وفاة إبراهيم منير تعمق أزمة الإخوان

اللوائح التنظيمية بشكل عام تمنح مجلس الشورى في الجماعة الإدارة المؤقتة واختيار من ينوب القائم بأعمال المرشد العام للجماعة وفق أطر محددة في خضم انقسامات داخلية حادة.
الجمعة 2022/11/04
الإخوان سوقوا إبراهيم منير في الغرب كوجه إصلاحي

لندن - قالت جماعة الإخوان المسلمين على موقعها الإلكتروني على الإنترنت اليوم الجمعة إن إبراهيم منير نائب المرشد العام والقائم بأعمال المرشد العام للجماعة، المحظورة في مصر، توفي اليوم الجمعة وذلك في خضم أسوأ أزمة تمر بها الجماعة منذ تأسيسها.
وتوفي منير في لندن عن 85 عاما. وكان قد قضى فترتين في السجن في مصر في خمسينات وستينات القرن الماضي، وكان يعيش في الخارج خلال أغلب السنوات الأربعين الماضية.
وتمكنت الجماعة، التي كانت ذات قوة وثقل في وقت من الأوقات، من الفوز بأول انتخابات رئاسية حرة في مصر في عام 2012، لكن الجيش والشعب المصريين أطاحا برئيس البلاد المنتمي إلى الجماعة بعد عام إثر احتجاجات حاشدة ضد حكمه.
ويقبع العديد من قيادات الجماعة والآلاف من أعضائها وأنصارها في السجن أو فروا من مصر، وتم استبعاد الجماعة من حوار سياسي وطني سيطلقه قريبا الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي كان قائد الجيش وقت الإطاحة بالجماعة من الحكم في 2013.
وإبراهيم منير أحمد مصطفى من مواليد الأول من يونيو 1937، من مدينة المنصورة شمالي مصر، وتخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1952.
ووفق معلومات رسمية للجماعة، تعرف إبراهيم منير على جماعة الإخوان في وقت مبكر من شبابه، وظل فيها حتى تم توقيفه من جانب النظام المصري آنذاك في قضية عرفت باسم "تنظيم 1965".
وقدم منير للمحاكمة مع أبرز قادة الإخوان آنذاك، ومنهم مفكر الجماعة سيد قطب، وصدر ضده حكم بالسجن 10 سنوات.
وبعد خروجه من السجن، سافر للكويت، وبعد 5 سنوات حصل على اللجوء إلى بريطانيا حيث أسس عددا من المراكز الإسلامية، ولعب دورا بارزا في قيادة الجماعة بالخارج، والتي تنتشر في نحو 90 دولة، وفق أشكال رسمية وهيئات ومراكز ومؤسسات.
ووفق معلومات الجماعة، انتخب منير في اجتماع مجلس الشورى العام (أعلى هيئة رقابية بالجماعة)، في يناير 1995 عضوا بمكتب الإرشاد (أعلى هيئة تنفيذية بالجماعة) عن الخارج.
واختارت الجماعة منير كأمين للتنظيم الدولي للإخوان ومتحدثا باسم الإخوان المسلمين بأوروبا، وفي عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قدم للمحاكمة غيابيا في 2009، وصدر بشأنه حكما بالسجن 5 سنوات قبل أن يصدر عنه عفو رئاسي في 2012.
وكأول مسؤول للجماعة من خارج مصر، اختارت الجماعة منير قائما بأعمال المرشد العام بعد توقيف سلفه محمود عزت في أغسطس 2020.
وتولى عزت مسؤولية قيادة الجماعة من داخل مصر في أغسطس 2013، عقب توقيف المرشد العام محمد بديع، بعد أيام على فض اعتصامين كبيرين بالقاهرة قادتهما الجماعة ضد السلطات آنذاك.
وعرف منير طيلة تاريخه بأنه الوجه المنفتح للجماعة التي توصف بالإرهابية والمتطرفة، حيث يتم تسويقه في الغرب على هذا الأساس.
ويعتبر منير من أكبر الوجوه المدافعة عن الجماعة لدى مؤسسات الغرب، لاسيما منذ حظرها في مصر، وكان أبرزها في مجلس العموم البريطاني قبل سنوات متحدثا عن فكر التنظيم المتهم بالإرهاب من جانب القاهرة.
ورغم الخلافات التي عرفتها الجماعة في العامين الماضيين وبروز انقسامات حادة، إلا أنه سمح بإجراء مراجعات داخلية وتقديم رؤى إصلاحية، وتصعيد مجموعات لاسيما شبابية بقيادة الجماعة.
وحظي تصريح منير في يوليو الماضي، بعدم "خوض الجماعة أي صراع على السلطة في مصر"، باهتمام واسع وفتح تساؤلات عديدة داخل الجماعة وخارجها حول اتخاذ موقف إصلاحي مثل هذا في ظل أوج أزمة الإخوان مع السلطات.

 ورغم الخلافات والانقسام الحاد بالجماعة، إلا أن اللوائح التنظيمية بشكل عام تمنح مجلس الشورى الإدارة المؤقتة واختيار من ينوب القائم بأعمال المرشد العام للجماعة وفق أطر محددة.