أكاديميون أردنيون يحتفون بالفلسفة والعودة إلى تدريسها

عمان - نظمت مكتبة عبدالحميد شومان مؤخرا جلسة حوارية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، في موقعها بجبل عمان، وقد أدارها رئيس جمعية الثقافة الفلسفية الأكاديمي أحمد ماضي.
وقدم بروفيسور الكيمياء المتقاعد في الجامعة الأردنية الدكتور موسى الناظر ورقة بحثية عنوانها “الفلسفة من منظور غير دارسها”، عارضا إطلالة سريعة على الفلسفة باعتبارها حاجة إنسانية وضرورة مجتمعية تلزم الجميع، كلّ من موقعه لترشده في عمله؛ البرلماني في تشريعاته، والسياسي في مفاوضاته، والطبيب في عيادته، والمعلم في صفه، والباحث في مختبره، والمهندس في مرسمه، والواعظ في خطبته، وكل مواطن في سلوكه الاستهلاكي والكثيرين غيرهم، يسألون لأجل أن يفهموا ما يقولون ويفعلون، فالتفلسف دافع غريزي عند الإنسان يميزه عن الكائنات الأخرى.
وقال الناظر تعقيبا على قرار عودة تدريس الفلسفة للطلاب في المدارس، إن تعليم الفلسفة يجب أن يكون ضمن مخطط شامل يبدأ من الطفولة، وما قبلها، ولا يتوقف عند نهاية.
وأضاف “من المهم أن يهدف تدريس الفلسفة إلى إحداث إدمان فلسفي عند كل فرد وحضور في العقل الاجتماعي، ويشكل مسار حياة، العقل يقودها، والفلسفة وقودها والحرية مطلبها، فالفلسفة حق لكل إنسان، حق لصغارنا قبل كبارنا، لهم الحق في أن يعيشوا حياة يحكمها المنطق ويحميها، فالمنطق هو شبكة الأمان للإنسان”.
وأكد الناظر أن حضور الفلسفة في مراحل التعليم الأولى قد لا يكون بالطريقة التقليدية ضمن كتب مقررة، بل بنشاطات وحوارات بين التلامذة يتناولون فيها أسئلة وقضايا تحتل مكانا في منهاج كل مادة تعليمية، لأجل ألا توضع الفلسفة في صندوق معلومات، معزولة عن غيرها.
بدورها بينت دعاء علي، عضو هيئة التدريس في قسم الفلسفة بكلية الآداب في الجامعة الأردنية الأكاديمية، أن الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للفلسفة يأتي بالتزامن مع صدور قرار عودة الفلسفة إلى المناهج الدراسية.
وقالت “الفلسفة هي حب الحكمة، ومن يحب شيئا يسعى إليه، وبالتالي فإن الفلسفة هي السعي إلى الحكمة، والحكمة تنتج المعرفة، والمعرفة حاجة إنسانية”.
واعتبرت أن المخاوف التي تعيق عودة مناهج الفلسفة إلى التعليم، مثل أنها مستوردة من الغرب أو أنها جامدة، وعدم وجود مدرسين قادرين على تدريسها، هي مخاوف طبيعية، موضحة أن الفلسفة نتاج العقل الإنساني، وأنه في كل حقل معرفي توجد مستويات من الصعوبة والسهولة، فضلا عن وجود المئات من خريجي الفلسفة من الجامعات، وبالإمكان البدء بتدريبهم وتأهيلهم للتعامل مع مادة الفلسفة في المدارس.
وقالت إن “جمعية الثقافة الفلسفية” التي أنشئت حديثا تؤمن بأهمية نشر ثقافة الفلسفة والمساهمة في توعية المجتمع المدرسي، معلنة عن مبادرة تطوعية أطلقتها الجمعية بعنوان “أهلا بالفلسفة”، تستهدف طلاب المدارس كافة.