محمود عباس: مضطر إلى التعامل مع نتنياهو رغم عدم وجود احتمالات للسلام

الرئيس الفلسطيني يطالب الجانب الإسرائيلي بوقف الأعمال الأحادية، والإفراج عن الأموال المحتجزة للسلطة بشكل فوري.
الاثنين 2022/11/14
عباس: نتنياهو أعرفه منذ التسعينات وليس رجل سلام

رام الله (الضفة الغربية) - هاجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الأسبق الذي أعيد انتخابه هذا الشهر، قائلا إنه سيضطر إلى التعامل معه رغم أنه يعرف أن نتنياهو "رجل لا يؤمن بالسلام".

وقال عباس للتلفزيون الفلسطيني "أعرف نتنياهو منذ زمن، منذ التسعينات.. وتعاملت معه كثيرا، رجل لا يؤمن بالسلام، أتعامل معه لأنه لا يوجد لي خيار آخر، مع من أتعامل ممثلا لإسرائيل؟".

وشدد الزعيم الفلسطيني، الذي تتمتع سلطته بسيطرة محدودة على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، على أنه يجب أن يكون هناك حل سلمي للصراع المستمر منذ عقود.

وتم تسجيل المقابلة التي بثها أيضا التلفزيون المصري الجمعة.

واستطرد عباس خلال المقابلة قائلا "توجد مشكلة بيني وبين إسرائيل، إسرائيل تحتل أرضي وبلادي، من رئيس وزرائها؟ نتنياهو. أنا مجبر على أن أتعامل معه، وفي نفس الوقت أنا متمسك بمواقفي، يعني إذا هو غير مؤمن بالسلام أقول دعنا نلاقي حلا آخر؟ السلام حتمي، ولا بد من السلام".

وكان نتنياهو قد توصل في فترة حكمه السابقة إلى تطبيع العلاقات مع دولة الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. وقال الأحد إنه سعى للتوصل إلى اتفاقات سلام مع دول عربية أخرى، وهو أمر يمكن أن يساعد في نهاية المطاف في إنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وطالب عباس الجانب الإسرائيلي بوقف الأعمال الأحادية، والإفراج عن الأموال المحتجزة للسلطة بشكل فوري. بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وقال "منذ أن وضعت أميركا يدها على الملف الفلسطيني - الإسرائيلي منذ عام 1993 وإلى اليوم لم يتقدم الملف خطوة واحدة".

وتابع "ماذا ينقص أميركا حتى تعترف بدولة فلسطين بعد اعترافها بإسرائيل، ونسعى إلى العضوية الدائمة في الأمم المتحدة، واعتراف دول العالم بنا، ونبذل كل جهدنا لتسريع قيام دولة فلسطين، ولن أملّ في الإلحاح والإصرار على حقوقنا، لأنه إذا وصلت إلى مرحلة اليأس يجب أن أتخلى عن عملي، أما ما دام عندي بصيص من أمل صغير أو كبير سأتمسك به".

ومع تكليف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الأحد نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة، بعدما تصدّر الأخير الانتخابات التشريعية التي أجريت في الأول من نوفمبر، مع حلفائه باليمين المتطرف، يكون السؤال المطروح هل تتحرك المياه الراكدة بين عباس ونتنياهو، لاسيما بعد سنوات طويلة شهدت خلالها جولات عقيمة بين الطرفين أدّت في نهاية المطاف إلى دفن ما يسمّى بملف التسوية إلى أجل غير مسمى.

ومنذ أبريل 2014، توقفت محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي ترعاها الولايات المتحدة، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من خيار حل الدولتين، المستند إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ويتوقع أن يشكل السياسي المخضرم حكومة يمينية هي الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد، رغم سعيه إلى الحؤول دون إغضاب واشنطن بالهرب من تعيين إيتمار بن غفير زعيم "الصهيونية الدينية" وزيرا للأمن الداخلي وبتسلئيل سموتريتش وزيرا للدفاع، وهما وارثا حركة "كاخ" بقيادة الحاخام مئير كهانا .

ولا مجال في هذا المناخ المتطرف لثلاثة عناوين كانت على الصفحة الأولى خلال عقود، "حل الدولتين" و"الدولة اليهودية الديمقراطية" و"الدولة الواحدة الديمقراطية ثنائية القومية".

وسبق أن قال نتنياهو في يونيو الماضي تعليقا على خبر نشره الموقع الإلكتروني العبري "واللا"، والذي يفيد بأن الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل اتخاذ خطوات جديدة بشأن الفلسطينيين قبيل زيارة الرئيس جو بايدن المقررة للبلاد الشهر المقبل، "لا لدولة فلسطينية.. لا لتقديم تنازلات.. لا للخضوع".