الثروة السعودي يخطط لضم أبراج أوريدو القطرية

نقل صندوق الثروة السعودي المنافسة مع مجموعة من الشركات العالمية للاستحواذ على أصول أبراج شركة أوريدو القطرية للاتصالات إلى نقطة مفصلية قد تتيح له انتزاع الصفقة في حال قدم العرض الأفضل، ضمن خطط تنويع أصوله في أسواق المنطقة العربية.
الرياض - كشفت مصادر الثلاثاء أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يدرس تقديم عرض للاستحواذ على وحدة الأبراج التابعة لشركة أوريدو القطرية والظفر بالصفقة من أمام مجموعة من الكيانات العالمية.
وأكدت المصادر المطلعة على حيثيات الموضوع لوكالة بلومبرغ أن شركات أميركان تاور كورب وأي.أتش.أس هولدنغ وهيليوس تاورز تخطط بدورها لتقديم عروض ملزمة لكل الوحدة أو جزء منها.
وقالت إن أصول أبراج أوريدو والتي تمتد عبر منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى دول مثل الجزائر وتونس وغيرها، يمكن أن تُقدر بثلاثة إلى خمسة مليارات دولار.
وأوضحت في تصريحاتها لبلومبرغ، لم تكشف عن هوياتها، أن فترة تقديم العروض تنتهي خلال الأيام المقبلة، وأن المداولات جارية وليس هناك يقين من أن هذه الجهات ستقرر تقديم عروض.
وكانت أوريدو قد أكدت في أواخر سبتمبر الماضي أنها تعتزم تسييل معظم أصول أبراجها للاتصالات في سياق إستراتيجيتها لإعادة هيكلة أعمالها وتعزيز الكفاءة التشغيلية وتحقيق أرباح أكبر في المستقبل.
وقالت الشركة بعد أيام من ظهور أنباء عن نيتها السير في هذا الاتجاه إنها “تستعد لبيع 20 ألف برج من أبراجها” من أصل 27 ألف برج تملكها، فيما قالت مصادر مطلعة على الأمر لوكالة رويترز حينها إن الشركة خاطبت بنك مورغان ستانلي للعمل على الصفقة.
وباعت شركة الاتصالات المملوكة للحكومة القطرية مؤخرا أعمالها في ميانمار مقابل 576 مليون دولار، وتفكر أيضا في فصل وحدة مركز البيانات الخاصة بها لجذب مستثمرين جدد.
وقال متحدث باسم أوريدو، لم تذكر بلومبرغ هويته، إن “الشركة تعتزم الإعلان عن فصل أعمال أبراجها في عام 2023″، ورفض الإدلاء بالمزيد من التعليقات.
ورفض ممثلو هيليوس تاور أي.أتش.أس هولدنغ وصندوق الاستثمارات العامة التعليق، في حين لم يرد متحدث باسم أميركان تاور كورب على الفور على طلب للتعليق.
ويقول محللون إن العطاء الذي قدمه الصندوق السعودي، هو أحدث علامة على أن الرياض تتحرك من خلاف دبلوماسي مع قطر بدأ في عام 2017 ولم يتم حله حتى عام 2021.
وفي منتصف أكتوبر الماضي ذكرت مصادر أن الصندوق يدرس الاستثمار في مجموعة بي.أن سبورتس الإعلامية القطرية، وهو ما اعتبره خبراء تحولا كبيرا من جانب السعودية التي كانت تحظر البث المحطة حتى وقت قريب.
وكان صندوق الثروة قد قال قبل ذلك إنه يخطط لاستثمار 24 مليار دولار في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع سعي السعودية الغنية بالنفط لتعزيز اقتصادات المنطقة، وسيوجه الأموال إلى قطاعات تشمل البنية التحتية والرعاية الصحية والاتصالات.
