المعارضة اللبنانية تبحث التكتل خلف مرشح رئاسي توافقي

بيروت - عقدت المعارضة اللبنانية الثلاثاء اجتماعا لبحث التوافق حول مرشح رئاسي واحد قبل جلسة الانتخابات المزمع انعقادها الخميس، وفق ما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري الأسبوع الماضي.
وتسعى المعارضة لاختراق جدار الشغور الرئاسي مع تعثر مسار التوافق على انتخاب رئيس جديد.
وبعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، يعيش لبنان شغورا رئاسيا، وسط غياب أي ملامح لانتهاء تلك الحالة، خاصة بعد فشل البرلمان على مدار خمس جلسات في انتخاب رئيس جديد.
وقال مصدر سياسي مطلع إن نحو 40 نائبا من حزب الكتائب وتكتل “تجدد” و”الاعتدال الوطني” ومستقلين وتغييريين، يبحثون عن الخروج من الانسداد السياسي الحالي.
40
نائبا من حزب الكتائب وتكتل "تجدد" و"الاعتدال الوطني" ومستقلين وتغييريين، يبحثون عن الخروج من الانسداد السياسي الحالي
وأكد عضو كتلة الكتائب النائب إلياس حنكش، أن المشاورات قائمة بين قوى معارضة للاتفاق على تأييد أكبر عدد ممكن لمرشح واحد تذهب به المعارضة إلى جلسة الخميس القادم، مشيرا إلى أن الهدف من الاجتماع هو توحيد الرؤية والخروج بموقف موحد.
وشدد حنكش على أنه من الممكن الاستمرار في دعم ترشح ميشال معوض، أو أي مرشح آخر سيحظى خلال الاجتماع بتأييد أكبر، مشيرًا إلى أن “الحل يتمثل في أن تقتنع الأطراف المختلفة بميشال معوض، أو الذهاب إلى مرشح آخر بالاتفاق مع الأخير، شريطة التوافق عليه بين العدد الأكبر من النواب”.
وقال البرلماني اللبناني إنه “لا تواصل مع حزب الله، لكن مع الفرقاء الآخرين ومع كافة الكتل في المعارضة”.
وأكد النائب فادي كرم عن تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات) في حديث إذاعي الاثنين أن “تكتل الجمهورية القوية ينسق والكتل النيابية المعارضة حول ملف الاستحقاق الرئاسي”.
واعتبر أن “مسألة ارتفاع أصوات النائب ميشال معوض مرتبطة بتأييد النواب الـ67 المعارضين لسياسة حزب الله”.
ورفعت الجلسة الانتخابية الأخيرة أعداد مؤيدي المرشح معوض إلى 44 صوتا، فيما توقع النائب عن تكتل الجمهورية القوية جورج عدوان، بلوغه الـ55 في الجلسة السادسة، مما يعني عمليا أن الرقم يقترب تدريجيا من العدد 65 المطلوب في الدورة الثانية للانتخاب.
وضمن خيارات عملية لكسر حالة الشغور الرئاسي، تبحث قوى من المعارضة خيارات قانونية ودستورية، لحل أزمة تعطيل انتخاب الرئيس.
وفي إصرار جديد على تعطيل انتخاب الرئيس، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة (التكتل النيابي لحزب الله) النائب محمد رعد “إننا في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد، ونتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد”.

وتعارض كتل رئيسية بينها حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز، معوض وتصفه بأنه مرشح “تحدي”، وتدعو إلى التوافق على مرشح. ويعرف عن معوض قربه من الأميركيين.
ويعتمد نواب حزب الله وحليفته حركة أمل برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري إستراتيجية التصويت بورقة بيضاء، ثم الانسحاب من الجلسة للإطاحة بنصاب الدورة الثانية.
ويُنظر على نطاق واسع إلى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على أنه المرشح الأمثل بالنسبة إلى حزب الله، وإن كان لم يعلن دعمه علنا له. لكن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، صهر عون والطامح بدوره إلى الرئاسة والمتحالف مع حزب الله، أعلن معارضته لفرنجية.
وفي لبنان، عادة ما يؤخر نظام التسويات والمحاصصة القائم بين القوى السياسية والطائفية، القرارات المهمة، وبينها تشكيل الحكومة أو انتخاب رئيس.
وفي 2016، وبعد أكثر من عامين من فراغ في سدة الرئاسة، انتخب عون رئيسا بعد 46 جلسة إثر تسوية بين الأفرقاء السياسيين.
وبرغم أنّ عدم احترام المهل الدستورية شائع في لبنان، فإن الفراغ يأتي هذه المرة مع وجود حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، في وقت يشهد فيه لبنان منذ 2019 انهيارا اقتصاديا صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم.