدى ارتباطه بالهوية الوطنية.
ويسعى المعرض إلى تقديم تجربة نوعية وثرية للزوار بمحتوى تاريخي غني، وفي قالب بصري مستمد من الطبيعة الصحراوية، ومتضمنا عرضا مرئيا للعرضة مع عرض الفرسان وهم على ظهور الخيول، وقصائد الحداء مع نغماتها، وعرضا للعلم السعودي وتطوره خلال تاريخ الدولة السعودية، ومقولات لعددٍ من الملوك والأمراء، وقصائد في مدح راية التوحيد والتفاخر بها، إلى جانب تجسيد “عرضة الانتصار في الحرب” عبر عرض مصور.
كما يشتمل معرض “العرضة السعودية” على “العرضة في عهد الملوك” والذي يتضمن عرضا مصورا لملوك المملكة أثناء تأديتهم للعرضة، كما يتضمن الأزياء التي ارتداها الملوك لهذه المناسبات، وسيوفهم المستخدمة فيها، وصورا منها، كما يحتوي على “معهد فرسان العرضة” الذي سيتم من خلاله تعليم جميع الفئات العمرية عبر مدربين محترفين ومعتمدين.
◙ معرض "العرضة السعودية" يشتمل على "العرضة في عهد الملوك” والذي يتضمن عرضا مصورا لملوك المملكة أثناء تأديتهم للعرضة
ويضم المعرض جناح “العرضة عالميا” الذي يتكون من صور متنوعة لعدد من رؤساء دول العالم والدبلوماسيين البارزين لحظة أدائهم للعرضة السعودية، وكذلك جناح “حرفيي العرضة” الذي يعرف بصناعة أزياء العرضة، والعقال المقصب، متضمنا أسماء صانعيها وحرفيها، بالإضافة إلى سينما العرضة، ومنطقة التصوير، والمقهى، ومعرض التذكارات، وعرض حي لفرقة الدرعية للعرضة السعودية.
وتهدف وزارة الثقافة من فعالية العرضة السعودية إلى التعريف بها كفنٍ سعودي أصيل، وتعزيز المعرفة، وتصحيح المفاهيم المرتبطة بها، إضافة إلى الاحتفاء بها باعتبارها تراثا ثقافيا عالميا غير مادي مسجلا لدى اليونسكو منذ 2015.
وإذا كان بالإمكان اختصار التراث والثقافة السعوديين في أداء واحد، فإن رقصة السيف أو العرضة هي أفضل ما يجسد ذلك. إذ تجمع هذه الرقصة ما بين الشعر وموسيقى الطبول والرقص الإيقاعي. وتعود جذور العرضة إلى التاريخ العسكري، إلا أنها اليوم تؤدى في المناسبات الخاصة كالمهرجانات والأعراس. ولا تكتمل أي زيارة إلى السعودية دون تجربة هذه الرقصة التاريخية المهيبة.
وأشهر عرضة في السعودية هي العرضة النجدية، وكان يشارك فيها أساسا المحاربون العرب في منطقة نجد وسط المملكة قبل مواجهة أعدائهم في ساحة المعركة. وقد كانت رقصة السيف وسيلة لاستعراض الرجال لأسلحتهم وروحهم القتالية.
واليوم، يتم أداء هذه الرقصة الفلكلورية في جميع المحافظات السعودية وقد أصبحت رمزا للثقافة السعودية التقليدية. وفي العام 2015، تم إدراج العرضة على قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.