الحدود الأردنية مع سوريا والأزمة الأوكرانية تتصدران مباحثات الصفدي ولافروف

وزير الخارجية الأردني يعتبر الوجود الروسي في سوريا عامل استقرار، بينما يتطلع نظيره الروسي إلى جعل موقف الأردن في الموضوع الأوكراني أكثر حيادية.
الخميس 2022/11/03
لافروف في عمان لبحث مصالح مشتركة

عمان – تصدرت الأزمة السورية والأوكرانية مباحثات وزيري الخارجية الأردني أيمن الصفدي والروسي سيرغي لافروف الذي يزور عمان الخميس، حيث تريد المملكة تفاهمات جديدة لحماية حدودها الشمالية مع سوريا، بينما تسعى موسكو إلى كسب المزيد من الحلفاء لمواجهة الإجراءات الغربية بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.

وقال الوزير الصفدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف "تركيزنا كان على الأزمة السورية، خصوصا الوضع في الجنوب السوري والأخطار الكامنة في حالة اللا ستقرار التي تعمق معاناة أشقائنا السوريين وتهدد أمننا الوطني"، وفق بيان للخارجية الأردنية.

وتابع الصفدي في هذا الصدد "بحثنا الخطوات المطلوبة لتحييد هذا التهديد وتوفير الحد اللازم من الاستقرار في الجنوب السوري".

وتحدث الصفدي عن "خطر تهريب المخدرات إلى الأردن وعبره والميليشيات التي تدعم عمليات التهريب هذه وغيرها من الأعمال العدوانية، والازدياد في البؤر الإرهابية وأخطار أخرى".

وقال الوزير الأردني إن "الوجود الروسي في الجنوب السوري هو عامل استقرار في هذه الظروف، حيث يبقى الحل السياسي للأزمة هدفا لم يتحقق".

وأضاف "ثمة ضرورة للتنسيق الأردني - الروسي في التصدي لهذه التحديات في الجنوب السوري، وهذا محل بحث موسع بيننا".

وأكد الصفدي أن "مع استمرار هذا الوضع في الجنوب السوري ستستمر بلادنا في القيام بكل ما يلزم لحماية أمنها الوطني".

وأطلع الصفدي لافروف على طرح الأردن الذي يبحثه مع الدول العربية "حول بلورة دور عربي جماعي قيادي في جهود حل الأزمة السورية".

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنّه أولى خلال المباحثات مع الصفدي اهتماما خاصا بالقضية السورية، مؤكدا أنّ البلدين يتفقان على أهمية الحفاظ على أمن سوريا وسيادة أراضيها.

ويرى مراقبون أن الأردن يسعى من خلال الزيارة التي يؤديها وزير الخارجية الروسي إلى عقد موسكو تفاهمات جديدة مع السوريين، تمكنه من توفير الحماية على حدوده، خاصة وأن خلال الفترة الأخيرة أصبح يتأذى من عمليات إطلاق النار على الحدود وتهريب المخدرات.

وخلال السنوات الماضية، شهد الأردن المئات من محاولات التسلل والتهريب، أبرزها على الحدود مع سوريا (شمال)، نتيجة تردّي الأوضاع الأمنية في البلدين.

وتحوّل جنوب سوريا الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد استعادة النظام السوري السيطرة عليه عام 2018، إلى أحد مراكز تجميع وترويج المخدرات، وخاصة الحشيش القادم أساسا من البقاع اللبناني.

ويعد حزب الله المتهم الأول في التهريب إلى الأردن، حيث يعتبر المملكة طريقا رئيسيا لمرور المخدرات إلى دول الخليج، خاصة باتجاه المملكة العربية السعودية.

وتعد روسيا شريكا إستراتيجيا مهما للأردن في مكافحة الإرهاب. كما أن الأردن يسعى إلى حل سياسي للأزمة السورية، فهو متضرر من الأوضاع الحالية، وقد حاول طرح أفكار وإيجاد تفاهمات لعودة سوريا إلى الجامعة العربية والمجتمع الدولي، لكن هذه الجهود قوبلت بالرفض من بعض الدول العربية، وعدم تقبل من أميركا، صاحبة القرار في هذا الإطار.

ويأمل الأردن في عودة التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع سوريا، خصوصا مشروعي بيع الكهرباء إلى لبنان الذي يمر عبر الأراضي السورية وإيصال الغاز المصري إلى سوريا، واللذين تعارضهما الولايات المتحدة.

وفي ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد الصفدي موقف الأردن الداعي إلى وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي، والتوصّل إلى حل سياسي يحمي المصالح المشروعة لكل الأطراف، بما فيها روسيا وأوكرانيا.

ولفت إلى "أهمية تجديد اتفاقية تصدير الحبوب" عبر البحر الأسود، مشيرا إلى أنها "خطوة مهمة للتخفيف من أثر الأزمة على الأمن الغذائي العالمي".

وقال لافروف "لقد أبلغنا الأصدقاء الأردنيين بآخر جهودنا في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وأهمية عدم التمييز ضد السكان المحليين في دونباس، كما شرحنا للأردنيين ما يجري والنقاط السلبية التي تصدر عن نظام كييف لإفشال المفاوضات".

ولفت لافروف إلى استئناف العمل بصفقة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مشيرا إلى أنّ موسكو لم تلحظ حتى الآن تنفيذ الجزء الخاص بإلغاء القيود المفروضة على تصدير الحبوب والأسمدة الروسية.

وعقب المؤتمر الصحافي المشترك، التقى وزير الخارجية الروسي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، حيث سيبحثان عددا من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، إضافة إلى العلاقات الثنائية.

ووصل الوزير الروسي إلى العاصمة الأردنية مساء الأربعاء، وتعدّ عمان أول محطة في جولة عمل وزير الخارجية في منطقة الشرق الأوسط، حيث سيتوجه بعد الأردن إلى الإمارات.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي إلى عمّان في إطار كسب التأييد وجعل الأردن أكثر حيادية في الموضوع الأوكراني، على الرغم من أن الأردن من الدول غير العدوة بالنسبة إلى موسكو، لكن خلال التصويت في الأوساط الأممية يسير الأردن في الركب الأميركي ضد روسيا، وهذا يعني أن الزيارة يمكن تصنيفها بأنها ضمن حملات العلاقات العامة لروسيا.

وتعمل روسيا من خلال إستراتيجية جديدة نشطة وفاعلة لمواجهة الغرب الذي يحاصرها بسبب الحرب على أوكرانيا، على خلق تكتلات جديدة ونسج علاقات مع دول أخرى غير تقليدية بالنسبة لها، كدول الخليج العربي والأردن ومصر وغيرها من دول العالم.

وتسعى روسيا لكسر حاجز الحصار الدبلوماسي والسياسي المفروض عليها من ناحية، وفتح آفاق جديدة مع هذه الدول لتكون مستقبلا ربما من الحلفاء من ناحية أخرى، خصوصا أن الأردن مقرب من الولايات المتحدة.