ملتقى عليسة للمبدعات يحتفي بـ"تونس عاصمة الفنون"

تونس - صار ملتقى عليسة الدولي للمبدعات العربيات تقليدا سنويا تنتظره الشاعرات والمبدعات التونسيات والعربيات، حيث أصبح بمثابة امتداد لنضالاتهن التي يخضنها في مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية، ويحتفي كل عام بتجاربهن وبنضوج هذه التجارب باعتبارهن مبدعات يستخدمن القلم سلاحا للتعبير عن هواجسهن وقضاياهن المشتركة في عالم كثير التشابه.
وتنعقد الدورة الخامسة لملتقى عليسة الدولي للمبدعات العربيات في تونس تحت شعار “تونس عاصمة المبدعات”، وذلك من العشرين حتى الثاني والعشرين من أكتوبر الجاري.
وتشارك في هذه الدورة مبدعات من دول عربية أبرزها ليبيا التي تحضر بمشاركة الشاعرتين خلود الفلاح وحليمة الصادق العايب، والمغرب الذي تمثله الشاعرة ليلى نسيمي ومحمد شخمان رئيس المركز المغربي للثقافة والإبداع.
كما يشارك الشاعر الجزائري يوسف شقرة والشاعرة ناريمان علوش من لبنان، أما اليونان فهي ضيفة شرف الدورة الخامسة وتمثلها الشاعرة فولا ميمو.
وتمثل تونس، الدولة المضيفة، مجموعة من الشاعرات على غرار الثريا رمضان وسلوى البحري وماجدة الظاهري وفضة خليفة وسلوى الرابحي، وجميعهن ستخصص لهن مداخلات شعرية فردية، وبالإضافة إلى القراءات الشعرية تُقدم مجموعة من اللقاءات العلمية والندوات محورها “الثقافي والنضالي في الأدب النسوي”.
وتعوّد الملتقى على تنظيمه ندوتين فكريتين في كل دورة، وقد خصصت الندوة الفكرية الثانية لمناقشة موضوع “المجتمع المدني والدور الريادي للمرأة”. أما الندوة الفكرية الثالثة فخصصت للإعلام الثقافي حيث تضم شهادات حية وتجارب لصحافيين مختصين في الشأن الثقافي.
وغير بعيد عن الشعر يحتفي الملتقى الفني بالشاعرة التونسية فاطمة بن فضيلة، التي توفيت في سبتمبر الماضي بعد صراع “شعري” وجسدي مع مرض السرطان، وخصص لها معلقة دورته الخامسة لتتوسط صورتها برنامج التظاهرة.
ويكرم الملتقى مجموعة من الشاعرات التونسيات والعربيات، لكنه خصص الحيّز الأكبر للمناضلة الفلسطينية ليلى خالد التي تعرف بنشاطها الاجتماعي والسياسي الكبير دفاعا عن قضية شعبها وبلادها، وأسهمت خلال عقود في نقل النشاط النسائي الفلسطيني النضالي إلى ميادين غير مسبوقة بوحي تجربتها الشخصية إثر هجرتها القسرية من مسقط رأسها ومساهمتها الفعّالة في عدة مجالات اجتماعية وإنسانية وسياسية خدمةً لقضيتها ودفاعا عن حقوق الإنسان.
ولا يكتفي الملتقى بتسليط الضوء على الإبداعات الأدبية والشعرية، وإنما يهتم أيضا بالموسيقى والتجارب الموسيقية المجددة في الدول العربية، لذلك ينظم حفلا للفنانة السورية ليندا بيطار، التي عرفها الجمهور العربي في حفلاتها مع زياد الرحباني ومارسيل خليفة وكانت في السابق من كورال الفنانة فيروز.
وقد اشتهرت ليندا بيطار في السنوات الأخيرة عربيا بأدائها لأغنيات فيروز وأسمهان، وشاركت في عدة مهرجانات وهي عنصر من عناصر مجموعة من الفرق على غرار “جسور” و”وجوه الأوركسترا الشرقية” و”طرب” و”أوركسترا زرياب”.
وقالت بيطار إن برنامج الحفل الذي ستقدمه سيكون معظمه سوريًّا حيث أن كل مشارك في الملتقى يعبر بمشاركته عن هويته، مشددة على أنها ملتزمة بتقديم التراث السوري والموشحات السورية بالإضافة إلى إنتاجها الخاص.
ويذكر أن ملتقى عليسة الدولي للمبدعات العربيات أسسه الشاعر التونسي عادل الجريدي، حيث راهن من خلاله على الانتصار لصوت المرأة الشاعرة دون تحديد انتمائها الجغرافي، ودون التزامها الصمت في وجه التغيرات الاجتماعية والسياسية المتسارعة من حولنا.
ويقول الجريدي إن فكرة الملتقى كانت “وليدة المتغيرات على المستوى الوطني والإقليمي، وبعد ظهور نتوءات وظواهر مهددة للمرأة المبدعة. وهدفه من الملتقى الأساسي هو توجيه رسائل طمأنة للمبدعين وخاصة المبدعات من خارج تونس والتسويق للمخزون الإبداعي التونسي محليا وخارجيا، بالإضافة إلى دعم حق المرأة في الممارسة الإبداعية دون ضغوط أخلاقية ومزيد التعريف بإنجازاتها وتشبيك العلاقات الثقافية والاستفادة من التجارب العربية والعالمية الأخرى”.
ويشدد الجريدي منذ الدورة التأسيسية للملتقى على أن الملتقى “جاء ليحتفي بنضالات النساء ويقدمها للقارئ والجمهور، إيمانا بأنّ الفن أفضل السبل للدفاع عن حقوق النساء وهو أيضا أجمل الطرق للتعريف بهنّ وبإنجازاتهنّ”.