الإجازة الزوجية تخرج الشريكين من دائرة الخلافات

العلاقة الزوجية تستحق منح طرفيها أكثر من فرصة للاستمرار وعلاج المشكلات اليومية للحفاظ على الزواج من الانهيار.
الجمعة 2022/10/14
البعد يؤجج الشوق بين الزوجين

عمان - يرى خبراء علم الاجتماع أن نظام الإجازة الزوجية الذي يطبقه بعض الأزواج يساعد على جعل الزواج أكثر حميمية وأمانا وإضافة المزيد من الدفء للعلاقة المقدسة التي تربط الزوجين.

تستحق العلاقة الزوجية، وفق الخبراء، منح طرفيها أكثر من فرصة للاستمرار وعلاج المشكلات اليومية للحفاظ على الزواج من الانهيار. وفي الوقت الذي يظنّ فيه البعض أن الطلاق حلٌّ جذري لمشكلات الزوجين المتراكمة، قد يصبح الخروج من دائرة الخلاف ومراجعة النفس وسيلة جيدة لرأب الصدع بين الزوجين، وهو ما يطلق عليه المتخصصون اسم الإجازة الزوجية.

ويوضح الدكتور مازن مقابلة أن “هذه الإجازات أو العُطل الشخصية يشترط فيها أن تكون محددة الوقت مسبقا مع تناوب على تحمّل المسؤوليات وناتجة عن توافق ورضى مشترك من الطرفين، وليست بالإكراه أو الإجبار أو الشعور بالنفور أو الرغبة بالانفصال، بل هي وسيلة لحل الخلافات وزيادة الحميمية في العلاقة الزوجية وتقويتها”.

ويلفت إلى أن حاجة الأفراد لهذه المساحات تتفاوت حسب طبيعتهم، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار بين الزوجين. ووفقا لعلم النفس التحليلي، فإن شخصية الفرد مزيج من الصفات الانطوائية “أقل اجتماعية” والصفات الانفتاحية “أكثر اجتماعية”، لذلك كلما كان الفرد أكثر ميولا للصفات الانطوائية، فهو يحتاج لوقت ومساحة شخصية أكبر ممن لديه ميول أكثر للصفات الانفتاحية.

وعن طريقة تطبيق هذه الإجازة، يوضح استشاري العلاقات الزوجية والنفسية أحمد سريوي أنها تتضمن البُعد المكاني لأحد الزوجين عن الآخر لمدة تتراوح ما بين عدة أيام ولغاية أسبوعين، فقد تمكث الزوجة عند أهلها في هذه المدة أو قد يسافر الزوج في رحلة عمل وتبقى هي في بلدها، وهكذا في تحقيق البُعد المكاني، لتفعيل أثر المشاعر الإيجابية المرجوة من هذا الأمر.

ويرى سريوي أن الإجازة الزوجية، أو البُعد المؤقت عن الزوج، من الأمور المهمة في تجديد دماء الزوجية وكسر الروتين والملل بين الزوجين؛ إذ تسهم هذه الإجازة في تفعيل المشاعر العاطفية الراكدة بينهما. ويبيّن أنها فرصة للتأمل وتقييم العلاقة الزوجية، والبحث عن مكامن التطوير فيها، وتتيح هذه الإجازة لكلا الزوجين معرفة قدر وقيمة الطرف الآخر، فلهيب الشوق يؤجج نار الحب، لتشتعل المشاعر بينهما من جديد.

ويجد الدكتور أحمد عمّوش عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشارقة أن كثيرا من الرجال يجهلون أو لا يدركون أنهم بإعطاء الزوجات إجازات زوجية يشعرونهن نوعا ما بالحرية. ويقول “بل قد تقدر الزوجة عدم أنانية الزوج في التعامل معها ورغبته الصادقة في إرضائها وكسب حبها وودها، وهي مشاعر تساهم إلى حد بعيد في بث روح إيجابية بين الزوجين”.

ويضيف أن تلك الإجازات مهما كانت مدتها القصيرة تخفف من المشكلات والخلافات التي يعتري كلا الزوجين من فترة إلى أخرى، ومن شأن هذا الابتعاد أن يقلل من تجنب الصراعات، فضلا عن أنها تساعد من يعانون من الفتور العاطفي أو الملل الزوجي وتخلف نوعا من اللهفة والحب بينهما، ومن ثم يشتاق ويحتاج كل طرف أكثر مما سبق للآخر.

وتابع “كما أن تلك الإجازة الزوجية قد تكون بمثابة تجربة انفصال مؤقت خاصة في حالة الخلافات في وجهات النظر، حيث تعاد خلالها الحسابات والأوراق، ويتمكن كل طرف من إعادة النظر في طبيعة علاقته بالآخر. ولهذا فإذا كانت الإجازة الزوجية تعني مساحة من الوقت التي يفترق فيها الزوجان بوعي ونُضج، فإنها تكون مثمرة لكل منهما”.

17