العواقب المنطقية طريقة إيجابية لتأديب الطفل

السبب الأكثر شيوعاً لسوء تصرف الأطفال وإصابتهم بنوبات الغضب يعود إلى شعورهم بالملل فقط.
السبت 2022/10/29
التربية بالعواقب المنطقية تجعل الطفل أكثر انضباطا

عمّان - يبحث الآباء دائما عن الطريقة الفعالة المثلى التي يمكن من خلالها تأديب الطفل دون عنف، مع الحفاظ على احترامه وعلى علاقته الإيجابية بأبويه.

ويقر خبراء التربية بفائدة العواقب المنطقية في تأديب الطفل ويرون أنها طريقة إيجابية في تحسين سلوكه دون خدش مشاعره أو توبيخه بكلام جارح.

وتختلف العواقب الطبيعية عن المنطقية، فالأولى هي نتيجة سلوك معين تحدث من دون تدخل أحد، فعلى سبيل المثال، إذا قام الطفل بكسر قلمه فلن يكون لديه قلم، وإذا عنّف القطة ستخدشه.

أما العواقب المنطقية، فهي نتيجة لسلوك معين ولكنها تفرض من شخص آخر؛ فإذا رفض الطفل التقاط ألعابه من الأرض بعد أن انتهى من اللعب بها، على سبيل المثال، ستحرمه الأم منها لبعض الوقت.

العواقب الطبيعية والمنطقية تساعد في تأديب الطفل، ولكنها على عكس العقاب لا تهينه أو تحرجه أو تقلل احترامه

وتساعد العواقب الطبيعية والمنطقية في تأديب الطفل، ولكنها على عكس العقاب لا تهينه أو تحرجه بل تحافظ على احترامه وتساعده ليصبح أكثر مسؤولية.

وأكدت اختصاصية التربية عائشة رضوان أن وضع عواقب منطقية هو إحدى طرق ترويض نوبات غضب الأطفال، مشيرة إلى أن السبب الأكثر شيوعاً لسوء تصرف الأطفال وإصابتهم بنوبات الغضب يعود إلى شعورهم بالملل فقط.

وأضافت أن الأطفال يدركون أن سلوكهم يؤثر على من حولهم، خاصة إذا حصلوا على ما يريدون من خلال القيام بذلك، وفي بعض الأحيان تكون الرغبة في السلطة هي أيضاً السبب وراء إساءة تصرفهم لأن هذه طريقة للطفل لمحاولة تأكيد السيطرة، لذلك من المهم معرفة كيفية محاربة هذه السلوكيات وكيفية التعامل معها بطريقة جيدة.

وأشارت إلى أنه من المهم أن يدرك الطفل أسباب المنع والنتائج، فعند سؤال الطفل لا تعتبر جملة “لأنني قلت ذلك” سبباً مقنعاً، بل يجب التواصل معه وشرح ما قد يحدث إذا أساء التصرف ولماذا لا ينبغي عليه القيام بأشياء معينة، وجعله على دراية بالعواقب الطبيعية التي قد تترتب على أفعاله، حتى يتمكن من التعلم واتخاذ قرارات أفضل لنفسه لاحقاً.

التربية ليست مجرد إجراءات تهم حادثة محددة، بل هي منظومة يسهر الآباء على إرسائها في بيئتهم

وقالت رضوان “وضع عواقب منطقية إحدى طرق ترويض نوبات غضب الأطفال وسلوكهم السيء، حيث ترتبط العواقب المنطقية بسوء سلوك معين، فإذا كان طفلك لا يريد أن يأكل الخضروات، فلا تدعيه يتناول الحلوى، أو إذا كان الأطفال لا يريدون التقاط ألعابهم، فلا تسمحي لهم باللعب بها لبقية اليوم، فهذا جيد للأطفال الذين يعانون من أشياء محددة”.

وأشارت إلى أنه من المهم إدراك أن نوبات الغضب سمة من سمات هذا العمر عند الصغار في جميع أنحاء العالم، لذا يجب على الأم أن تضع الأمر في نطاقه الصحيح وتتعامل مع الطفل بطريقة هادئة لتتمكن من حل المشكلة وتخطي هذه المرحلة بسلام، مع الحرص على أن يرى طفلها منها ومن أبيه تطبيقاً عملياً لما ينصحانه به في جميع الأمور.

ويؤكد الخبراء أن التربية ليست مجرد إجراءات تهم حادثة محددة، بل هي منظومة يسهر الآباء على إرسائها في بيئتهم، ولعل أبرز ما يميز هذه المنظومة حرصها على جعل الطفل مدركا لعواقب أفعاله وتصرفاته، وجعله مسؤولا عنها، وتنجح هذه المهمة حين يستطيع الطفل الربط بشكل منطقي وطبيعي بين ما سيقوم به من أفعال وأقوال وبين عواقبها، وهو ما يسميه خبراء التربية بالعواقب المنطقية والطبيعية.

17