توافق عربي على دعم إجراء انتخابات في ليبيا بأسرع وقت ممكن

الجزائر ومصر على طرفي نقيض، فالجزائر القريبة من تركيا تدعم صراحة حكومة الدبيبة، في المقابل تبدو القاهرة أكثر قربا للقوى في الشرق.
الخميس 2022/11/03
دعم عربي

الجزائر - دعا الزعماء العرب الأربعاء إلى حل وطني يحفظ سيادة ليبيا، مشددين على أهمية إجراء انتخابات في هذا البلد في أسرع وقت ممكن.

جاء ذلك في “إعلان الجزائر” الصادر عن الدورة العادية الحادية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية الذي اجتمع على مستوى القادة في الجزائر ليومين.

وأعرب الإعلان الذي تلاه ممثل الجزائر في الأمم المتحدة، نذير العرباوي، عن “التضامن الكامل مع الشعب الليبي ودعم الجهود الهادفة إلى إنهاء الأزمة الليبية”.

وشدد الإعلان على أن مخرج الأزمة يكون “من خلال حل ليبي – ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا ويصون أمنها وأمن جوارها، ويحقق طموحات شعبها في الوصول إلى تنظيم الانتخابات في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار الدائم”.

الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والجزائري عبدالمجيد تبون يلتقيان على دعم وحدة ليبيا وإجراء الانتخابات

وتشهد ليبيا انسدادا سياسيا في ظل خلاف بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة حول القاعدة الدستورية التي ستجري بموجبها الانتخابات التشريعية والرئاسية، فضلا عن نزاع صلاحيات بين حكومة في الغرب يقودها رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة، وحكومة في الشرق يترأسها فتحي باشاغا وتحظى بدعم من مجلس النواب.

وقد سجل مؤخرا حراك دبلوماسي لافت في ليبيا – بعد فترة جمود – يقوده المبعوث الأممي الجديد عبدالله باتيلي، ويدفع باتجاه ضرورة توافق الفرقاء الليبيين على إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن.

وتحظى جهود باتيلي للتوصل إلى اتفاق حول الانتخابات بدعم من قوى دولية وعربية في مقدمتها فرنسا ومصر، في مقابل غموض لدى قوى أخرى وازنة في المسرح الليبي، على غرار تركيا التي يقول البعض إن مصلحتها تكمن في عدم إجراء الاستحقاقين والحفاظ على الانقسام السائد، حيث أنها أكثر الأطراف استفادة منه.

وأعلنت الرئاسة المصرية في وقت سابق الأربعاء عن توافق الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، على أهمية إجراء الانتخابات الليبية في “أقرب وقت”.

جاء ذلك خلال لقاء جمع السيسي وتبون على هامش القمة العربية. وقالت الرئاسة المصرية في بيان لقد “توافق الزعيمان بشأن أهمية تعزيز أطر التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين إزاء كافة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.

وتابعت “تلاقت رؤى الرئيسين بشأن أهمية العمل على تحقيق الأمن وصون وحدة وسيادة ليبيا، وضرورة الدفع نحو عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت، والحفاظ على المؤسسات الليبية الوطنية”.

وأضافت الرئاسة المصرية “وتلاقت الرؤى بشأن تعزيز دور الجهات الأمنية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وتعظيم الجهود الدولية لإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية”.

nn

والجزائر ومصر على طرفي نقيض فيما يتعلق بالأزمة الليبية، فالجزائر القريبة من تركيا تدعم صراحة حكومة الدبيبة، في المقابل تبدو القاهرة أكثر قربا حاليا للقوى في الشرق، وقد ساءت علاقة القاهرة مؤخرا بحكومة الدبيبة، بعد توقيع الأخيرة على جملة من الاتفاقيات في مجال الطاقة والتعاون العسكري مع تركيا، حيث ترى مصر أنها تشكل تهديدا لمصالحها.

ويشكك مراقبون في إمكانية أن تلتزم الجزائر بشأن دعم مسار إجراء انتخابات في ليبيا، حيث يرتبط موقفها هناك إلى حد بعيد بأنقرة.

مراقبون يشكّكون في إمكانية التزام الجزائر بدعم مسار إجراء انتخابات في ليبيا، حيث يرتبط موقفها هناك إلى حد بعيد بأنقرة

وحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في كلمة له أمام قادة الدول العربية الجامعة على ممارسة دورها المأمول في تقريب وجهات النظر، وبناء جسور الثقة بين الليبيين.

وقال المنفي “ندعو الأشقاء العرب إلى تبني موقف عربي موحد تجاه الأوضاع في ليبيا، وعلى رأسها رحيل كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية عن الأراضي الليبية، ووقف التدخلات السلبية وغير البناءة، ودعم المسار الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة”.

وأوضح أن المجلس الرئاسي “يضطلع بمهمته في قيادة جهود المصالحة الوطنية، تمهيدا لانتقال سلمي وديمقراطي للسلطة التشريعية والتنفيذية، عبر انتخابات برلمانية ورئاسية متلازمة”.

وشدد المنفي على أن “هذه المسؤوليات تحتم علينا أن نعمل في مسار وطني متوازن وغير منحاز، بما يضمن تحقيق العدالة الانتقالية، وجبر الضرر، وبناء تدابير الثقة بين الليبيين”.

وأشار المنفي إلى أن “الاستمرار في المراحل الانتقالية لا يُعبر عن تطلعات الشعب الليبي في بناء دولته، ولا يخدم مصلحته في تحقيق الاستقرار الدائم، فلا يخفى عليكم أن المراحل الانتقالية تطيل عُمر الأزمات وتساهم في تعمقها، فضلاً عن أنها تقف حاجزاً أمام ممارسة الشعب الليبي لحقه الانتخابي”.

4