الاقتصاد العالمي يواجه سيناريو أكثر تشاؤما لمعضلة أزمة الطاقة

التصريحات تأتي بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على النفط بنحو مليوني برميل يوميا هذا العام.
الأربعاء 2022/10/26
العالم يظل بحاجة إلى النفط الروسي

سنغافورة - أكدت أحدث التحذيرات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية أن الاقتصاد العالمي يواجه فعليا سيناريو أكثر تشاؤما لمعضلة توفر إمدادات النفط والغاز والمشتقات البترولية جراء السياسات المتبعة بشأن الإنتاج والمعروض.

وقال رئيس الوكالة فاتح بيرول الثلاثاء إن شح أسواق الغاز الطبيعي المسال في العالم وخفض كبار منتجي النفط الإمدادات وضعا العالم في خضم “أول أزمة طاقة عالمية حقيقية”.

وأضاف خلال أسبوع الطاقة الدولي بسنغافورة أن زيادة واردات أوروبا من الغاز المسال وسط أزمة أوكرانيا وانتعاش محتمل في طلب الصين على الوقود سيزيدان من شح السوق، التي لن يدخلها سوى 20 مليار متر مكعب العام المقبل.

فاتح بيرول: شح الغاز وسياسة أوبك+ وضعانا في أول أزمة حقيقية
فاتح بيرول: شح الغاز وسياسة أوبك+ وضعانا في أول أزمة حقيقية

وفي الوقت نفسه، شدد بيرول على أن القرار الأخير الذي اتخذته منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، فيما يعرف باسم “أوبك+”، بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا لهو قرار “محفوف بالمخاطر”.

وتأتي هذه التصريحات بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على النفط بنحو مليوني برميل يوميا هذا العام.

وقال بيرول إن “القرار محفوف بالمخاطر بشكل خاص لأن العديد من الاقتصادات حول العالم على شفا الركود، وإذا كنا نتحدث عن الركود العالمي… فإنني أجد هذا القرار مؤسفا حقا”.

ويعمّق ارتفاع الأسعار العالمية لعدد من مصادر الطاقة، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والفحم، معاناة المستهلكين في الوقت الذي يواجهون فيه بالفعل تزايد تضخم أسعار الغذاء والخدمات.

ومن المحتمل أن يشكل ارتفاع الأسعار والتقنين المحتمل خطرا على المستهلكين الأوروبيين الذين يستعدون لفصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.

ويرى بيرول أنه من المحتمل أن تجتاز أوروبا هذا الشتاء سالمة، على الرغم من بعض الأضرار، إذا ظل الطقس طبيعيا.

وقال “ما لم نواجه شتاء شديد البرودة وطويلا، وما لم تكن هناك أي مفاجآت فيما يتعلق بما مر بنا، على سبيل المثال انفجار خط أنابيب نوردستريم، ينبغي أن تجتاز أوروبا هذا الشتاء مع بعض الأضرار السطحية الاقتصادية والاجتماعية”.

وأوضح أنه بالنسبة إلى النفط، من المتوقع زيادة الاستهلاك بنحو 1.7 مليون برميل يوميا في عام 2023، ومن ثم سيظل العالم بحاجة إلى النفط الروسي لتلبية الطلب.

واقترحت دول مجموعة السبع آلية من شأنها أن تسمح للدول الناشئة بشراء النفط الروسي، ولكن بأسعار أقل للحد من عائدات موسكو خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وبحسب بيرول ثمة العديد من التفاصيل يجب الانتهاء منها فيما يتعلق بوضع سقف لأسعار النفط الروسي، وإن الأمر سيتطلب موافقة ودعما من الدول الرئيسية المستوردة للنفط.

غراف

وقال مسؤول بوزارة الخزانة الأميركية لرويترز الأسبوع الماضي إنه “ليس غريبا الاعتقاد باستمرار تدفق ما يبلغ 80 إلى 90 في المئة من النفط الروسي خارج آلية الحد الأقصى للأسعار إذا سعت موسكو إلى انتهاكها”.

ويعتقد بيرول أن هذا جيد لأن العالم لا يزال بحاجة إلى تدفق النفط الروسي إلى السوق في الوقت الحالي، و”نسبة 80 إلى 90 في المئة جيدة ومشجعة من أجل تلبية الطلب”.

وبينما لا يزال حجم احتياطيات النفط الإستراتيجية التي يمكن استغلالها أثناء تعطل الإمدادات ضخما، فإنه لا يوجد إصدار جديد مطروح.

ويرى خبراء القطاع أن أزمة الطاقة الحالية يمكن أن تكون نقطة تحول لتسريع مصادر الطاقة النظيفة، وتشكيل نظام طاقة مستدام وآمن وهو ما ذهب إليه بيرول.

وقال “أمن الطاقة هو المحرك الأول لانتقال الطاقة”، إذ ترى البلدان أن تقنيات الطاقة ومصادرها المتجددة هي حل للأزمة.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية الآن زيادة الطاقة المتجددة بما يقرب من 400 غيغاواط خلال العام الجاري، بزيادة 20 في المئة عن العام الماضي، مقابل زيادة ثمانية في المئة في توقعات سابقة.

10