حركة السفر عبر مطارات أبوظبي تستعيد زخمها

تزايد تفاؤل أوساط قطاع السفر في أبوظبي بعودة الانتعاش والطلب على الرحلات الجوية بشكل أكبر في ما تبقى من العام مع تسجيل قفزة في حركة المسافرين عبر مطارات الإمارة رغم التحديات التي لا تزال قائمة بسبب الحرب في أوكرانيا.
أبوظبي - أعلنت شركة أبوظبي للمطارات (مطارات أبوظبي) المسؤولة عن إدارة وتشغيل المطارات الخمسة بالإمارة الاثنين عن نتائج حركة المسافرين للربع الثالث من عام 2022، والتي جاءت مشجعة، ما يبث التفاؤل بشأن استعادة زخمها كما كانت قبل الجائحة.
وأظهر الطلب العالمي على قطاع السفر تسارعا في النمو في الفترة الماضية مع عودة حركة النقل الجوي بشكل ملحوظ عقب تخفيف قيود الإغلاق، ورغم ارتفاع التكاليف بالنسبة إلى الشركات والمستهلكين.
وذكرت الشركة في بيان الاثنين أن إجمالي حركة الركاب قفزت بواقع 250 في المئة بين يوليو وسبتمبر الماضيين على أساس سنوي لتشهد مطارات الإمارة مرور 4.7 مليون مسافر قياسا بنحو 1.3 مليون مسافر قبل عام.
وقالت "لقد شهدنا استمرار النتائج الإيجابية في نشاط السفر في مطار أبوظبي الدولي، ومطار العين الدولي، ومطار البطين للطيران الخاص، ومطار دلما، ومطار جزيرة صير بني ياس".
وتجاوز عدد المسافرين عبر مطارات أبوظبي هذا العام أكثر من 10.9 مليون مسافر، وهو ما يعادل مجموع حركة الركاب في عامي 2020 و2021 معا. ومن المتوقع أن يفوق عددهم 15 مليون مسافر بحلول نهاية العام الجاري.
ويأتي نشر الأرقام بعد أسبوع من إعلان دبي أنّ حركة السفر عبر مطار الإمارة، الذي يعد الأكثر ازدحاما على مستوى العالم، عادت إلى مستويات ما قبل جائحة في الربع الثالث.
وجاء في بيان نشره المكتب الإعلامي للحكومة أنّ مطار دبي استقبل 18.5 مليون مسافرا ومن المتوقع أن تصل أعداد المسافرين إلى 64.3 مليون مسافر بنهاية هذا العام.
وأوضح جمال الظاهري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي في مطارات أبوظبي أن الأرقام المعلنة تعد خير برهان على التعافي الكبير الذي شهده قطاع الطيران، وعلى نجاح إمارة أبوظبي في جذب المزيد من شركات الطيران والخطوط الجوية.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى الظاهري قوله "ساهم تقديمنا للعديد من الخدمات الجديدة المتطورة بدور بارز في التلبية المُباشرة للتزايد المتوقع على الطلب".
وأضاف “هذا الوضع أثمر عن نتائج إيجابية في حركة السفر عبر مطارات أبوظبي خلال هذا العام، ونتوقع أن تستمر في التزايد خلال الربع الأخير من العام".
ووفقا لبيانات الربع الثالث تم تسجيل أكثر من 49 ألف رحلة جوية عبر المطارات الخمسة، في زيادة ملحوظة مقارنة مع نحو 36.3 ألف رحلة على أساس سنوي.
وبحسب المسؤولين يُعد ذلك مؤشرا واضحا على زيادة شبكة شركات الطيران ونمو عدد الركاب. وقد شملت هذه الرحلات أكثر من مئة وجهة مختلفة، على متن 23 شركة طيران.
والدول الخمس الأولى من حيث إقبال الركاب هي الهند بواقع 933.6 ألف مسافر، ثم المملكة المتحدة بنحو 291.5 ألف مسافر، تليها باكستان بحوالي 265.7 ألف مسافر ثم السعودية بنحو 217.6 ألف مسافر فمصر بحوالي 197.1 ألف مسافر.
وكانت الوجهات الخمس الأكثر رواجاً خلال الربع الثالث هي مطار لندن هيثرو بنحو 232 ألف مسافر يليه مطار مومباي الدولي بنحو 155.2 ألف مسافر ومطار دلهي الدولي بواقع 130.7 ألف مسافر ومطار القاهرة بحوالي 118.8 ألف مسافر.
ولم تكن حركة نقل الركاب الوحيدة التي حققت هذه القفزة، إذ أكدت مطارات أبوظبي أن نتائج الشحن الجوي خلال الربع الثالث من العام الجاري كانت كبيرة.
4.7 مليون مسافر مروا على المطارات الخمسة للإمارة في الربع الثالث من هذا العام
وأشارت البيانات إلى تعامل مطار أبوظبي الدولي مع أكثر من 144 ألف طن من الشحنات الجوية، مقارنة بنحو 182.9 ألف طن بمقارنة سنوية نتيجة لقيام شركات الطيران بإعادة توزيع أساطيلها بين طائرات الركاب والبضائع.
وتتطلع الاتحاد للطيران التي تتخذ من المطار منطلقا لعملياتها للاستفادة من هذا الزخم الكبيرة حيث تتوقع نقل أكثر من 1.5 مليون مسافر لقضاء عطلة الشتاء بالإمارة وحضور العديد من الفعاليات.
وقال شعيب النجار مدير عام العمليات في الشركة الحكومية في بيان نقله المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي في وقت سابق هذا الشهر "لن يكون هناك أفضل من هذا الوقت لزيارة الإمارة".
وتتوقع حكومة أبوظبي أن تبلغ الطاقة الاستيعابية لمطار أبوظبي الدولي نحو 45 مليون مسافر سنويا بعد افتتاح المبنى الجديد، أي ما يقرب من مثلي عدد المسافرين عبر المطار في عام 2015 والذي بلغ في ذلك الوقت 23 مليونا.
وكان الاتحاد العربي للنقل الجوي قد أكد في أكتوبر الماضي أن قطاع النقل الجوي للإمارات تصدر بقية الأسواق العربية، بفضل السياسات المتبعة لإعادة الحركية لنشاط السفر بعد عامين من الأزمة الصحية التي كبدت شركات المنطقة خسائر غير مسبوقة.
وتصل مساهمة قطاع النقل الجوي والصناعات المرتبطة به في الناتج المحلى الإجمالي للإمارات إلى 12 في المئة، وهو أكثر من ضعف المتوسط العالمي.