ماكرون يحدد ثلاثة مطالب قبل محادثات محتملة مع بوتين

الرئيس الفرنسي يرجئ الاتصال بنظيره الروسي إلى ما بعد زيارته الولايات المتحدة الأسبوع المقبل.
السبت 2022/11/26
مهمة معقدة لردم هوة الخلافات

باريس  - وضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إطارا زمنيا لمحادثات جديدة محتملة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وحدد ثلاثة مطالب، من بينها تأمين محطّة زابوريجيا النووية ومغادرة القوات الروسية أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع تسخين الأجواء المناورات والتدريبات بالجناح الشرقي للناتو.

وأعلن قصر الإليزيه الجمعة أن الرئيس الفرنسي لن يجري محادثة جديدة مع نظيره الروسي قبل زيارته الولايات المتحدة الأسبوع المقبل.

وقال مستشار للرئيس الفرنسي للصحافيين إنّ "الرئيس ليس لديه محادثة مع الرئيس بوتين على جدول أعماله قبل زيارته للولايات المتحدة". وأضاف أن "محادثاته مع الرئيس (فلاديمير) بوتين ليست ضمن جدول محادثاته مع الرئيس (جو) بايدن".

ويصل إيمانويل ماكرون إلى واشنطن مساء الثلاثاء في إطار زيارة دولة.

وأكد مستشار الرئاسة أنّ المحادثة مع بوتين ستجري "في وقت قريب بما فيه الكفاية"، مضيفاً أنّه لم يتم تحديد موعد لذلك بعد.

وفي منتصف نوفمبر، أعلن الإليزيه أنّ ماكرون سيتصل ببوتين بعد قمة مجموعة العشرين، التي عُقدت في 15 و16 نوفمبر في إندونيسيا.

ثم أعلن ماكرون الأربعاء أنه يعتزم إجراء "اتصال مباشر معه (فلاديمير بوتين) في الأيام المقبلة بشأن المسائل النووية المدنية أولاً ومحطة الطاقة في زابوريجيا".

وتعود آخر محادثة رسمية بين الرئيسين إلى 11 سبتمبر.

وقال الإليزيه الجمعة إنّ المحادثات مع الرئيس الروسي تجري وفقاً للاحتياجات "وليس على أساس روتيني".

وأوضح أنّ إيمانويل ماكرون يودّ تذكير نظيره الروسي بمطالب فرنسا وهي "أن تغادر القوات الروسية أوكرانيا وأن تستعيد أوكرانيا سيادة ووحدة أراضيها".

وكذلك، أشار الإليزيه إلى أنّ الرئيس الفرنسي يعمل على تأمين محطّة زابوريجيا النووية (جنوب أوكرانيا) المحتلّة من قبل الروس، و"التي كانت في صلب محادثة سابقة، حتّى محادثتَين مع الرئيس بوتين".

وقال مستشار الرئاسة "ما نفهمه، هو أنّ هناك موافقة من حيث المبدأ من الروس على إنشاء منطقة الحماية هذه، لكنّ الإجراءات حسّاسة للغاية ولايزال هناك عمل يتعيّن القيام به".

وأضاف أنه "يجب الحفاظ على ضغط كبير على كلّ الفاعلين لأنّ... لا أحد، سواء كان روسياً أو أوكرانياً، يمكنه اللعب بسلامة المحطّة".

في ما يتعلّق بالخروج من الصراع عبر المفاوضات، أشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أنّ أيّاً من الطرفين "ليس لديه إرادة حقيقية للتفاوض" لأنّهما في الوقت الحالي "مقتنعان باستعادة التقدّم في الميدان في الأشهر المقبلة".

وأضاف المصدر الدبلوماسي أنه بالنسبة للسلطات الروسية كما الأوكرانية، "إنه وقت الحرب وليس وقت المناقشات أو الدبلوماسيين"، وخلُص إلى أنّ "لدينا اقتناعاً بأنّ هذا الصراع سيستمر".

ونفذ حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الجمعة، مناورات على حدود مقاطعة كالينينغراد الروسية وأكد أنه لن يكون هناك سلام إذا انتصرت الأخيرة في أوكرانيا.

وجرت مناورات "توماك-22" في منطقة سوفاوكي ذات الكثافة السكانية المنخفضة التي تقع شمالي بولندا بين بيلاروسيا وجيب كالينينغراد الروسي وسط توترات بين الناتو وروسيا بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي.

وكالينينغراد مقاطعة إدارية تابعة لروسيا، لا تربطها أي حدود برية بها، حيث تطل على بحر البلطيق وتقع بين دولتي ليتوانيا وبولندا في القارة الأوروبية، لكنها اعتبرت طوال تاريخها مدينة عسكرية، فإطلالتها على بحر البلطيق جعلت منها خيارا ممتازا لإقامة قواعد عسكرية.

وتعد منطقة سوفاوكي التي تجري فيها المناورات ذات أهمية إستراتيجية لأن استيلاء روسيا عليها سيعزل دول البلطيق عن بقية دول الحلف، كما أنها ذات أهمية بالغة لأمن الجناح الشرقي للحلف الأطلسي.

وتضمنت المناورات تدريبات على عبور المياه والهبوط شارك فيها جنود بولنديون وأميركيون ومن دول أخرى في الحلف، ونفذت قوات أميركية في دبابات "أبرامز" محاكاة مطاردة للعدو، وبينما تردد دوي انفجارات في بحيرة كيبنو بالقرب من قرية كلوسه مع بدء محاكاة هجوم، منعت السحب المنخفضة الطائرات العسكرية من المشاركة في المناورات عند البحيرة.

وقالت وزارة الدفاع البولندية إن التدريبات تضم ألفي جندي من القوات البرية والجوية وتستخدم فيها أكثر من ألف قطعة من معدات الدعم القتالي واللوجيستي، في حين صرح ضابط بولندي كبير بأن التدريبات جزء من مناورة كبرى تجري منذ عدة أسابيع بالمنطقة.

وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك إن الحلفاء يعرفون الأساليب التي تستخدمها روسيا وأساليب الدفاع الفعالة، وكانت بلاده عززت قواتها المسلحة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتخطط لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي.

وفي رومانيا، شارك مئات من جنود الحلف الأطلسي في تدريبات مشتركة أطلق عليها "بلاك سكوربيونز"، وضمت التدريبات جنودا من رومانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبولندا والبرتغال.