السعودية تقوي شراكتها الاقتصادية مع كوريا الجنوبية

دخلت العلاقات بين السعودية وكوريا الجنوبية عهدا جديدا بإبرام حزمة واسعة من الاتفاقيات، التي يعول عليها الطرفان من أجل تعزيز خطوات الشراكات الإستراتيجية الاقتصادية في مختلف المجالات لتقوية المشاريع الاستثمارية والتبادل التجاري.
سيول - تعهد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخميس بإقامة علاقات اقتصادية أقوى في مجالات الطاقة وصناعة الدفاع ومشاريع البناء وغيرها، في أعقاب توقيع بلديهما اتفاقات استثمار بالمليارات من الدولارات.
وعبر الرئيس الكوري لولي العهد السعودي، الذي يزور سيول حاليا على رأس وفد يضم وزراء الطاقة والتجارة والاستثمار والاقتصاد إضافة إلى محافظ الصندوق السيادي، عن أمله في أن يوسع البلدان مجالات التعاون بينهما.
ووصف يون عقب محادثات مع الأمير محمد الذي وصل الأربعاء الماضي قادما من بالي بإندونيسيا، حيث شارك في قمة مجموعة العشرين، السعودية بأنها شريك رئيسي لبلاده في الاقتصاد وأمن الطاقة.
وقال مكتب يون في بيان إن “الرئيس يأمل في أن يرى مشاركة من الشركات الكورية في مشاريع مثل مشروع مدينة نيوم الذكية في السعودية، والمزيد من التعاون في صناعة الدفاع والطاقة المستقبلية مثل الهيدروجين”.
وأشار الأمير محمد إلى دور الشركات الكورية على مر السنوات في تطوير البنية التحتية لبلاده، وعبر عن رغبته في رؤية شراكة أقوى مع سيول على أساس الثقة القائمة بين البلدين.
وأكد ولي العهد السعودي على وجه الخصوص، أنه “يرغب في تعزيز التعاون بشكل كبير مع كوريا الجنوبية في مجالات الصناعات الدفاعية والبنية التحتية والبناء”.
وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الصناعة الكورية أن شركات من بينها سامسونغ سي آند تي وبوسكو القابضة وقعت أكثر من 20 اتفاقا مع شركات سعودية في مجالات مثل التعاون في الطاقة وسكك الحديد والكيماويات والأدوية والألعاب.
ونقلت قناة “الشرق” عن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح قوله إن “قيمة الاتفاقات الموقعة اليوم الخميس بلغت 30 مليار دولار”.
كما نقلت المحطة عن الشركة السعودية للاستثمار الجريء قولها إنها “أبرمت اتفاقا في كوريا الجنوبية لإنشاء 7 صناديق متخصصة”.
وأبرمت شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو) وأربع شركات محلية أخرى مذكرة تفاهم مع صندوق الثروة السعودي لبناء وتشغيل مصنع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا في السعودية.
وذكر مصدر مطلع، وهو غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام وطلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة رويترز أن قيمة المشروع ستبلغ نحو 6.5 مليار دولار.
ومن المتوقع أن ينتج المصنع 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأمونيا سنويا. وذكرت وكالة يونهاب الكورية الرسمية نقلا عن مصادر بالقطاع أنه من المقرر تشييد المصنع بين عامي 2025 و2029 وسيجري تشغيله لمدة عقدين من الزمن.
وأُبرم اتفاق آخر بين شركة هيونداي روتيم والسعودية للتعاون في مشروع لسكك الحديد للمنطقة الاقتصادية والمدينة الذكية (نيوم)، التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار. ولم تكشف عن القيمة المحتملة لهذا الاتفاق.
وقال وزير التجارة الكوري لي تشانغ يانغ إن بلاده “ستدعم بفاعلية التنفيذ الناجح لمشاريع التعاون التي تطبق الهندسة المعمارية الكورية الحديثة في نيوم”.
وعقب الإعلان عن الشراكة ارتفعت أسهم هيونداي روتيم 8.5 في المئة. كما صعدت أسهم لوتي فاين كيميكال التي وقعت اتفاقا في مجال الصناعات الكيماوية مع وزارة الاستثمار السعودية بواقع 2.1 في المئة.
