إثيوبيا تقبل دعوة الاتحاد الأفريقي لمحادثات سلام مع متمردي تيغراي

اندلاع الحرب وتصاعد العنف دفع القوات الإريترية إلى الانخراط في النزاع.
الخميس 2022/10/06
آمال السلام تبقى هشة رغم المفاوضات

ديس أبابا - قبلت الحكومة الإثيوبية الأربعاء دعوة من الاتحاد الأفريقي لإجراء محادثات سلام مع متمردي تيغراي، بعد ما يقرب من عامين من الحرب الشرسة في شمال البلاد.

وقال مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء آبي أحمد، رضوان حسين عبر تويتر إن الحكومة “قبلت هذه الدعوة التي تتماشى مع موقفنا المبدئي في ما يتعلق بالحل السلمي للصراع، وضرورة إجراء محادثات دون شروط مسبقة”.

وقالت خدمة الاتصال الحكومي في بيان إن الاتحاد الأفريقي حدد “المكان والزمان” للمحادثات، لكنها لم تعط تفاصيل.

متمردو تيغراي أعربوا عن استعدادهم للانخراط في محادثات سلام يقودها الاتحاد الأفريقي، في خطوة تزيل عقبة من أمام السلام

ورفضت المتحدثة باسم الاتحاد الأفريقي إيبا كالوندو تقديم معلومات عن موعد ومكان المحادثات، وقالت “سنعلن التفاصيل بالشكل والوقت المناسبين”. وأضافت أن العملية “على المسار الصحيح”.

ولم يصدر رد فوري من جبهة تحرير شعب تيغراي على الإعلان الذي جاء بعد أكثر من شهر من استئناف القتال العنيف في شمال إثيوبيا، ما أدى إلى تحطيم هدنة مارس وتقليص الآمال في إنهاء الحرب.

وأثار الصراع المتفاقم قلقا دوليا، إذ أعلنت الولايات المتحدة الاثنين أن مبعوثها الخاص إلى المنطقة مايك هامر سيجري ثاني زيارة له إلى إثيوبيا خلال شهرين، سعيا لوقف القتال.

ودفع تصاعد العنف أخيرا القوات الإريترية إلى الانخراط مجددا في النزاع، دعما للقوات الإثيوبية التي تخوض مواجهات ضد جبهة تحرير شعب تيغراي على عدة محاور في شمال البلاد.

وكان متمردو إقليم تيغراي أعربوا الشهر الماضي عن استعدادهم للانخراط في محادثات سلام يقودها الاتحاد الأفريقي، في خطوة تزيل عقبة من أمام مفاوضات محتملة مع حكومة أديس أبابا، لكن القتال تصاعد في الأسابيع التي تلت ذلك.

وقال مصدر دبلوماسي إن المحادثات التي سيقودها الاتحاد الأفريقي ستتم بوساطة “ترويكا (مجموعة ثلاثية) من المفاوضين”، تضم الممثل الأعلى في الاتحاد الأفريقي لمنطقة القرن الأفريقي أولوسيجون أوباسانجو والرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا.

وقال مصدر دبلوماسي آخر إن نائبة رئيس جنوب أفريقيا سابقا فومزيل ملامبو نكوكا ستكون ثالث المفاوضين.

حرب طاحنة
حرب طاحنة

وكانت الأطراف المتحاربة في السابق على خلاف حول من يجب أن يتوسط في المفاوضات، حيث ضغطت حكومة آبي من أجل أوباسانجو وتريد جبهة تحرير شعب تيغراي أن يتوسط كينياتا في التفاوض.

كما تنازعت بشأن استعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والبنوك في تيغراي، وهو شرط مسبق رئيسي للحوار وفقا لجبهة تحرير شعب تيغراي.

وتواجه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة نقصا حادا في الغذاء والوقود والأدوية وإمدادات طارئة أخرى، إذ حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من ارتفاع معدلات سوء التغذية.

وذكرت الخارجية الأميركية الاثنين في بيان أن مندوبها إلى القرن الأفريقي مايك هامر سيزور كينيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا هذا الشهر.

وتندرج الزيارة، التي ستشمل لقاءات مع مسؤولين في الحكومة الإثيوبية والاتحاد الأفريقي، ضمن جهود الولايات المتحدة “للتوصل إلى وقف فوري للأعمال العدائية في شمال إثيوبيا، ودعم إطلاق محادثات السلام بقيادة الاتحاد الأفريقي”.

ويأتي الإعلان في أعقاب زيارة قام بها هامر إلى إثيوبيا الشهر الماضي واستمرت 11 يوما، بهدف دعم جهود إطلاق مفاوضات سلام.

وقُتل عدد لا يحصى من المدنيين منذ اندلاع الحرب في نوفمبر 2020 في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، كما تم توثيق انتهاكات جسيمة لحقوق المدنيين من قبل جميع الأطراف.

5