الدبيبة في تونس والملفات الاقتصادية والأمنية تتصدّر الزيارة

رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية يناقش مع رئيسة الحكومة التونسية تعزيز وتسهيل عمل رجال الأعمال الليبيين في تونس.
الأربعاء 2022/11/30
الدبيبة في تونس مرفوقا بنصف أعضاء حكومته

تونس – تتصدر الملفات الاقتصادية والأمنية مباحثات رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، مع الرئيس قيس سعيّد خلال زيارته الأربعاء العاصمة التونسية.

وتأتي زيارة الدبيبة إلى تونس بعد أسبوعين على زيارة وفد وزاري تونسي ضمّ وزراء الطاقة والمناجم والتجارة والنقل ورئيس مؤسسة التكرير.

وقال المتحدث باسم حكومة الوحدة الليبية محمد حمودة في بيان نشره الأربعاء عبر صفحته الرسمية على فيسبوك "عقد رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة صباح الأربعاء، بقصر الحكومة التونسية بالقصبة، اجتماعا ثنائيا مع رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، بحضور محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، ووزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجرندي، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل اتخاذ إجراءات تعزز المصلحة المشتركة بين البلدين".

وأضاف المتحدث أن الاجتماع "ناقش تعزيز اتفاقيات العمل المشتركة، ووضع آليات التنفيذ اللّازمة للمصالح والتوافق بين البلدين، بالإضافة إلى تسهيل عمل رجال الأعمال الليبيين في تونس".

 

ومن المنتظر أن يجتمع الدبيبة الذي وصل الأربعاء رفقة وفد حكومي رفيع، ضم تقريبا نصق أعضاء حكومته، بالرئيس التونسي قيس سعيّد في وقت لاحق.

ويضم الوفد المرافق للدبيبة محافظ مصرف ليبيا المركزي، ووزراء المالية خالد المبروك، والاقتصاد والتجارة محمد الحويج، والعمل والتأهيل علي العابد، والداخلية المكلف عماد الطرابلسي، والمواصلات محمد الشهوبي، والعدل حليمة إبراهيم، والإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي، والدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة، والدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، ورئيس المؤسسة الليبية للاستثمار، وعددا من رؤساء الأجهزة التنفيذية.

ووفقا للمشاهد المرئية التي نقلتها قناة فبراير، المقربة من حكومة الوحدة الوطنية، كانت رئيسة الحكومة التونسية في استقبال الدبيبة.

وكانت رئاسة الحكومة التونسية قد أعلنت الثلاثاء أن الدبيبة سيجري "زيارة عمل إلى تونس يومي الثلاثين من نوفمبر ومطلع ديسمبر"، وذلك "تدعيما لأواصر الأخوة والتعاون المشترك بين البلدين". 

وقالت الحكومة التونسية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، إن الدبيبة سيرافقه في زيارته "وفد وزاري هام ورفيع المستوى، وسيجمعه لقاء ثنائي مع رئيسة الحكومة السيدة نجلاء بودن رمضان، لبحث مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين"، مضيفة أن الزيارة ستكون "مناسبة لعقد اجتماعات موسعة بين وفدي البلدين". 

وكان من المقرر أن يجري الدبيبة زيارته إلى تونس في أبريل الماضي، ونفى الدبيبة أن تكون زيارته تلك إلى تونس قد تم تأجيلها بطلب من السلطات التونسيّة أو بطلب ليبي أو لأي سبب سياسي، وفق تصريح له لإذاعة موزاييك منتصف نوفمبر الجاري. 

وأضاف الدبيبة في ذات التصريح أن ارتباطات قيادتي البلدين حالت دون الاتفاق على موعد محدد للزيارة، مشيرا إلى أن بودن قد تقوم بزيارة قريبة إلى ليبيا، وأنه عازم على إجراء زيارة قريبة إلى تونس. 

ووصف الدبيبة علاقته بنظيرته التونسية بـ"المتميزة"، مشيرا إلى أنه التقاها في أكثر من مناسبة، غير أن تلك اللقاءات "لم تكن في تونس أو ليبيا". 

وفيما شدد الدبيبة على متانة العلاقة مع الجارة تونس، أشار إلى أن العلاقات بين البلدين "تقترب وتبتعد، ويحكمها المد والجزر"، وأن كلا البلدين منشغل بمشاكله الداخلية. 

وكان الدبيبة قد انتقد، في أغسطس من عام 2021، ما روّجته بعض وسائل الإعلام التونسية والعربية حول دخول إرهابيين من ليبيا إلى تونس.

وأكد الدبيبة، في كلمة للشعب الليبي ردا على تلك الاتهامات، أن "الإرهاب قادم إلى ليبيا من الخارج، وأن الشعب الليبي شعب حر ولا يقبل اتهامه بالإرهاب".

ونفى وزير الشؤون الخارجية التونسي عثمان الجرندي، في تصريح للتلفزيون الرسمي، ما تم تداوله بشأن وجود أطراف إرهابية في ليبيا تحاول التسلل إلى تونس، واصفا إياه بأنه "لا أساس له من الصحة، وهو مجرد أخبار فيسبوكية".

غير أن العلاقات بين الطرفين شهدت تحسنا واضحا بعد ذلك، وجرت لقاءات اقتصادية متعددة، آخرها منذ حوالي أسبوعين، عندما استقبلت طرابلس وفدا وزاريا تونسيا رفيع المستوى، حيث تم التوقيع على اتفاقيات تعاون اقتصادي.

وخلال لقائه الوفد التونسي آنذاك، حض الدبيبة على "ضرورة تكثيف التعاون الأمني بين ليبيا وتونس وزيادة التبادل التجاري بينهما وتسهيل القيود في هذا المجال"، وفق بيان للحكومة الليبية.