وقالت أس – أويل، التي يعد عملاق النفط أرامكو أكبر مساهم فيها بواقع 63 في المئة، إن “الشركة السعودية تخطط للاستثمار في مصنع أولسان لإنتاج المزيد من المنتجات البتروكيماوية عالية القيمة”.
وأكدت أرامكو في بيان أنها تخطط لاستثمار سبعة مليارات دولار في مشروع “شاهين”، وهو أكبر استثمار للشركة في الدولة الآسيوية، لتطوير واحدة من أكبر مصافي التكسير البخاري المتكاملة للبتروكيماويات في العالم.
ومن المقرر أن يبدأ بناء المصنع في 2023 ويكتمل بحلول 2026، وستبلغ طاقته الإنتاجية 3.2 مليون طن سنويا، إلى جانب منشأة لإنتاج بوليمرات عالية القيمة.
وستقوم وحدة التكسير البخاري بمعالجة المنتجات الثانوية الناتجة عن معالجة الخام بما في ذلك النفتا والغازات الثانوية لتصنيع الإيثيلين، كما ستنتج البروبيلين والبوتادين والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى.
وأشارت أرامكو إلى أنه عند الانتهاء من المشروع قد يتضاعف إنتاج أس – أويل الكيماوي من حيث الحجم إلى 25 في المئة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة أمين الناصر إن “نمو الطلب العالمي على البتروكيماويات من المتوقع أن يتسارع مدفوعا جزئيا بارتفاع الاستهلاك من الاقتصادات الناشئة في آسيا”. وأضاف “المشروع في وضع جيد لتلبية الطلب المتزايد من الصناعات الآسيوية”.
ويتمتع البلدان بعلاقات تجارية واسعة منذ عقود، وقد بلغ حجم التبادل بينهما العام الماضي نحو 26.5 مليار دولار.
وسجل الميزان التجاري فائضا لصالح السعودية بقيمة 19.6 مليار دولار، إذ صدرت ما قيمته 23 مليار دولار، فيما استوردت ما قيمته 3.4 مليار دولار.
ويعد العضو الأبرز في منظمة أوبك، أكبر شريك تجاري لكوريا في الشرق الأوسط، والمصدر الأول للنفط لرابع أكبر اقتصاد في آسيا.
أبرز الاستثمارات
◄ 20 اتفاقية في مجالات تشمل سكك الحديد والأدوية والألعاب
◄ بناء وتشغيل مصنع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا في السعودية
◄ أرامكو تستثمر بمصنع أولسان للبتروكيماويات عالية القيمة
◄ إنشاء 7 صناديق مشتركة متخصصة في الاستثمار الجريء
وقال متعب الحربي مدير مكتب أرامكو في سيول “دورنا أن نعمل على تعزيز التعاون بين السعودية وكوريا من خلال الشراكات التي تخدم البلدين”.
وتستثمر ثلاث من أبرز الشركات السعودية في كوريا برأسمال إجمالي يبلغ 6.35 مليار دولار، من بينها أرامكو ولديها 4 مشاريع وشركتان بقيمة 5.1 مليار دولار.
كما تستثمر الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في مشروع واحد وشركة واحدة بحجم استثمارات بلغ مليار دولار.
أما الشركة المتقدمة السعودية للبتروكيماويات فلديها ثلاثة مشاريع وشركتان بحجم استثمارات يقدر بنحو 168 مليون دولار.
في المقابل، يبلغ عدد الاستثمارات الكورية في السوق السعودية نحو 132 استثمارا، بإجمالي رأسمال يتجاوز الثلاثة مليارات دولار.
وتتركز الاستثمارات الكورية في قطاعات التعدين والمحاجر والكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء والنقل والتخزين والصناعة التحويلية والتشييد.
ومن أبرز الكيانات العاملة سامسونغ السعودية ودي.أل السعودية والعالمية للصناعات البحرية ورابغ للكهرباء والعالية للبوليمرات والسعودية لأنابيب الصلب.