المؤامرة الغربية شماعة لم تعد تخدم النظام الإيراني

إيران تتهم بريطانيا بإثارة الفتنة ضد الجمهورية الإسلامية.
الخميس 2022/10/06
الاحتجاجات تربك الدبلوماسية الإيرانية

طهران - استدعت الجمهورية الإسلامية الأربعاء السفير البريطاني للتحدث للحكومة، في محاولة طهران لتصوير أن المظاهرات المناهضة للنظام، والتي اندلعت بسبب وفاة مهسا أميني لانتهاكها قواعد الزي الإسلامي، هي نتيجة لمؤامرة أجنبية.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الحكومة البريطانية متهمة بالتدخل غير القانوني ونشر الأكاذيب والمعلومات الهدامة عن المظاهرات. واتهمت بريطانيا بإثارة غضب الجماعات المعارضة ضد الجمهورية الإسلامية.

ويأتي توجيه الاتهام بعد أيام على إلقاء المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي باللائمة على الولايات المتحدة في إثارة المظاهرات. كما استدعى المسؤولون الإيرانيون أيضا سفيري النرويج وفرنسا مؤخرا، واتهموهما بالتورط أيضا.

وكان قد تم استدعاء السفير البريطاني بالفعل الأسبوع الماضي على خلفية تقارير بالفارسية صادرة من بريطانيا كانت تنتقد الوضع.

واستدعت وزارة الخارجية البريطانية الاثنين أرفع دبلوماسي إيراني في لندن لانتقاد الطريقة التي تتعامل بها السلطات الإيرانية مع التظاهرات.

وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي إن “العنف الذي تمارسه قوات الأمن ضد محتجين في إيران صادم حقا”.

جيمس كليفرلي: سنواصل العمل مع شركائنا لمحاسبة السلطات الإيرانية

وأضاف “سنواصل العمل مع شركائنا لمحاسبة السلطات الإيرانية على انتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان”.

ويتظاهر المئات من الآلاف في جميع أنحاء إيران ضد الحكومة منذ وفاة مهسا أميني (22 عاما).

وألقت شرطة الآداب القبض عليها في الثالث عشر من سبتمبر لانتهاكها قواعد اللباس الإسلامي الصارمة.

وتوفيت أميني في المستشفى في السادس عشر من سبتمبر، بعد أن دخلت في غيبوبة، لكن سبب وفاتها لا يزال مجهولا.

وكسرت التظاهرات التي تتسع رقعتها في إيران المحرمات ووضعت النظام الإسلامي القائم في طهران أمام تحد غير مسبوق. ولم يفلح استخدام القوة في كبح توسعها، ما يعكس تمرد الإيرانيين على النظام القائم الذي بات مترنحا.

ورغم ذلك هناك فرصة ضئيلة لانهيار الجمهورية الإسلامية في المدى القريب، لأن زعماءها يصرون، حسبما قال مسؤولون ومحللون، على عدم إظهار الضعف الذي يعتقدون أنه حدد مصير الشاه المدعوم من الولايات المتحدة خلال اضطرابات عام 1979.

ومع ذلك تلقي الاضطرابات الشك على الأولوية التي كانت سمة حكم خامنئي، وهي البقاء بأيّ ثمن للجمهورية الإسلامية القائمة منذ أربعة عقود وكذلك النخبة الدينية.
ولم تهدأ الاحتجاجات حتى الآن، على الرغم من ارتفاع عدد القتلى والقمع العنيف المتزايد من قبل قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية.

ويقول مراقبون إن اتكاء النظام الإيراني على نظرية المؤامرة للتخفيف من حدة الاحتجاجات، لم يعد يجد آذانا صاغية لدى الإيرانيين الساخطين على النظام الديني، الذي أدت سياساته إلى تفقيرهم وتحميلهم تبيعات سلوكاته الإقليمية والدولية.

ويواجه رجال الدين في إيران هزة اجتماعية، تعكس أزمة الحكم في الجمهورية الإسلامية، وتزيد من إضعاف أركانه. وبكسرهم لحاجز الخوف والتمرد على السلطة يسير الإيرانيون، حسب مراقبين، بالنظام القائم نحو نهايته.

5