موسكو تتأهب لتدريبات نووية مقبلة دون إخطار واشنطن

مسؤول عسكري أميركي كبير يؤكد أن موسكو ملزمة بموجب معاهدة ستارت الجديدة، بتقديم إخطار مسبق قبل إطلاق تلك الصواريخ.
الثلاثاء 2022/10/18
المناورات النووية الروسية المرتقبة تقلق الغرب

واشنطن - يبدو أن القوات الروسية تتأهب لتنفيذ تدريبات نووية خلال الأيام القريبة المقبلة، على وقع التوتر غير المسبوق بين موسكو والغرب، لاسيما بعد تنامي المخاوف من أن يجنح الصراع الروسي - الأوكراني الذي دخل شهره الثامن، إلى "حرب نووية".

وأفاد مسؤول عسكري أميركي كبير بأن روسيا لم تخطر الولايات المتحدة بعدُ بتدريبات نووية تتوقع واشنطن أن تجريها موسكو قريبا.

وتقول الولايات المتحدة إن روسيا ستجري على الأرجح تجارب إطلاق صواريخ خلال تدريبات "جروم" السنوية لقواتها النووية الإستراتيجية، ربما في غضون أيام فقط.

وبموجب معاهدة ستارت الجديدة، فإن موسكو ملزمة بتقديم إخطار مسبق قبل إطلاق تلك الصواريخ، بحسب ما أشار مسؤولون أميركيون.

وذكر المسؤول العسكري الأميركي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن ذلك لم يحدث بعد.

وقال للصحافيين الاثنين "لا، لم نتلق أي نوع من الإخطار الرسمي".

وعادة ما تجري روسيا تدريبات نووية سنوية كبرى في هذا التوقيت تقريبا من كل عام. ويتوقع مسؤولون أميركيون وغربيون أن تبدأ هذه التدريبات "في غضون أيام".

وتمثل التدريبات تحديا آخر للولايات المتحدة وحلفائها في وقت يهدد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علنا باستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن بلده خلال غزوها أوكرانيا.

ومع ذلك، عبر مسؤولون غربيون عن ثقتهم في قدرتهم على التمييز بين التدريبات الروسية وأي تحرك من جانب بوتين لتنفيذ تهديداته.

ولكن في ظل التهديدات الصريحة التي أطلقها الرئيس الروسي باستخدام أسلحته النووية للدفاع عن بلاده في غزوها لأوكرانيا، يشعر بعض المسؤولين الغربيين بالقلق من أن تعمد موسكو إلى إخفاء نواياها الحقيقية.

وأفاد مسؤول غربي، طلب عدم الكشف عن هويته، "لهذا السبب أنت لا تريد أن يكون لديك خطاب محموم بدرجة غير عادية في نفس الوقت الذي ستقوم فيه بإجراء تدريبات نووية.. لأن لدينا بعد ذلك تحديا إضافيا للتأكد حقيقة من أنّ الأعمال التي نراها والأشياء التي تحدث على الأرض هي في الواقع من قبيل التدريب، وليست شيئا آخر".

وأعرب المسؤول عن ثقته الكبيرة في قدرة الغرب على "التمييز بين الأمرين".

وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، أنّ التحالف "سيراقب عن كثب" التدريبات النووية السنوية لروسيا، كما جرى دأبه منذ عقود.

وكثفت موسكو خطابها النووي في أعقاب نجاح الهجمات المضادة التي شنتها القوات الأوكرانية خلال الشهر الماضي.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلن بوتين انضمام مناطق أوكرانية رسميا إلى الاتحاد الروسي، وهدد بالدفاع عن الأراضي الروسية بالسلاح النووي.

وقال مسؤول رفيع في "الناتو" الأربعاء إنّ "أي استخدام للأسلحة النووية من قبل روسيا قد يؤدي إلى 'رد ملموس' من قبل الحلفاء".

والخميس، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في أعقاب الاجتماع الذي عقدته مجموعة التخطيط النووي لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، إنه لم ير أي "مؤشرات أو تحذيرات" يمكن أن تستتبع تغييرا في الموقف النووي للولايات المتحدة.

وآخر تدريب أجرته روسيا لقواتها النووية كان في فبراير، قبيل الغزو، في خطوة اعتقد مسؤولون آنذاك أنّها كانت تهدف إلى "إثناء الغرب عن دعم كييف".

وصعدت روسيا من وتيرة حربها المستمرة منذ نحو 8 أشهر عبر إطلاق حملة لضم الأراضي، وأخرى للتعبئة العسكرية، بالإضافة إلى إصدار تحذيرات باستخدام الأسلحة النووية.

وأعلنت أخيرا انضمام أربع مناطق أوكرانية إلى الاتحاد الروسي في أعقاب تنظيم استفتاءات عاجلة، وصفتها كييف والغرب بأنها "غير قانونية"، ولن يتم الاعتراف بها.