وكجزء من خطته لإنشاء وحدة أبراج عملاقة، عرض الصندوق قبل أسابيع شراء حصة أغلبية في توال، وحدة أبراج الاتصالات التابعة لشركة الاتصالات السعودية (أس.تي.سي).
وقالت المصادر إن “الصندوق يخطط لتقديم عطاءات على أصول أوريدو من خلال توال” التابعة لشركة أس.تي.سي التي جمعت في عام 2019 أكثر من 15 ألف برج تحت لواء شركتها التابعة.
وتأتي عملية البيع ضمن إستراتيجية أوريدو للانتقال إلى نموذج تخفيف أصول أكثر كفاءة ومرونة والاستفادة من القيمة الكامنة لبنيتها التحتية.
ويعد تسييل الأصول بهدف منح قيمة إضافية للمساهمين والعملاء أحد المحاور الرئيسية، التي تركز عليها الإستراتيجية الحالية لشركة الاتصالات القطرية.
وقالت مصادر في وقت سابق هذا العام إن “الصفقة في المرحلة الثانية من تقديم العطاءات، ومن المتوقع أن تعقبها عطاءات ملزمة من المستثمرين”.
وثمة احتمال أن تقوم أوريدو بتجزئة الصفقة لتقسيم المستثمرين لأنه قد يكون من الصعب العثور على مشتر واحد للمحفظة بأكملها نظرا لطبيعة الأسواق وعلاوات المخاطر في كل سوق.
وفي سبتمبر الماضي قال نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة أوريدو الشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني في مقابلة مع تلفزيون الشرق إن “المجموعة لن تتردد في أي صفقات جديدة تدعم تنافسيتها”.
20
ألف برج من بين 27 ألفا تنوي أوريدو بيعها وتتوزع في الشرق الأوسط والجزائر وتونس
وتأسست أوريدو في نوفمبر 1998 وتعمل في عشر دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك جنوب شرق آسيا، وهي مدرجة في بورصة قطر منذ 1998 وبعد عام تم إدراجها في بورصة لندن وفي 2001 أدرجت في بورصة البحرين وفي العام التالي أدرجت في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
وكانت أبراج الاتصالات هدفا للعديد من عمليات الاستحواذ الكبرى في السنوات القليلة الماضية مع سعي شركات القطاع لتقليل الديون والتكاليف.
ففي منطقة الخليج، بدأت شركات الاتصالات في التخلي عن شبكاتها من الأبراج لصالح مستثمرين إستراتيجيين، في محاولة لتقليل التكاليف الباهظة لتشغيل البنية التحتية والتركيز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وباعت الشركة العمانية للاتصالات الحكومية (عمانتل) العام الماضي نحو 2890 برجا في البلاد إلى هيليوس تاورز مقابل نحو 575 مليون دولار.
كما باعت شركة زين الكويتية حوالي 1620 برجا للاتصالات لشركة (آي.أتش.أس) مقابل 130 مليون دولار في عام 2020.
وفي سبتمبر الماضي باعت زين السعودية حصصا مجموعها 80 في المئة من البنية التحتية للأبراج مقابل 807 ملايين دولار وأبقت على ملكية الحصة المتبقية في حوزتها.
وتساعد صفقات أبراج الاتصالات منفذي الصفقات على تحدي تباطؤ أوسع في أنشطة الاندماج والاستحواذ العالمية هذا العام.
ويقوم مشغلو الاتصالات بتحويل الأصول للمساعدة في جمع الأموال لنشر الألياف الضوئية وتحديث الشبكات اللاسلكية، كما يجدون مشترين في شكل شركات استثمارية تسعى لتحقيق عوائد يمكن التنبؤ بها في الأسواق المتقلبة.
وفي أوروبا، تقود شركة كي.كي.آر السباق للحصول على حصة في وحدة أبراج فودافون غروب، بينما يُنظر إلى شركة الملكية الخاصة إي.كيو.تي على أنها المرشح الأوفر حظا للاستحواذ على حصة من تي.دي.أف الفرنسية.