قضيتنا أوّلا.. محتجون إيرانيون يوثقون تحطيم لافتات "فلسطين"

طهران - وثقت مقاطع فيديو نشرها إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي تحطيم لافتات تحمل كلمة “فلسطين” ودهسها بالأقدام في الاحتجاجات المستمرة ضد النظام في البلاد.
ويقول مغردون إنها رسالة لنظامهم لإيقاف المتاجرة بفلسطين، مؤكدين أن “القضية لا تهمهم” وأن ما يهمهم هو القضية الإيرانية.
ولا يزال النظام الإيراني مصرا على المتاجرة بالقضية الفلسطينية من أجل صرف النظر عن إخفاقات اقتصادية وسياسية جلية في الداخل، ويقدم نفسه كمحام عن القضايا العربية أكثر من العرب أنفسهم.
وفي الدعاية الإيرانية يختلط الديني بالتاريخي والسياسي، فتقدم طهران رواية متخبطة عرجاء. وأطلق المرشد الأعلى السابق ما أسماه بيوم القدس العالمي، قدم فيه ملالي إيران أنفسهم على أنّهم المناصر الأول لفلسطين، وخصصت له الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، لتخرج فيه المظاهرات في إيران وتحتفي به المجموعات والتنظيمات التابعة لها، لكنها في الواقع دأبت على تحويله إلى يوم تهاجم فيه الدول العربية، خاصة دول الخليج، بزعم أنّها تخلّت عن نصرة القدس، وأنّ طهران هي المقاتل الأوحد من أجل المدينة المقدسة.
يذكر أن للقدس في الدعاية الإيرانية أناشيد ومجسمات وهتافات، بل هناك فيلق يتبع الحرس الثوري ويحمل اسم “فيلق القدس”، وهو بمثابة جيش لا يعترف بسيادة الدول، على أنه وللسخرية لا مكان للقدس في أجندة “فيلق القدس”.
وكل عام يطلق المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي هاشتاغا على حسابه على تويتر بمناسبة يوم القدس العالمي بعنوان #القدس_أقرب.
وصبّ مغردون إيرانيون على مواقع التوصل الاجتماعي جام غضبهم على الفلسطينيين الذين “لم يتضامنوا معهم” ولم يظهروا أي تعاطف معهم في احتجاجاتهم المستمرة والتي تطالب بإسقاط النظام.
وقال حساب يتابعه أكثر من 200 ألف شخص على تويتر:
@OutFarsi
قد لا تصدق ذلك، لكن كل دول العالم تدعم شعب إيران باستثناء فلسطين.
وقال آخر:
@DkhtrMaharajh
تقريبا كل الدول تتعاطف مع الشعب الإيراني، ما عدا فلسطين ولبنان وسوريا.
وحول وكلاء إيران في فلسطين ولبنان وسوريا ومعها العراق هذه البلدان إلى حديقة خلفية لإيران.
وقال مغرد متحدثا عن تعاطف أفغانيات مع المحتجين الإيرانيين:
@1Herculepoirot
طالبان تضرب فتيات أفغانيات لدعمهن فتيات إيرانيات ولا أنباء عن فتيات فلسطينيات ولبنانيات. أليس ذلك مثيرا للاهتمام!
وأضاف:
@1Herculepoirot
المكان الوحيد الذي لم يكن فيه صوت لشعب إيران المضطهد هو “فلسطين”.
وكتبت مغردة:
@IGW1M
إذا كنت قد قرأت التاريخ، فأنت تعلم أن فلسطين ليست أرضًا محتلة. كن على علم وعلم، أنت تعلم أن إيران هي أرض الملالي المحتلة.
وانتقد مغردون “بي.بي.سي” التي هرعت لتغطية إسقاط لافتات فلسطين بينما فرضت رقابة على تغطية الاحتجاجات.
ودخل فلسطينيون على الخط للتأكيد على أن الاحتجاجات مشبوهة وللتعبير عن دعمهم للنظام الإيراني. وقال مغردون إن “عدوّ إيران هو عدو فلسطين”. وكتب أحدهم:
وقالت إعلامية في قناة الميادين الموالية لإيران:
يذكر أن العام الماضي أضيف طريق جديد إلى القدس، إذ نقلت قناة الميادين في تغريدة عن رابطة علماء اليمن الحوثية أن “أقرب طريق إلى المسجد الأقصى هو المسجد الحرام”.
ولطالما مثلت القضية الفلسطينية أداة للمزايدات والمتاجرة من كل من هبّ ودب.
وتشابكت الطرق المؤدية إلى القدس وتعددت، فمرت بالعراق وسوريا واليمن وعدة عواصم عربية أخرى وأحرقت على أيدي الميليشيات التي تاهت عن طريق فلسطين.
وقبل سنوات رد أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله على سؤال “طريق القدس أين يمر؟” بقوله “طريق القدس يمر بالقلمون والزبداني وحمص وحلب ودرعا والسويداء والحسكة”، وكلها مدن سورية.
وفي ديسمبر 2017 كشف نصرالله عن سلاح جديد لتحقيق الحلم الموعود باستعادة فلسطين من النهر إلى البحر. فقد دعا العرب إلى التحلي أقله “بأضعف الإيمان” وإطلاق المواقف المنددة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بما قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوقيع قرار اعتبار القدس عاصمة إسرائيل.
وفي العام 1979 وبعد الثورة الإيرانية، رفع الخميني شعاره “الطريق إلى القدس يمر عبر كربلاء” لتندلع بعدها حرب السنوات الثماني بين العراق وإيران.