مخيمات شمال سوريا في مرمى نيران قوات النظام

المرصد السوري: مقتل تسعة أشخاص بينهم سبعة من المدنيين وثلاثة أطفال وشخصان مجهولا الهوية.
الاثنين 2022/11/07
مأساة يعمقها القصف

كفرجالس (سوريا) - قُتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، جراء قصف لقوات النظام بالصواريخ طال مخيمات عشوائية للنازحين في شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها فصائل معارضة.

وطالت الصواريخ في ساعات الصباح الأولى من الأحد مخيما وتجمعات للنازحين في منطقة كفر جالس غرب مدينة إدلب. وسارعت فرق الدفاع المدني والسكان إلى إغاثة الجرحى ونقلهم إلى مستشفيات قريبة.

وأسفر القصف عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم سبعة من المدنيين، ضمنهم ثلاثة أطفال، وشخصان مجهولا الهوية، وفق المرصد السوري، الذي أفاد عن سقوط أكثر من 30 صاروخا على مناطق عدة غرب مدينة إدلب بينها المخيمات الخمسة.

وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل ستة مدنيين. كما أسفر القصف عن إصابة 75 شخصا بجروح متفاوتة.

وأشار المرصد إلى استمرار القصف على مناطق عدة في المنطقة بعدما ردت الفصائل الناشطة فيها مستهدفة مواقع لقوات النظام.

المنطقة تتعرض بين الحين والآخر لغارات من جانب قوات النظام، رغم أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال صامدا

وقال أبوحميد (67 عاما)، أحد سكان المخيم “استيقظنا صباحا الكل يجهز نفسه لعمله، وإذ بدأنا نسمع أصوات ضرب، الأطفال خافوا وبدأوا بالصراخ بعدما رأوا الصواريخ”.

وأضاف “لم نعرف إلى أين نذهب. ولم يكن صاروخا واحدا او اثنين، بل عشرة.. الشظايا بدأت تتطاير من كل اتجاه، ولم نعرف كيف نحمي أنفسنا”.

وأتى القصف الصاروخي، وفق المرصد، غداة مقتل خمسة عناصر من قوات النظام في قصف شنه فصيل تابع لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) ضد مواقعهم في جنوب غرب إدلب.

وتسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتؤوي المنطقة ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين.

ومنذ السادس من مارس 2020، يسري في مناطق سيطرة الفصائل وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو حليفة دمشق وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد هجوم واسع لقوات النظام تمكنت خلاله من السيطرة على نصف مساحة إدلب.

وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفا متبادلا تشنه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب قوات النظام وروسيا، رغم أن وقف إطلاق النار لا يزال صامدا إلى حدّ كبير.

ومنذ أكثر من شهر، أعلنت سلطات النظام السوري أنها سمحت بعودة سكان مدينة معرة النعمان، بعد قرابة 3 سنوات من السيطرة عليها وانتزاعها من يد فصائل المعارضة السورية المسلحة، في خطوة وصفت بأنها ترويج إعلامي لإحكام النظام قبضته على أجزاء مهمة من ريف إدلب آخر معاقل المعارضة بشمال غربي سوريا.

القصف يأتي غداة مقتل خمسة عناصر من قوات النظام في قصف شنه فصيل تابع لهيئة تحرير الشام ضد مواقعهم في جنوب غرب إدلب

ومنذ إعلان النظام اعتزامه السماح بعودة الأهالي، أكدت مصادر محلية عدم عودة أي أسرة إلى المدينة البالغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، مستبعدة أن تلقى عروض النظام أي تجاوب من النازحين، حتى الموالين منهم.

ومنذ بداية الثورة الشعبية في سوريا وتحولها إلى صراع مسلح، شهدت مدينة معرة النعمان إلى جانب ريف إدلب الجنوبي العديد من الانتهاكات والمجازر بحق السكان، وثقتها تقارير منظمات حقوقية سورية وعالمية.

وفي الثاني والعشرين من يوليو 2019 وثق الدفاع المدني السوري مقتل 42 مدنيا وإصابة العشرات في قصف من الطيران الحربي الروسي على سوق شعبية في مدينة معرة النعمان، بينهم نساء وأطفال ومتطوع في الدفاع المدني.

وقبل أكثر من 5 سنوات ارتكب النظام السوري مجزرة مروعة في مدينة خان شيخون، الجارة الجنوبية للمعرة في ريف إدلب الجنوبي، حيث قضى أكثر من 100 مدني بينهم 32 طفلا و23 امرأة لقوا حتفهم في الهجمات الكيميائية التي شنتها قوات النظام عليهم.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

2