التعرض لتلوث الهواء يخفض معدل الذكاء لدى الأطفال

تلوث الهواء الناجم عن السيارات وحركة المرور يعيق تطور عمل الدماغ لدى الأطفال في المدرسة.
الأربعاء 2022/11/30
التلوث خطر على صحة الأجنة

برشلونة - تؤكد الدراسات أن تغير المناخ له تأثيرات سلبية للغاية على الصحة العامة، لكن وفق أحدث الأبحاث فإن دلائل بدأت تظهر على الأطفال تشير إلى تأثرهم بشكل أكبر من غيرهم بعواقب التغير المناخي.

ويعتبر التلوث الناتج عن حركة المرور من الأسباب التي تعيق عمل الدماغ لدى الطفل، الأمر الذي يجعله مشتت التفكير وغير قادر على التركيز نتيجة لذلك، وعادة ما ينخفض المستوى الأكاديمي والدراسي للأطفال، في حين يعمدون إلى إرهاق أنفسهم من خلال بذل مجهود إضافي لتدارك الأمر وتحسين مستواهم العلمي.

ووفقا للباحثين في مركز برشلونة للبحوث في علم الأوبئة البيئية، يعيق تلوث الهواء الناجم عن السيارات وحركة المرور تطور عمل الدماغ لدى الأطفال في المدرسة. وحسب دراسة نشرت في “مجلة الوبائيات”، أجرى فريق من الباحثين فحوصات شملت 2600 طفل تتراوح أعمارهم بين سبعة وعشرة أعوام، ليكتشفوا أن الغازات المنبعثة من وسائل النقل تقلص من قدرة الطفل على التركيز واستيعاب وفهم وحل المسائل في المدرسة. وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت نسبة تلوث الهواء بشكل كبير، مما أثر سلبا على أدمغة الأطفال، ليتدنى مستواهم الدراسي نتيجة لذلك.

تغير المناخ وتلوث الهواء يتسببان في أضرار جسيمة على صحة الأطفال وتنمية عقولهم حتى أثناء وجودهم في الرحم

وكشف علماء عن تعرض الأطفال بشكل غير عادي لعواقب تغير المناخ وتلوث الهواء، وكلاهما يرجع إلى حد كبير إلى حرق الوقود الأحفوري.

ومن خلال دراسة أجريت على النساء الحوامل وأطفالهن، أظهرت النتائج أن تغير المناخ وتلوث الهواء يتسببان في أضرار جسيمة لصحة الأطفال وتنمية عقولهم، حتى أثناء وجودهم في الرحم، ما جعل باحثين يطالبون بتصنيف الأمر تحت بند “حالة طوارئ صحية عامة” وخاصة بالنسبة إلى الأطفال الذين هم، بسبب لون بشرتهم أو دخل الأسرة، الأكثر تضرراً.

وقالت فريدريكا فريرا أستاذة الصحة العامة والباحثة بمركز كولومبيا للصحة البيئية للأطفال بالولايات المتحدة، إن تغير المناخ وتلوث الهواء أثرا على نمو الدماغ بشكل كبير في السنوات العشرين الماضية، بحسب مقال نشرته في موقع صحيفة التايمز.

وأفادت أن “الأبحاث ربطت الآن بين التعرض لتلوث الهواء قبل الولادة وبعدها وبين انخفاض معدل الذكاء وغيره من المشكلات الإدراكية، واضطرابات النمو مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد، والاكتئاب والقلق، وحتى التغيرات الهيكلية في أدمغة الأطفال”.

وأظهرت الأبحاث أيضاً كيف يؤدي نزوح العائلات المرتبط بالمناخ إلى تعطيل تعليم الأطفال، إضافة إلى مشاكل الصحة العقلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب لدى الأطفال.

من ناحية أخرى، يسبب التلوث اضطرابات على مستوى الغدد الصماء لدى المرأة الحامل. ونتيجة لذلك غالبا ما يعاني الأطفال الرضع من مشاكل صحية، حيث يأكلون خمس مرات أكثر من المعدل العادي، ويشربون الماء أربع مرات أكثر من المعتاد، كما يتنفسون مرتين أكثر من الشخص البالغ.

ويرى الخبراء أنه أمام تفاقم انتشار هذه الأمراض، من الضروري تحديد مستويات تلوث الهواء في مختلف المدن. وأكدوا أن توجيه تحذيرات لمجابهة الأمراض التي انتشرت بسبب التلوث البيئي لم يعد يجدي نفعا. لذلك يجب إيجاد حلول جذرية للحد من استفحال هذه الأمراض خاصة في صفوف الأطفال.

17