اعتقال مسؤول في قناة "إيران إنترناشونال".. السلطات الإيرانية تمارس حربا نفسية

طهران - اعتقل الحرس الثوري الإيراني المسؤول الرئيسي بقناة "إيران إنترناشونال" في مدينة خوي بمحافظة أذربيجان الغربية الإيرانية.
وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية الاثنين أن استخبارات الحرس الثوري اعتقلت المسؤول الرئيسي في القناة “الإرهابية”.
وقالت العلاقات العامة لمقر حمزة سيد الشهداء التابع للحرس الثوري في محافظة أذربيجان الغربية في بيان إن المسؤول الرئيسي لهذه القناة يقوم “بتحريض الآخرين على أعمال الشغب والإخلال بالأمن عبر نشر العديد من الدعوات في الفضاء الافتراضي”. وأضاف البيان أن هذا الشخص كان ينوي “ارتكاب أعمال تخريب وتقويض للأمن العام في المدينة”، فتم اعتقاله في عملية استخباراتية معقدة.
وقناة "إيران إنترناشونال" هي قناة فضائية ناطقة باللغة الفارسية، ويقع مقرها الرئيسي في لندن، ولها مكاتب في أوروبا والولايات المتحدة، وبدأت البث في شهر مايو 2017.
ويرى معلقون أن إطلاق هذه الأخبار يندرج في إطار الحرب النفسية ضد القناة وتخويف المتعاملين معها في الداخل الإيراني.
وتثير القناة التي تنقل للعالم تغطية حصرية لاحتجاجات الإيرانيين أساسها مقاطع الفيديو التي يرسلها لها الإيرانيون أولا بأول هستيريا المسؤولين في إيران، خاصة بعد نجاحها في كسر التعتيم الإعلامي المفروض على الاحتجاجات وتعريف العالم بها.
قناة "إيران إنترناشونال" التي تنقل للعالم تغطية حصرية لاحتجاجات الإيرانيين، تثير هستيريا المسؤولين في إيران
وتحظى حسابات الشبكة على مواقع التواصل الاجتماعي بمتابعات واسعة في العالم وتنشر أخبارا حصرية تنقل عنها في كبرى وسائل الإعلام العالمية.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم القناة فقد تزايدت التهديدات ضدها بشكل كبير بسبب نقلها للاحتجاجات الأخيرة في إيران، ردا على مقتل الشابة مهسا أميني التي اعتقلت لانتهاكها القانون الصارم لقواعد اللباس التي تفرضها إيران على النساء. وقال لوكالة فرانس برس “نحن القناة الوحيدة التي تغطي هذه الاحتجاجات على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع”، مضيفا أن القناة “ليست صوت المتظاهرين فقط ولا وسيلة إعلامية معارضة، بل نحن السبيل الوحيد للناس في إيران لمشاهدة هذه الاحتجاجات”.
وتوظف “إيران إنترناشونال” حوالي 100 شخص في لندن، وتشمل تغطيتها للاحتجاجات في إيران تتبع والتحقق من المحتوى المنشور على وسائل التواصل. وقال المتحدث إن موظفي الشبكة “قلقون من التهديدات الموجهة إليهم، وقبل كل شيء قلقون بشأن سلامة عائلاتهم في إيران، وعواقب المظاهرات”. وأضاف “لا نعرف ما الذي سيحدث. إنه أمر مرهق”.
وصنّفت قناة “إيران إنترناشونال” في إيران “منظمة ارهابية”. ووصف وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب القناة بأنها منظمة إرهابية. وقال إن إيران صنفت القناة منظمةً إرهابية، وإن أي تعاون أو ربط صلات معها سيعتبران تهديدًا للأمن القومي، وإن “عملاءها” سيُلاحقون. ووصف خطيب أنشطة شبكة “إيران إنترناشونال” وموظفيها بأنها نموذج للتعاون مع “الأعداء” و”الإرهابيين” واُتهمت الشبكة بـ”التحريض” و”تضخيم الأزمة في مناطق مختلفة” من إيران. واعتقلت السلطات بالفعل أشخاصا بتهمة التواصل ونقل معلومات إلى القناة.
وتسلط الانتقادات الإيرانية الضوء على “ازدواجية فجة” للنظام الإيراني الذي يمتلك ترسانة إعلامية تحريضية ضخمة موجهة للمشاهد العربي تندرج ضمن المنظومة الإعلامية للمحور الولائي، نسبة إلى الولي الفقيه في إيران، وتبث مواد مكثفة تخص قضايا البلدان العربية تسوق وجهة النظر الإيرانية وتنشر الفوضى وتحرض على الأنظمة العربية.
وتتهم السلطات الإيرانية السعودية بالوقوف وراء القناة.
الانتقادات الإيرانية تسلط الضوء على "ازدواجية فجة" للنظام الإيراني الذي يمتلك ترسانة إعلامية تحريضية ضخمة موجهة للمشاهد العربي
وسبق أن وجه مدير صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد حسين شريعتمداري في مقال تهديدات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ودعا إلى تلقينه “درساً صعباً”، قائلاً إن “عليه أن يعلم أنه يعيش في قصر زجاجي”، مضيفاً أن استهدافه “ممكن بسهولة”.
وفي الأيام الماضية لم يكف المسؤولون الإيرانيون عن توجيه التهديدات للسعودية، بل تحولت في النهاية إلى “عتب”، وفق ما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قبل أيام قليلة. وتابع الوزير الإيراني “لقد أبلغنا المسؤولين السعوديين عتبنا وانتقادنا لقيام قناة محسوبة على السعودية بالحث على الإرهاب والاغتيالات خلال أحداث الأسابيع الأخيرة في إيران، وأوضحنا لهم أن المواقف غير البناءة لهذه القناة تتعارض مع اتفاقيات طهران والرياض في بغداد”. وتنفي السعودية أي علاقة لها بالقناة.
في المقابل، حذرت فضائية “إيران إنترناشونال” في بيان من “تهديدات مصدرها النظام الإيراني تلقاها العاملون في القناة داخل بريطانيا”.
وشهد مقرها في لندن تشديد الإجراءات الوقائية بعد تهديدات من النظام الإيراني. وأقيمت حواجز خرسانية مماثلة لتلك الموضوعة أمام مبان حكومية بريطانية أو بعض المواقع السياحية في العاصمة لمنع الهجمات.
وتهدف هذه الحواجز إلى “إيقاف شاحنة تزن 7.5 طن تسير بسرعة 80 كيلومترا في الساعة”، حسبما أوضح المتحدث باسم القناة. وأضاف أنه سيتم التحكم في دخول السيارات داخل وحول المبنى.
وأكدت شرطة لندن الأسبوع الماضي أنه تم نشر عربات الاستجابة حول استوديوهات القناة، بعد تهديدات بالقتل “جدية وذات مصداقية” ضد صحافييها.