العراقي جبر علوان يحلل الأبعاد النفسية للون في معرض "العزلة"

القاهرة - يحتفي غاليري مصر بدءا من الأحد وحتى مطلع ديسمبر المقبل، بافتتاح معرض هام للفنان العراقي الأصل جبر علوان تحت عنوان "العزلة". وقال الفنان محمد طلعت مدير الغاليري عن المعرض "لا أجد كلمات تصف الفنان العراقي وموهبته أجمل وأدق من كلمات الكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس حين اعتبره حفنة من الألوان القزحية، وحفنة من الأضواء السرية، وموهبة سحرية قادرة على أن تبدع من هذه المواد المتقشفة لوحات هي كالرؤى تغير كيمياء الجسد، وتغير حالاته المزاجية".
وتعرف لوحات الفنان العراقي بأنها تتميز بقدرتها على استحضار اللون كقيمة مستقلة تضيء الأشياء من الداخل وتعيد تركيب الحالات المرئية وغير المرئية، والألوان عنده انعكاس للأفكار والمشاعر المشحونة التي يصورها على لوحته.
وفي حديث سابق عن تجربته صرح الفنان القدير جبر علوان "البعد التحليلي النفسي للون هو ما أركز عليه حالياً، لم يعد اللون يمتلك عندي تلك الخاصية الجمالية التي تقف عند حدود حالة تعبيرية يستوفيها مشهد اللوحة ويؤطرها. إن دوره لا يقتصر على إنتاج مشهد جميل وعنائي، لأنني أدرس من خلاله الحالة الداخلية للموضوع الذي أرسمه، بما تتضمنه من قلق وتوازن، واضطراب".
وتابع "إنني أرى اللون داخل أعماق الشكل المشخص أو في مجال الخلفية أو الهالة التي تتيح ظهوره وانكشافه. اللون، بالنسبة لي الآن، وسيط لسبر الروح الداخلية للموضوع، ولتشخيص إثارات تسبق المشهد أو تعقبه، إنه يعبر عما تعجز الكلمة عن التعبير عنه، من دون أن يفقد وظيفته كعنصر تكويني في بناء اللوحة لأنني أعتبر نفسي من فناني الاتجاه التشخيصي الجديد".
وعن معرضه وأعماله الفنية أكد الرسام العراقي أن “المرأة هي القضية الرئيسية فيما يقدمه لإيمانه بالقهر الذي تعانيه المرأة العربية واضطهاد الرجل الذي يسن القوانين من أجل مصالحه في حين أنها كائن عظيم دائم التغيير، وهي في وضعها الاجتماعي والسيكولوجي ما زالت تعاني من النظرة السيئة للرجل الذي يعتبرها جسداً يحقق له رغباته في حين أن في داخل كل رجل امرأة وطفل ولو حرر هذا الطفل لأحب المرأة”، مشيراً إلى أنها في لوحاته امرأة كشكل وحالة وبحث لوني.
وجبر علوان، فنان تشكيلي ولد في بابل، العراق عام 1948، تخرج من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1970، وفي عام 1972 رحل إلى روما حيث بدأ يرسم في ساحة نافونا الشهيرة، وهو ما زال يعيش هناك حتى اللحظة، في عام 1975 حصل علوان على شهادة الدبلوم في النحت من أكاديمية روما للفنون الجميلة وبعد انقضاء عشر سنوات منحته بلدية روما جائزة أفضل فنان، ليصبح أول أجنبي يحوز على هذه الجائزة.
له العديد من الأعمال المعروضة بصفة دائمة في متاحف الفن الحديث في بغداد ودمشق وقطر والكويت، وفي دار الأوبرا المصرية، وفي متحف كالوست في لشبونة، كذلك في قصر ديامانتي داي في فيرارا، متحف الأكاديمية في رافينا، وله كذلك العديد من الأعمال موزعة على مجموعات خاصة في العديد من المدن في أوروبا وروسيا واليابان وتشيلي.