الحرية والتغيير تكشف عن رؤية لإنهاء الأزمة مع الجيش في السودان

رئيس حركة تحرير السودان يرحب برؤية خروج الجيش من السياسة، فيما أبدى الحزب الشيوعي تخوفه من التسوية المرتقبة في إعادة الشراكة وهيمنة العسكر على السلطة السيادية والتنفيذية.
الثلاثاء 2022/10/18
قوى الثورة في السودان ترفض أي تسوية مع الجيش

الخرطوم – طرح التحالف السياسي الرئيسي في السودان الاثنين رؤيته لسلطة يقودها مدنيون بالكامل لقيادة الفترة الانتقالية وصولا إلى الانتخابات، بعد تكثيف الجهود لإنهاء الجمود المستمر منذ 11 شهرا بين الجيش الذي يحكم البلاد والقوى المؤيدة للديمقراطية.

وأنهى انقلاب عسكري عام 2021 شراكة لتقاسم السلطة بين الجيش وائتلاف قوى الحرية والتغيير، وأدى إلى خروج الفترة الانتقالية عن مسارها، وأغرق البلاد في اضطرابات سياسية واقتصادية.

ومع قرب حلول الذكرى الأولى للانقلاب، لم ينجح الجيش بعد في تسمية رئيس للوزراء.

ومع هذا، قال قادة الجيش هذا الصيف إنهم يعتزمون الخروج من المشهد السياسي. وأفاد قادة قوى الحرية والتغيير بأنه تم إبلاغهم بأن الجيش وافق على مسودة دستور طرحتها نقابة المحامين السودانية من شأنها السماح بحكم مدني.

وعرضت قوى الحرية والتغيير في بيان رؤيتها لما سيسعى إليه الائتلاف في أي اتفاق في المستقبل مع الحكام العسكريين.

وفي اقتراح من المرجح أن يثير انتقادات من جماعات الاحتجاج، ستشارك في السلطة الانتقالية جماعات متمردة ظلت في الحكومة بعد الانقلاب، وأحزاب سياسية، من خارج قوى الحرية والتغيير، شاركت في كتابة مسودة الدستور واتحادات وجماعات احتجاج.

وتعارض لجان المقاومة، التي قادت الحملة المستمرة منذ عام ضد الحكم العسكري، المفاوضات أو تقاسم السلطة مع الجيش، ورفضت مشاركة الجماعات المتمردة أو الأحزاب التي كانت متحالفة مع حزب الرئيس السابق عمر البشير، حزب المؤتمر الوطني.

وبموجب رؤية قوى الحرية والتغيير، سيخرج الجيش من المشهد السياسي ومجلس الوزراء، في حين أن مجلس السيادة، الذي كان يمثل رأس الدولة، سيكون مؤلفا بالكامل من شخصيات مدنية تختارها "القوى الثورية".

وأضاف الائتلاف أن البرلمان الانتقالي سيشمل جميع الأحزاب والجماعات باستثناء حزب المؤتمر الوطني، وسيستمر هذا الإجراء لمدة تصل إلى عامين قبل الانتخابات.

وقالت قوى الحرية والتغيير إن الاتفاق سيسمح أيضا بإصلاح قطاع الأمن وتشكيل "مجلس الأمن والدفاع" بقيادة مدنية برئاسة رئيس الوزراء، ويضم ممثلين من الجيش وعناصر أخرى في قطاع الأمن.

ورحب رئيس حركة تحرير السودان مناوي أركو مناوي الثلاثاء برؤية الحرية والتغيير التي طرحتها للتسوية مع قادة الجيش، فيما تخوف الحزب الشيوعي من أن تؤدي إلى هيمنة العسكر على السلطة.

وقال مناوي عبر حسابه على توتير، إن بعد اطلاعه على رؤية الحرية والتغيير "أرحب بها، لأول مرة خلال ثلاث سنوات أرى طرحا عقلانيا".

وأبدى مناوي، وهو رئيس الاتصال بجماعة التوافق الوطني المتحالفة مع الحكم العسكري، تحفظه على توزيع حصص السلطة والحقوق الواردة في الرؤية، التي قال إنها "جهد يستحق الاحترام، ونحتاج إلى توفيق المواقف بأعجل ما يمكن لتكوين الحكومة".

ويعد حديث مناوي، الذي يشغل منصب حاكم إقليم دارفور، تحولا كبيرا في مواقفه، حيث كان يرفض أي تقارب بين قادة الجيش والحرية والتغيير، وهذا أمر تشاركه فيه مكونات قوى التوافق الوطني.

وقال الحزب الشيوعي، في بيان الاثنين، إن التسوية هدفها "هيمنة العسكر على السلطة وحماية مصالح الرأسمالية الطفيلية بشقيها العسكري والمدني ومصالح القوى الإمبريالية والإقليمية في نهب ثروات البلاد".

وأشار إلى أن التسوية المرتقبة لا "تخرج عن إعادة الشراكة وهيمنة العسكر على السلطة السيادية والتنفيذية تحت اسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة البرهان ونائبه حميدتي".

ولم تتحدث رؤية الحرية والتغيير عن هذا المجلس الذي لاحظ قادة الجيش عدم ذكره في مسودة الدستور الانتقالي، وهو ضمن الملاحظات التي أرسلها إلى الحرية والتغيير، حيث يطمحون عبره إلى أخذ صلاحيات سيادية مثل الإشراف على الأمن والدفاع والبنك المركزي ووزارة الخارجية.

وفي بيان سابق صدر الأحد، انتقدت قوى الحرية والتغيير اعتقال العضو القيادي وجدي صالح، وقالت إن اعتقاله تم لأسباب سياسية بحتة.