الباسيج تدعو إلى استهداف الدبلوماسيين الألمان

طهران - دعت عدة منظمات طلابية تابعة لميليشيات الباسيج سيئة السمعة في إيران، إلى اتخاذ إجراء ضد الدبلوماسيين الألمان، متهمة إياهم بأنهم أعداء متنكرون في ثوب دبلوماسي، في خطوة من شأنها أن تزيد المخاوف من استهدافهم.
وفي خطاب مفتوح وجهته إلى وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين قالت الميليشيا "مع ثبوت الدور الخطير لبعض السفارات في الاضطرابات الأخيرة، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا، فإن مسرح المواجهة قد تغير"، حسبما أفادت وكالة أنباء فارس.
ويأتي النداء عقب موقف عدائي بشكل متزايد من جانب المتشددين في إيران تجاه البلدان الغربية، وهو ما يفتح الباب على استهداف هؤلاء الدبلوماسيين في انتهاك للقانون الدولي وللأعراف الدبلوماسية.
وميليشيا الباسيج، ومعناها تعبئة قوات المستضعفين، هي وحدة شبه عسكرية في إيران. ولعبت الميليشيا، التي تأسست بعد الثورة الإسلامية عام 1979، دورا رئيسيا في قمع الاحتجاجات في البلاد.
وعلى مستوى القيادة والتوجيه، تخضع الباسيج لمبدأ ازدواجية القيادة في القرار الذي يطبع الكثير من المؤسسات الحيوية في إيران، ولذلك فإنها تتلقى الأوامر رسميا من قائد الحرس الثوري، لكن قياداتها تتصل مباشرة بمكتب المرشد الأعلى للثورة الذي يمتلك حصرا تعيين قائد الباسيج بناء على اقتراح من قائد الحرس الثوري.
وأضافت الميليشيا في رسالتها "الدولة ملزمة بالتصدي للأعداء المتنكرين في ثوب دبلوماسي".
وتابعت "المسألة هنا هي: هل من الكافي أن تستدعي ببساطة السفير في مناخ يستهدف فيه الأمن القومي بأعمال سافرة تقوم بها هذه السفارات؟".
ولم يتضح على الفور ما هو الإجراء الذي يتم الآن المطالبة باتخاذه، لكن مراقبين لا يستبعدون أن تكون هذه الدعوة التي تحمل في طياتها تهديدا صريحا للدبلوماسيين الغربيين، قد تتبعها عمليات استهداف سواء بشكل فردي أو جماعي، خصوصا وأن هذه الميليشيا العقائدية المسلحة تعتبر من الكيانات الأكثر تأثيرا في الحياة السياسية والأمنية والمجتمعية بإيران، كما تعد أداة عسكرية لحماية مصالح نظامها السياسي داخليا وخارجيا.
وتضغط ميليشيا الباسيج على السلطات الإيرانية لاتخاذ إجراءات أكثر قسوة ضد السفارة الألمانية، بسبب موقف برلين من تعامل إيران مع الاحتجاجات على وفاة الفتاة مهسا أميني لدى احتجازها في مركز للشرطة لمخالفتها الزي الإسلامي.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد استدعت في الشهر الماضي السفير الألماني في طهران هانز - أودو موتسل بسبب تصريحات لوزيرة خارجية بلاده أنالينا بيربوك، التي أشارت فيها إلى أن من المنتظر فرض قيود من جانب ألمانيا، إضافة إلى العقوبات التي تم إقرارها على صعيد الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت الحكومة الألمانية أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ قرارا بشأن إدراج الحرس الثوري الإيراني في حزمة عقوباته الجديدة ضد طهران.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية الاثنين إن العمل جار من أجل فرض حزمة من العقوبات الجديدة.
ورفض المتحدث باسم الحكومة الألمانية الإدلاء بالمزيد من التفاصيل حول هذه الحزمة الجديدة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض في وقت سابق عقوبات في ما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان في إيران، وكذلك بسبب استخدام روسيا للطائرات الإيرانية المسيّرة في مهاجمة أوكرانيا.
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك سابقا أن بلادها والاتحاد الأوروبي يدرسان وضع الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية.
وطالبت الحكومة الألمانية في الثالث من نوفمبر رعاياها بمغادرة البلاد، محذرة من مخاطر "الاعتقال التعسفي" على خلفية الوضع المتوتر في إيران، وطريقة تعامل السلطات مع المتظاهرين.
وخرجت عدة تظاهرات في ألمانيا مؤيدة للاحتجاجات في إيران، حيث طالب المتظاهرون بالمزيد من الضغط على الحكومة الإيرانية من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.