الإسرائيليون يدلون بأصواتهم في خامس انتخابات خلال أربعة أعوام

سباق محموم بين بنيامين نتنياهو ويائير لابيد على الفوز بالانتخابات، لكن كلاهما يحتاج إلى دعم الكثير من الأحزاب الصغيرة للفوز بغالبية 61 مقعدا لتشكيل حكومة ائتلافية.
الثلاثاء 2022/11/01
حالة التعادل بين المعسكرين الرئيسيين تستمر

القدس - بدأ الإسرائيليون صباح الثلاثاء التوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الخامسة في أقل من أربع سنوات، فيما يسعى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إلى العودة إلى السلطة.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الخامسة بتوقيت غرينتش (السابعة بالتوقيت المحلي) لبدء عملية التصويت التي تستمر حتى الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش.

وتتنافس أربعون حزبا مختلفا في الانتخابات الخامسة والعشرين للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ولكن من المتوقع أن يتخطى الثلث فقط حاجز الـ25.3 في المئة.

ومع إغلاق مراكز الاقتراع، سيتم نشر التوقعات الأولية المستندة إلى استطلاعات الخروج حوالي الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (الثامنة بتوقيت غرينتش)، لكن من غير المتوقع صدور النتيجة النهائية قبل الخميس.

وسيتم نشر حوالي 18 ألف شرطي في يوم الانتخابات لضمان أمن 8.6 مليون ناخب مؤهلين في جميع أنحاء البلاد.

ويسعى نتنياهو للعودة إلى السلطة بعدما أطاح به ائتلاف "التغيير" الذي جمع ثمانية أحزاب متباينة، لكنه فشل في النهاية في تحقيق الاستقرار السياسي.

ويحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لابيد التمسك بالسلطة، فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن حزبه الوسطي "يش عتيد" (يوجد مستقبل) سيتخلف عن حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو في الاقتراع الذي ستليه كالعادة مساومات معقدة للتوصل إلى تشكيل ائتلاف حكومي.

والاثنين، أعرب لابيد المذيع التلفزيوني السابق عن ثقته بالفوز. وتعهد بـ"الاستمرار في ما بدأناه. سنفوز بهذه الانتخابات بالطريقة الوحيدة التي نعرفها، من خلال بذل جهد أكبر من أي طرف آخر".

لكن في ظل نظام سياسي قد يؤدي فيه انتقال مقعد واحد من مقاعد الكنيست الـ120 من حزب إلى آخر، إلى تعزيز ائتلاف حاكم أو إلى المزيد من الجمود وصولا إلى انتخابات جديدة محتملة، تبقى النتيجة غير مؤكدة مرة أخرى.

وخلال الحملة الانتخابية جال بنيامين نتنياهو (73عاما) الذي شغل رئاسة الوزراء لأطول فترة في تاريخ إسرائيل، على أنصار حزبه الأوفياء في حافلة مصفحة، في محاولة لإقناعهم بأنه الوحيد القادر على ضمان أمن البلاد.

وفي تجمع حاشد مؤخرا قال نتنياهو الملاحق بتهمة الفساد "أطلب منكم أن تذهبوا إلى جميع أصدقائكم، كل جيرانكم، كل أقاربكم، وأن تخبروهم أنه لا ينبغي لأحد أن يبقى في المنزل".

وسيحتاج أي شخص يتم اختياره لتشكيل الحكومة إلى الحصول على دعم الكثير من الأحزاب الصغيرة ليحظى بفرصة الفوز بغالبية 61 مقعدا.

وقد يكون زعيم حزب "الصهيونية الدينية" إيتمار بن غفير اليميني المتطرف هو المفتاح لمساعدة نتنياهو على العودة إلى رئاسة الوزراء، حيث اكتسبت كتلته زخما في الأسابيع الأخيرة، وقد تحتل المرتبة الثالثة في الانتخابات.

وبن غفير المعروف بخطابه المعادي للعرب ودعوته إلى ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها إلى إسرائيل، يقول إنه يخوض الانتخابات "لإنقاذ البلاد".

وتتزامن الانتخابات التشريعية في إسرائيل مع تصاعد العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما إسرائيل في العام 1967، حيث قتل منذ مطلع الشهر الحالي 29 فلسطينيا وثلاثة إسرائيليين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق المعابر مع الضفة الغربية المحتلة الثلاثاء، مستثنيا الحالات الإنسانية من ذلك.

وفيما اعتبر الكثير من المرشحين أن الأمن مصدر قلق، لم يقم أي منهم بحملة على أساس برنامج لإحياء محادثات السلام المحتضرة مع الفلسطينيين.

واستحال غلاء المعيشة في البلاد قضية ساخنة في موسم الانتخابات هذا في إسرائيل، حيث يعاني الإسرائيليون من ارتفاع الأسعار منذ فترة طويلة وباتوا يشعرون أكثر بتداعيات الأزمة، وسط الاضطرابات الاقتصادية العالمية المرتبطة بغزو روسيا لأوكرانيا.

لكن في جولات الانتخابات المتكررة منذ أبريل 2019 لم يغير سوى عدد قليل من الناخبين ولاءاتهم بشكل كبير.

ومع ذلك فقد تغيرت الاتفاقيات التي وافق عليها القادة السياسيون وخرقوها بمرور الوقت وأفضت إلى حكومات لم تدم طويلا.

كان لابيد مهندس التحالف الأخير برئاسة نفتالي بينيت الذي ضم للمرة الأولى حزبا عربيا "القائمة العربية الموحدة - الحركة الإسلامية" برئاسة منصور عباس، وضم يساريين ووسطيين ويمينيين.

وكان منصور عباس انفصل عن القائمة العربية المشتركة في العام 2021، ما مهد لانضمامه إلى الائتلاف. وكانت القائمة المشتركة حصلت على 15 مقعدا في العام 2015 وضمت أربعة أحزاب.

لكن في يونيو، أعلن بينيت أن الائتلاف لم يعد قابلا للاستمرار، فتمت الدعوة إلى انتخابات هي الخامسة منذ العام 2019.

وفي الانتخابات الأخيرة شغلت الأحزاب العربية عشرة مقاعد فقط من أصل 120 مقعدا في البرلمان.

ويشهد المجتمع العربي إحباطا في ظل الانقسامات التي حدثت في القوائم العربية، إذ تخوض ثلاث قوائم عربية الانتخابات.

وقالت عضو الكنيست عايدة توما من الجبهة العربية للسلام والمساواة المتحالفة مع العربية للتغير "علينا العمل أكثر لإقناع الناس بالخروج والتصويت، فالوضع أصعب والناس تعبت ولديها إحباط تراكمي".

ولا تزال القوائم العربية في خطر إذا لم ترتفع نسبة التصويت في المجتمع العربي الذي يشكل 20 في المئة من عدد السكان في إسرائيل.

وينبغي على كل لائحة أن تتجاوز نسبة الحسم وهي 3.25 في المئة من الأصوات لتكون مؤهلة لدخول الكنيست.