هل ينهي مالك تويتر الجديد سيطرة الجيوش الإلكترونية على الهاشتاغات العربية

الرياض – أثارت تغريدة باللغة العربية للملياردير الأميركي إيلون ماسك، المالك الجديد لشركة تويتر، تفاعلا واسعا في رده على ناشط سعودي أثار مشكلة التغريدات العشوائية والجيوش الإلكترونية التي تملأ الهاشتاغات العربية.
وكتب صاحب حساب يدعى “ثنيان” ويعرف نفسه بأنه مهندس وصانع محتوى مهتم بالابتعاث، في تغريدة على صفحته الموثقة “بالنسبة إلى الهاشتاغات العربية فهي لا تزال مليئة بالتغريدات العشوائية! في كل مرة أرى هاشتاغ يتصدر باللغة العربية لا يمكنني العثور على أي تغريدات أصلية أو ذات مغزى، فهي مليئة بالإعلانات والرسائل غير المرغوب فيها.. أرجو الإصلاح”.
ولم يتأخر تفاعل مالك شركة تويتر الجديد مع تغريدة ثنيان، ورد ماسك بتغريدة باللغة العربية قال فيها “سوف نفعل”.
تفاعل الكثيرون مع رد إيلون ماسك باللغة العربية، حيث نال آلاف الإعجابات، إضافة إلى مئات التعليقات وإعادة التغريد
وتفاعل الكثيرون مع رد إيلون ماسك باللغة العربية، حيث نال آلاف الإعجابات، إضافة إلى مئات التعليقات وإعادة التغريد، فيما ذهبت بعض الحسابات الأجنبية إلى ترجمة الجملة التي كتبها إيلون ماسك إلى اللغة الإنجليزية.
وكتب أحدهم:
وتفاجأ المبتعث بكمية التفاعل مع التغريدة، وأشار إلى تغريدات سبام التي يُطلق عليها أحيانًا اسم “الروبوتات” أو “البريد العشوائي” أو “الحسابات المزيفة”، وتشير جميعها إلى الحسابات غير الأصلية التي تحاكي كيفية استخدام الأشخاص لتويتر. وبعض حسابات البريد العشوائي مؤتمتة، بينما يتم تشغيل البعض الآخر بواسطة أشخاص، مما يجعل اكتشافها أمرًا معقدًا.
وإذا كان بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي يشتكون من تغريدات الإعلانات التجارية أو الجنسية الدخيلة على هاشتاغات معينة أو قضية سياسية بهدف تمييعها وتشتيت الانتباه عنها، فإن مشكلة التغريدات العشوائية أكبر من ذلك بكثير.
جيوش إلكترونية تقف وراء حملات الكراهية والتحريض لتخويف النشطاء والصحافيين والمعارضين وحتى التسبب في قتلهم
وغالبًا ما يتم العثور على روبوتات البريد العشوائي التي تشارك في عمليات الاحتيال على تويتر في محاولة لإقناع الأشخاص بإرسال عملة مشفرة أو عملة رقمية عبر الإنترنت للحصول على جوائز غير موجودة. وتُستخدم أحيانًا روبوتات البريد العشوائي أيضًا لمهاجمة المشاهير أو السياسيين ولخلق بيئة معادية لهم عبر الإنترنت.
ويمكن للروبوتات التغريد على حسابات الأشخاص ومشاركة التغريدات والمتابعة من قبل أشخاص آخرين، من بين أشياء أخرى، تنشط في مواقع التواصل الاجتماعي وهي ما يعرف بـ”الجيوش الإلكترونية”، أو “اللجان الإلكترونية” التي باتت بمرور الوقت تشكل خطرا كبيرا قد يصل في بعض الحالات إلى اغتيالات فضلا عن تذكية الاحتقان السياسي والطائفي.
ويقول متابعون إن الشرق الأوسط من بين أسوأ مناطق العالم التي يتم فيها توظيف “الجيوش” أو “اللجان الإلكترونية” وما تترتب على ذلك من مشاكل خطيرة.
وتقف جيوش إلكترونية في الشرق الأوسط وراء حملات الكراهية والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي لتخويف النشطاء والصحافيين والمعارضين وحتى التسبب في قتلهم، مثلما حدث لناشطين عراقيين ولبنانيين في المظاهرات التي بدأت في أكتوبر 2019.

