السوري محمد العلبي يسرد حكايا شهرزاد برؤية درامية وموسيقية وتشكيلية

المعرض يجسد قصة شهرزاد التي أنقذت نساء المدينة بلجوئها إلى الخيال والاحتيال على فكرة الموت منذ القدم.
الجمعة 2022/11/18
المعرض يفتح بابا أمام المهتمين بتغير حامل اللوحة

دمشق – “شهرزاد” بحكاياتها وموسيقاها هي محور معرض تشكيلي جديد للفنان السوري محمد العلبي في غاليري زوايا بدمشق.

وعلى وقع ألحان “شهرزاد” للمؤلف الروسي ريمسكي كورساكوف، افتتح الفنان التشكيلي السوري محمد العلبي معرضه الذي ضبط فيه إيقاع العناصر التشكيلية التي تعكس أفكار فلسفته، وربط جذورها برؤى درامية تتناول حكاية شهرزاد، وتصورها لجمهور الفن التشكيلي إلى غاية الرابع والعشرين من نوفمبر الحالي.

واستعان العلبي في المعرض الذي يحمل أيضا اسم “شهرزاد..رؤية معاصرة”، بمئة وسبع عشرة لوحة صورها بلغة بصرية مرمزة منسجمة مع الموسيقى وقصد الخطوط والألوان بمبادئ متناقضة ليشكل السيل البصري إلى رؤى المتلقي.

المعرض يجسد قصة شهرزاد التي أنقذت نساء المدينة بلجوئها إلى الخيال والاحتيال على فكرة الموت منذ القدم
المعرض يجسد قصة شهرزاد التي أنقذت نساء المدينة بلجوئها إلى الخيال والاحتيال على فكرة الموت منذ القدم

ويفتح المعرض بابا أمام المهتمين بتغير حامل اللوحة، حيث نوع في أحجام اللوحات التي تراوحت بين الصغيرة جدا، ووصلت في أخرى حد الجدارية مستخدما تقنيات لونية ممتدة على القماش المشدود والسجاد وصناديق الخشب والموزاييك والورق المعتق والحديث والمطبوع.

وأوضح الفنان أن المعرض مستوحى من موسيقى شهرزاد ويجسد قصتها التي استطاعت الخروج من مأزقها وأنقذت نساء المدينة بلجوئها إلى الخيال والاحتيال على فكرة الموت منذ القدم، إلا أنها باتت تعاصر تطور الحاضر وتتشابه إلى حد ما مع الآلام التي يفرضها الواقع وقد تحتاج النجاة منها إلى الكثير من الخيال.

وقال العلبي “إن الخيال هو الملجأ الوحيد للبشرية وسبيل العودة إلى الفنتازيا الروحانية التي تمس الشرق تحديداً، الأمر الذي ألهم المبدعين العرب حتى الغرب أمثال المؤلف الروسي ريمسكي كورساكوف”.

وعرج العلبي على أنه يبتكر معرضه بناء على مستند فكري وثقافي ليجذب الجمهور ويلامس شعوره الداخلي، كونه يرى أن للفن دورا أساسيا في التثقيف الفني، لافتاً إلى أن اللوحات تعتمد على النص البصري والجماليات البصرية.

كما اعتمد العلبي التنويع في التقنيات المستخدمة ليفتح آفاقا أوسع أمام رواد معرضه من جيل الشباب ويلهمهم بطريقة غير مباشرة إلى إمكانية تسخير أي مادة بين يديهم بشرط احترام نسيجها وخصائصها.

واعتبر الفنان العمل الفني مختزلاً صغيراً لعالم الفنان وفضائه الواسع، بالرغم من اختلاف حجم اللوحة والخامات المصنوعة منها التي تمنح كل منها شعوراً مختلفاً في نفس المتلقي.

العلبي اعتمد التنويع في التقنيات المستخدمة ليفتح آفاقا أوسع أمام رواد معرضه من جيل الشباب

وعن الإقبال الكثيف لجيل الشباب من طلبة وخريجي كلية الفنون الجميلة بدمشق يقول العلبي “الفن التشكيلي في سوريا ينتج مجموعة من الفنانين التشكيلين المتميزين الذين يحافظون على تألقهم بالرغم من الأزمة التي طالت مختلف مناحي الحياة”.

يذكر أن محمد العلبي من مواليد دمشق 1971 درس في معهد أدهم إسماعيل وخريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 1995 قسم التصوير الضوئي، حاصل على دبلوم دراسات عليا قسم الرسم، عضو اتحاد التشكيليين السوريين والهيئة التدريسية في كلية الفنون الجميلة بدمشق منذ عام 2002 وفي رصيده جائزة تقدير من معرض الشباب الثلاثة بدمشق عام 2003 وأعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية وفي الأردن والإمارات والمملكة المتحدة وألمانيا والسويد وفرنسا، وله العديد من المشاركات في المعارض داخل سوريا وخارجها، وقد أضاف إلى سجل الإنجازات التشكيلية السورية تقنية فريدة، كونه أول تشكيلي سوري يرسم على السجاد الذي قدمه ضمن معرضه (قصص من الخيال) عام 2020.

15