خسائر ديزني+ تتعمق رغم جذبها للمزيد من المشتركين
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - تواصل ديزني+ نموها السريع، متحدية منصات ترفيهية أخرى تواجه ركودا، لكن سيتعين على خدمة البث التدفقي التابعة لمجموعة والت ديزني العملاقة تقليص تكاليفها إذا ما أرادت أن تحقق أرباحا.
وباتت المنصة تضم 164.2 مليون مشترك، بزيادة 12 مليونا عن نهاية النصف الأول من هذا العام، وهو مستوى يفوق بكثير توقعات السوق، بحسب بيان نشرته المجموعة الثلاثاء بشأن نتائجها ربع السنوية.
لكن منصات البث التابعة للمجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها ديزني+ وإي.أس.بي.أن+ وهولو تكبدت خسائر تشغيلية بأكثر من الضعف على مدار عام واحد، لتصل إلى 1.47 مليار دولار في الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضيين.
وأكدت المجموعة أن خسائرها وصلت إلى “أسوأ” مستوياتها، متعهدة على لسان رئيسها بوب تشابك خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين، بأن تبدأ الخسائر “في الانخفاض في الربع الحالي”.
وجدد تشابك التأكيد على أن ديزني+ ستحقق الربحية في عام 2024.
وستطلق المنصة في الثامن من ديسمبر المقبل اشتراكا جديدا مع إعلانات، مقابل نحو ثمانية دولارات شهريا، فيما يبلغ سعر اشتراكها الأساسي من دون إعلانات نحو 11 دولارا في الولايات المتحدة.
وعلى غرار منافستها نتفليكس التي تطلق صيغة مماثلة هذا الشهر، تأمل ديزني+ في جذب المزيد من المشتركين، لكن أيضا بتنويع مصادر الدخل.
كما ألمح تشابك إلى اقتطاعات في الميزانية، لاسيما في نفقات التسويق، وإمكانية رفع الأسعار أكثر.
وقال “يُظهر تاريخنا أن زيادات الأسعار لم تُترجم زيادات كبيرة في حالات إنهاء الاشتراكات لذلك نعتقد أنه لا يزال لدينا هامش تحرك في هذا المجال”.
وبالنسبة إلى الربع الحالي، يمكن لديزني+ الاعتماد على فيلم هاوس بوكوس 2 الذي طُرح أواخر سبتمبر والذي حقق “العرض الأول الأكثر مشاهدة في تاريخ” المنصة، بحسب تشابك، وعلى أندور، المسلسل التلفزيوني المرتبط بعالم ستار وورز.
وحذّرت المديرة المالية للمجموعة كريستين مكارثي من أن “نمو المشتركين لن يكون تصاعديا في كل ربع”.
وتوقعت زيادة ضعيفة في عدد مشتركي الخدمة المدفوعة في “ديزني بلاس” خلال موسم أعياد نهاية السنة، وتسارعا إضافيا في أوائل عام 2023، خصوصا بفضل الأسواق الدولية.
وشهدت منصات البث التدفقي نموا هائلا لسنوات، في منحى عززته الجائحة لكن نتفليكس، الشبكة الرائدة في هذا المجال، واجهت صعوبات كبيرة في النصف الأول من هذا العام، إذ فقدت ما يقرب من 1.2 مليون مشترك، قبل أن تتعافى هذا الصيف.
ووفق أرقام شركة إنسايدر إنتلجنس، فمن المتوقع أن يتجاوز عدد مشاهدي ديزني+ 108 ملايين شخص في الولايات المتحدة بحلول نهاية العام الجاري.
وفي ضوء ذلك، تكون المنصة قد جذبت أكثر من 45 في المئة من المستخدمين الأميركيين لخدمات البث التدفقي، خلف يوتيوب ونتفليكس وأمازون وهولو.
وبشكل عام، سجلت ديزني عائدات مخيبة للآمال بلغت 20.1 مليار دولار، مع أرباح بلغت 162 مليون دولار، وهو مستوى أعلى من ذلك المسجل العام الماضي لكنه أقل من التوقعات.
وفقد سهم المجموعة نحو 6 في المئة من قيمته خلال التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق التداول الثلاثاء، إذ كانت السوق تتوقع تحقيق ديزني عائدات قدرها 21.27 مليار دولار وصافي ربح يبلغ 797 مليون دولار.
وحقق قسم المتنزهات والتجارب والمنتجات المشتقة في ديزني إيرادات بلغت 7.4 مليار دولار، بزيادة 36 في المئة على أساس سنوي، في الربع الأخير من السنة المالية للمجموعة التي تبدأ في أكتوبر.
وقال تشابك خلال المؤتمر الصحافي مع المحللين إن هذا المستوى يسجل “رقما قياسيا” للمجموعة في هذا المجال.
وتستفيد المجموعة العملاقة في مجال الترفيه من انحسار الجائحة وشهية المستهلكين على السفر والخروج بعد فترة طويلة من القيود الصحية المرتبطة بكوفيد – 19.