كما يتم استخدام روبوتات البريد العشوائي الأخرى من قبل الحكومات أو الشركات أو الجهات الفاعلة السيئة لعدد من الأغراض المسيئة. فخلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 ، استخدمت روسيا حسابات البريد العشوائي لانتحال شخصيات الأميركيين ومحاولة زرع الانقسامات بين الناخبين الأميركيين.
وفي تقرير بشأن ما يطلق عليه “المفترسين الإلكترونيين”، قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن الحكومة الجزائرية قامت بدفع أموال إلى “لجان” إلكترونية من أجل تشويه سمعة صحافيين يقومون بتغطية الاحتجاجات المناوئة للحكومة.
وأفاد باحثون بأن بعض الحالات تبدو واضحة لكن من الصعب تحديد بالضبط من يقوم بالتمويل أو يتحكم في هذه الجيوش الإلكترونية.
وأضاف باحثون من مرصد ستانفورد للإنترنت أن أطرافا أخرى قد تكون متورطة في عمل هذه اللجان والجيوش الإلكترونية. وأضافوا “إننا نرى بشكل متزايد إقدام جهات تابعة لحكومات على الاستعانة بأطراف أخرى من أجل إدارة حملات التضليل”.
39
دولة من بين 65 شملهم الاستطلاع، يقوم الزعماء السياسيون بتوظيف جيوش إلكترونية أجل "التلاعب خلال المناقشات السياسية"
وأشار الباحثون إلى أن هذا الأمر يوفر للحكومات الحجج لإنكار تورطها وحتى في حالة حظر عمل إحدى هذه الجهات، يمكن الدفع إلى جهة أخرى لتقوم بنفس الدور. وبالتأكيد لا يقتصر الأمر على هذه الدول إذ أن هناك دولا أخرى تمتلك “جيوشا إلكترونية”، حتى وإن اختلف المسمى الذي يطلق عليها.
وأفاد تقرير نشره “فريدوم هاوس” العام الماضي بأنه في 39 دولة من بين 65 شملهم الاستطلاع، يقوم الزعماء السياسيون بتوظيف أفراد من أجل “التلاعب خلال المناقشات السياسية”.
وكانت مشكلة التغريدات العشوائية أو الروبوتات أو الجيوش الإلكترونية بالنسبة إلى ماسك أولوية عند الإعلان عن صفقة شراء تويتر. حيث قال إن سبب تعطل الصفقة في البداية هو الخلاف المستمر حول عدد حسابات البريد العشوائي على المنصة.
وأعرب ماسك عن قلقه بشأن روبوتات البريد العشوائي على تويتر لسنوات. ففي عام 2020 ، ظهر في حديث لموظفي تويتر، وشجع الشركة على بذل المزيد من الجهد لمنع وإزالة برامج الروبوتات.
ومنذ أن أعلن عن نيته لشراء تويتر في أبريل الماضي، قام ماسك بالتغريد مرارًا وتكرارًا حول روبوتات البريد العشوائي على المنصة.
وبعد أن أصبح موقعًا عامًا في عام 2013، قدر موقع تويتر أن ما يقرب من 5 في المئة من حساباته عبارة عن روبوتات بريد عشوائي. وذكرت الشركة في أغسطس الماضي للمراسلين أنها تزيل حوالي مليون حساب روبوت غير مرغوب فيه كل يوم، وتغلق ملايين أخرى أسبوعيًا حتى يتمكن الأشخاص الذين يقفون وراء الحسابات من اجتياز اختبارات مكافحة البريد العشوائي.
ومع ذلك، تسمح الشركة بحسابات روبوت البريد العشوائي، وتشجع العديد من هذه الحسابات على تصنيف نفسها على أنها روبوتات من أجل الشفافية. وتجادل الشركة بأن العديد من هذه الحسابات تؤدي خدمة مفيدة.
وتعرّف تويتر روبوتات البريد العشوائي الجيدة بأنها حسابات آلية “تساعد الأشخاص في العثور على معلومات مفيدة ومسلية وذات صلة”. وعلى سبيل المثال، يعطي mrstockbot للناس ردودًا آلية عندما يطلبون عرض أسعار، ويغرد earthquakebot عن أي زلزال بقوة 5.0 أو أعلى في جميع أنحاء العالم عند حدوثه.