السوري شادي عيد يحاول دمج الخط العربي بالفن السريالي

الفنان المقيم بتركيا يرى أنه استطاع أن يدمج جماليات فن الخط العربي والعلم الهندسي الموجود في الخط العربي مع الألوان وأبعادها ومعانيها.
الأربعاء 2022/10/12
خطوط عربية في فضاءات سريالية

إسطنبول - يعمل الفنان السوري شادي عيد على دمج الخط العربي بالفن السريالي، في محاولة للخروج عن القالب التقليدي لمخاطبة أوسع شريحة ممكنة من عشاق الفن والخط.

ولد عيد بحلب السورية ويقيم في تركيا منذ 10 سنوات، ويعمل على تطوير مهاراته عبر الدراسة الأكاديمية والممارسة الفنية والانشغال بدمج الخط مع الألوان.

يقول عيد في لقاء معه إنه درس الماجستير والدكتوراه في الفنون، استكمالا لموهبة الرسم والخط التي بدأها منذ صغره وحاول تنميتها بالتدرب على كبار أساتذة المجال.

ويضيف “استفدت من إقامتي بتركيا في تطوير نفسي أكاديميا وفنيا وفتح آفاق لأعمال إبداعية مشتركة”.

ويذكر أنه تأثر بعدة مدارس في الفن التشكيلي وتنقل بين التعبيرية والتكعيبية والسريالية، في محاولات دائمة لتقديم إضافات في المجال، وأن الإبداع يكون بإيجاد جديد أو استخدام موجود بطريقة مختلفة.

الفن السريالي بالخط يقدم الخط العربي بطريقة سريالية تكسر القوالب المتعلقة بكتابة نص مقروء بشكل تقليدي

يقول عيد “عرف الخط العربي بتوجهه التقليدي واعتماده على قواعد قديمة دون إضافة أي تجديد لها، وكنت أقول لنفسي يمكن عمل شيء جديد بتقديم الخط بطريقة عصرية دون أن نخرجه من قوالبه التقليدية”.

مضيفا “فكرت بدمج الفن الحديث والألوان بتقليدية الخط العربي عن طريق الإمكانيات التي تتيحها المدرسة السريالية، لأن ذلك يمكن أن يقدم الخط العربي لجمهور أوسع لا يتقن اللغة العربية”.

ويتابع “أطلقت على طريقتي هذه الفن السريالي بالخط، أي تقديم الخط العربي بطريقة سريالية تكسر القوالب المتعلقة بكتابة نص مقروء بشكل تقليدي بحت”.

ويوضح أنه ينشغل بعمل “حروفيات” عبر أحرف غير مترابطة يكون فيها شكل الحرف هو موضوع اللوحة.

ويردف “شكل الألوان في الخط هو الذي يعطي الطريقة الجديدة، وبالتالي نصنع شيئا قديما وجديدا بنفس الوقت، وهو ما أسميه سريالية الخط العربي”.

ويبين أن أسلوب الحروفيات شائع، لكنه يحاول دمج ما تعلمه أكاديميا مع خبرته بالألوان والأشكال الهندسية في قواعد الخط التقليدية لإنتاج رسالة واحدة.

ويؤكد الفنان السوري أن أسلوبه خاص في هذا المجال وأنه عمل بهذا النمط لأول مرة في حياته مشيراً إلى أن هذا الأسلوب منتشر في الوطن العربي وإيران.

ويرى عيد أنه استطاع أن يدمج جماليات فن الخط العربي والعلم الهندسي الموجود في الخط العربي مع الألوان وأبعادها ومعانيها.

كما يرى الفنان شادي عيد أن الرسالة وصلت بشكل متراكم حيث حاول من خلال هذا المعرض أن يدمج بين فن الخط العربي الكلاسيكي والفن الحديث والألوان.

تمكن الفنان من إيصال رسالته عبر أسلوبه الخاص بفن الخط العربي إلى المجتمعات التي لا تتقن العربية، وذلك من خلال فتح آفاق الحركة أمام الحروف العربية لتقول أبعد من حدود الكلمة، والذهاب بها إلى تشكيلات لونية جديدة تجعل منها رسائل أكثر عمقا وفهما خاصة للشعوب التي لم تتعود على اللغة والخط العربيين.

Thumbnail

واستطاع عيد من خلال معرض أقامه في مارس الماضي بمدينة إسطنبول بعنوان “سورياليست” أن يحمل قضية وطنه سوريا، إذ لا ينفصل الفنان عن قضايا وطنه.

وأضاف شادي عيد أنه حاول إيصال رسالة السوريين والفاصل الذي قسم المجتمع السوري إلى مجتمعين مختلفين عن بعضهما.

وتناول عيد الحديث فكرة المعرض الرئيسية التي جاءت من رغبته بإيصال رسالة وقضية الشعب السوري إلى أكبر شريحة من الناس.

وليس عيد أول من فتح الخط العربي على آفاق أخرى إذ سبقه فنانون رواد نجحوا في بلوغ العالمية من خلال الخط العربي والتجديد فيه والسفر من خلال تشكيلات جديدة له وألوان مختلفة إلى عوالم تشكيلية مبتكرة على غرار الرسام التونسي نجا المهداوي.

وتتسم أغلب أعمال عيد بالبساطة، ولكن بعض النقاد المتابعين يرون أن لوحاته تسقط في أحيان كثيرة في السطحية، وتغرق في البعد التجاري ولا تتجاوز كونها ديكورا للمنازل. ومن ثم فإن الخط العربي دون تجارب عالمية مميزة وأكثر عمقا وإتقانا وتراكما صارت لها بصمتها في عالم التشكيل والتصميم.

13