ارتياح شعبي ونيابي في الكويت لإعادة تكليف الشيخ أحمد النواف بتشكيل الحكومة المقبل

الكويت – أثار قرار القيادة الكويتية بإعادة تعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الجابر الصباح رئيسا للوزراء ارتياحا في صفوف الفعاليات الشعبية والنيابية في الكويت، وسط مطالبات بأن تكون الحكومة المقبلة حكومة إنقاذ وطني، تتولى الإصلاحات الاقتصادية والسياسية المطلوبة.
وكان تعيين الشيخ أحمد النواف أمرا منتظرا بعد نجاح حكومته، في ظرف وجيز، في إنجاز الانتخابات التشريعية بسلاسة وشفافية أشاد بها المراقبون في الداخل والخارج.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الأربعاء أنه صدر أمر أميري بإعادة تعيين الشيخ أحمد النواف رئيسا للوزراء، وتكليفه بترشيح أعضاء الحكومة الجديدة.

الصيفي مبارك الصيفي: الكويت استُنزفت كثيرا بسبب سياسات الحكومات السابقة
ويأتي هذا التعيين في مستهل مرحلة جديدة تمر بها الكويت بعد أن أجرت البلاد انتخابات برلمانية الخميس الماضي، وأسفرت عن فوز ساحق للنواب الذين عرفوا بمواقفهم المعارضة للحكومات السابقة.
وقدم الشيخ أحمد النواف، وهو ابن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، استقالة الحكومة الأحد كإجراء دستوري لولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح الذي يتولى معظم صلاحيات الأمير.
وهذه هي المرة الثانية التي يسند فيها هذا المنصب للشيخ أحمد النواف، حيث عُين رئيسا للوزراء للمرة الأولى في الرابع والعشرين من يوليو، ليحل محل سلفه الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، الذي خاض صراعا مريرا مع نواب المعارضة.
واضطرت حكومة الشيخ صباح الخالد في النهاية إلى الاستقالة، دون أن تتمكن من إجراء إصلاحات اقتصادية ومالية ضرورية في بلد يعتمد بنسبة تفوق التسعين في المئة على تصدير النفط لتمويل ميزانيته العامة.
وعقب قرار حل البرلمان وتعيين حكومة الشيخ أحمد النواف سادت أجواء من التفاؤل بقرب انتهاء مرحلة الصراع بين الحكومة والبرلمان، لاسيما مع اتخاذ الحكومة خطوات وصفتها المعارضة بالإصلاحية لتنفيذ تعهد السلطة بعدم التدخل في الانتخابات.
واتخذت حكومة الشيخ أحمد النواف خطوات جادة لمنع عمليات شراء الأصوات ومنع الانتخابات الفرعية التي يجرمها القانون والتي كانت تجريها بعض القبائل والعائلات للمفاضلة بين المرشحين من أبنائها.
كما أصدرت الحكومة مرسوما لقي ترحيبا واسعا من المعارضة لاعتماد العنوان المدون في البطاقة المدنية كمرجع في تحديد الدائرة الانتخابية التي يدلي فيها المواطن بصوته، لمنع التلاعب بسجلات الناخبين.
ملفات الخدمات التي تهم الناخب مثل الإسكان والصحة والتعليم ستكون في انتظار الحكومة والبرلمان القادمين
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور فيصل أبوصليب إن “ملفات الخدمات التي تهم الناخب مثل الإسكان والصحة والتعليم ستكون في انتظار الحكومة والبرلمان القادمين، لكن أيضا توجد قضايا أخرى تتعلق بالإصلاح السياسي وتعديل القوانين المقيدة للحريات وهذه قد تشكل تحديا في العلاقة بين الجانبين”.
وذكر أبوصليب أن هذه القضايا السياسية التي تمثل إرث المرحلة الماضية إذا تم حلها وتجاوزها ستمثل مؤشرا على التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لاسيما أن النواب الذين يتبنون خطابا إصلاحيا أصبحوا يشكلون أغلبية في المجلس الجديد.
وتجنب أغلب النواب المعارضين انتقاد الشيخ أحمد النواف في حملاتهم الانتخابية، معبرين عن رضاهم “بخطواته الإصلاحية”، بينما ركزوا النقد على الحكومات السابقة.
واعتبر أبوصليب أن التأييد الذي يحظى به الشيخ أحمد النواف حاليا يشكل شهر عسل “معتاد في التاريخ السياسي الكويتي” مع رئيس وزراء جديد، متوقعا فترة من التهدئة بين الحكومة والبرلمان لمنح الحكومة فرصة إكمال خطواتها الإصلاحية التي بدأتها في مرحلة الانتخابات.

فيصل أبوصليب: التأييد الذي يحظى به الشيخ أحمد النواف حاليا يشكل شهر عسل
وأضاف أبوصليب أن استمرار هذه التهدئة سيعتمد على التعامل مع الملفات التي تشكل مفاتيح للتعاون بين الجانبين وأهمها قضايا الإصلاح السياسي وتعديل القوانين المقيدة للحريات والعفو عن بعض المدانين في قضايا الرأي.
وعقب الإعلان عن تعيين رئيس الوزراء الجديد عبر عدد من النواب عن آمالهم في أن يراعي رئيس الوزراء متطلبات البرلمان الجديد والناخبين الذين اختاروا هؤلاء النواب وما يمثلونه من مطالب، داعين إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني بعيدا عن منطق المحاصصة السياسية والنيابية.
وكتب النائب الصيفي مبارك الصيفي على حسابه في تويتر “الشعب واع ويراقب، والكويت اليوم لا تملك ترف الوقت… البلد استنزف كثيرا بسبب سياسات الحكومات السابقة”.
وأضاف الصيفي مخاطبا رئيس الوزراء “أنت أمام مسؤولية وطنية وتاريخية بتشكيل الحكومة وتقديم برنامج عمل قابل للتنفيذ ويتفهم احتياجات المواطنين. السلطة التنفيذية مسؤوليتك فلا تعدنا إلى المربع الأول”.
وهنأ النائب ثامر السويط رئيس الوزراء بالثقة الأميرية، وأضاف “نذكره بالثقة الشعبية التي تنتظره، وهي تتوقف على مسائل في غاية الأهمية، أولاها البرنامج والرؤية الإصلاحية، ثم التشكيل والاختيار وفق هذه الرؤية وعلى أساس الكفاءة، وأخيرا العمل الحقيقي لتحقيق آمال الشعب وتطلعاته”.
وتوجه النائب عبدالوهاب العيسى إلى الشيخ أحمد النواف بالقول “سمو الرئيس.. الشعب الكويتي أدى الأمانة ورد التحية بإيصال مجلس يزخر بالكفاءات الوطنية وأسقط كل من يمكن أن يفاوضك لمصلحة أو يبتزك لمعاملة أو يساومك على موقف.. المسؤولية عليك الآن بتشكيل حكومة إنقاذ وطني لا تجامل فيها أحدا بالمحاصصة أو للترضية”.
وقال النائب ماجد المطيري “ثقة القيادة السياسية بتعيينه رئيساً للوزراء في مرحلة هامة من تاريخ الكويت تتطلب حسن اختيار الوزراء وحسن تقديم تشريعات أولويات الشعب ومصالحه بالتعاون مع مجلس الأمة الذي اختاره الشعب”.
وحكومة أحمد النواف هي الخامسة في عهد والده أمير البلاد نواف الأحمد الجابر الصباح والـ41 منذ تشكيل أول حكومة في يناير 1962.