ردود فعل دولية متباينة حول الغارات التركية على شمال العراق وسوريا

روسيا تحض تركيا على عدم استخدام القوة العسكرية المفرطة، في حين حضت الولايات المتحدة على عدم التصعيد في سوريا وعارضت انتهاك سيادة العراق.
الثلاثاء 2022/11/22
تركيا تستعد لعملية برية في سوريا

إسطنبول - تباينت ردود الفعل الدولية إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا ضدّ مواقع كردية في شمال سوريا والعراق، حيث دعت روسيا تركيا إلى الامتناع عن استخدام القوة "المفرطة"، في حين حضت الولايات المتحدة على عدم التصعيد في سوريا وعارضت انتهاك سيادة العراق.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مبعوث موسكو إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف قوله إن موسكو تعتقد أن على تركيا الامتناع عن استخدام القوة العسكرية "المفرطة" في سوريا، وإن هناك حاجة إلى البحث عن حل سلمي للقضية الكردية.

وأضاف لافرنتييف للصحافيين "سندعو زملاءنا الأتراك إلى التحلي بقدر من ضبط النفس من أجل منع تصعيد التوتر، ليس فقط في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من سوريا، ولكن في جميع أنحاء المنطقة".

وأكد لافرنتييف أن تركيا لم تبلغ روسيا مسبقا بضرباتها على سوريا والعراق.

وأضاف "نأمل في إقناع شركائنا الأتراك بالامتناع عن استخدام القوة المفرطة على الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن روسيا ستعمل مع الأطراف المعنية لإيجاد حل سلمي "للقضية الكردية".

وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن لافرنتييف قال إن انسحاب قوة أميركية من شمال شرق سوريا من شأنه أن يساهم في "استقرار" الوضع. 

وأدلى المسؤول الروسي بتصريحاته في أستانة عاصمة كازاخستان، حيث سيُعقد اجتماع ثلاثي روسي - تركي - إيراني بشأن سوريا.

وبالتزامن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا، مضيفا أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في ردود بالبريد الإلكتروني على أسئلة "طالبنا تركيا بعدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا السوريين بعدم شن هجمات أو التصعيد".

وأضاف المتحدث "نواصل معارضة أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا أو ينتهك سيادة العراق من خلال أعمال عسكرية غير منسقة مع الحكومة العراقية. ونعارض أيضا الهجمات الأخيرة على جنوب تركيا التي ذكرت تقارير أنها أدت إلى مقتل عدة مدنيين".

وتحالفت الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية في قتالها أمام داعش في سوريا، ما تسبب في شقاق عميق وطويل الأمد مع تركيا عضو حلف شمال الأطلسي.

وفي وقت سابق الاثنين، أكدت تركيا أن فصائل كردية قتلت اثنين في هجمات صاروخية من شمال سوريا، وذلك في تصعيد للثأر عبر الحدود في أعقاب هجمات جوية شنتها تركيا في مطلع الأسبوع وهجوم بقنبلة في إسطنبول قبل أسبوع.

وقالت القوات المسلحة التركية إنها كانت ترد على الهجوم، وقال مسؤول أمني كبير لـ"رويترز" إن الطائرات التركية بدأت مجددا قصف أهداف في شمال سوريا.

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن في أحدث هجوم من سلسلة من الهجمات الانتقامية، ضربت عدة قذائف صاروخية حيا على الحدود في إقليم غازي عنتاب، ما أسفر عن مقتل طفل ومعلم وإصابة ستة. وقال صويلو لاحقا إن امرأة حبلى، ورد في البداية أنها قُتلت، مصابة بإصابات بالغة وتتلقى الرعاية في المستشفى.

وأكد حاكم المنطقة داود جول أن خمسة صواريخ أصابت مدرسة ومنزلين وشاحنة في منطقة قرقميش الحدودية، فيما قالت محطة "سي.أن.أن ترك" إن الصواريخ أُطلقت من منطقة كوباني السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.

وشنت طائرات حربية تركية بالفعل هجمات جوية على قواعد للمسلحين الأكراد في سوريا والعراق الأحد، دمرت خلالها 89 هدفا لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، التي تقول أنقرة إنها جناح لحزب العمال الكردستاني.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن 184 مسلحا قتلوا في عمليات يومي الأحد والاثنين. وأضافت أن العمليات شملت ضربات جوية وأسلحة برية.

وأكدت تركيا أن العمليات العسكرية التي وقعت مطلع الأسبوع جاءت ردا على هجوم بقنبلة في إسطنبول قبل أسبوع أودى بحياة ستة أشخاص. وحمّلت تركيا حزب العمال الكردستاني المحظور مسؤولية الهجوم.

ونفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي تضم وحدات حماية الشعب الكردية، تورطهم في التفجير الذي وقع في الثالث عشر من نوفمبر في حي مكتظ بالسكان.

وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات التركية في مطلع الأسبوع دمرت صوامع غلال ومحطة طاقة ومستشفى، وتسببت في مقتل 11 مدنيا ومقاتلا بقوات سوريا الديمقراطية وحارسين، وأضاف أن القوات ستثأر.

وفي إطار العمليات التي وقعت في مطلع الأسبوع، قالت أنقرة إن ثمانية من أفراد قوات الأمن أصيبوا في هجمات صاروخية شنتها وحدات حماية الشعب من تل رفعت في سوريا على موقع للشرطة بالقرب من معبر حدودي في محافظة كلس التركية.

وقال مصدر بقوات سوريا الديمقراطية إن تركيا هاجمت الاثنين موقعا للجيش السوري غرب كوباني، حيث توجد ثكنة عسكرية لوحدات حماية الشعب. والموقع هو أحد عدة مواقع حيث يتمركز الجيش السوري لمنع الأتراك من مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية.

ونفذت القوات المسلحة التركية عدة عمليات عسكرية واسعة النطاق في الأعوام الأخيرة في شمال العراق وشمال سوريا على وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني و"داعش".

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن العمليات لن تقتصر على حملة جوية فحسب، وقد تتضمن اشتراك قوات برية.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله لدى عودته من زيارة لقطر "وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة ستقرران معا حجم القوات البرية التي يجب أن تشارك. نجري مشاوراتنا ثم نتخذ خطواتنا وفقا لذلك".

كما نقلت وكالة الأناضول عن الرئيس أردوغان قوله إن الولايات المتحدة قامت في السنوات الأخيرة بتسليم الآلاف من الشاحنات المحملة بالذخيرة إلى الميليشيات الكردية في سوريا.

وأضاف الرئيس التركي "يثير أسفنا أن حليف تركيا في الناتو قام في السنوات الأخيرة بتسليم الآلاف من الشاحنات المحملة بالذخيرة والأسلحة إلى مناطق في سوريا ينشط فيها الإرهابيون".

وتمرد حزب العمال الكردستاني على الدولة التركية عام 1984 وقُتل أكثر من 40 ألفا خلال الصراع. وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب على أنه منظمة إرهابية.