ترامب يطالب "سي.أن.أن" بنصف مليار دولار لتعطيلها مسيرته السياسية

الرئيس الأميركي السابق يتهم الشبكة الإخبارية بشن حملة قذف وتشهير ضده.
الأربعاء 2022/10/05
"الكذبة الكبرى" تحت المجهر

واشنطن - أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مقاضاة شبكة “سي.أن.أن” الإخبارية، وطالب بتعويضات مالية تصل إلى 475 مليون دولار، بدعوى استخدام نفوذها لهزيمته سياسيا والتشهير به.

وقال ترامب في دعواه المرفوعة أمام المحكمة الجزئية الأميركية في فورت لودرديل بولاية فلوريدا، إن الشبكة شنت “حملة قذف وتشهير” ضده. وامتنعت “سي.أن.أن” عن التعليق على القضية.

وزعم ترامب في الدعوى أن الشبكة استخدمت أوصافا سيئة للتشهير به مثل “عنصري” و”تابع لروسيا” و”متمرد”.

وتزعم الدعوى أن “سي.أن.أن” استخدمت “الكذبة الكبرى”، وهي عبارة ذات دلالات نازية، قد استخدمت في الإشارة إليه أكثر من 7700 مرة على شبكة “سي.أن.أن” منذ يناير 2021. وقال “إنها تهدف إلى إثارة الناس وترويعهم وتحفيزهم”.

ترامب رفع في السابق دعاوى قضائية ضد شركات التكنولوجيا الكبرى دون نجاح يذكر

وكان رئيس ”سي.أن.أن” الجديد كريس ليخت قد حث العاملين في مجال الأخبار في اجتماع قبل أكثر من ثلاثة أشهر على الامتناع عن استخدام العبارة لأنها قريبة جدًا من جهود الديمقراطيين لوصم الرئيس السابق.

وتأتي الدعوى في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس السابق تحقيقا جنائيا من قبل وزارة العدل بتهمة الاحتفاظ بسجلات حكومية في منزله بفلوريدا بعد تركه منصبه في يناير 2021.

وتوترت العلاقات بين ترامب و”سي.أن.أن” خلال فترة حكمه للولايات المتحدة، حيث سحب البيت الأبيض التصريح الصحافي لمراسل الشبكة جون أكوستا، بعد أن دخل في جدال حاد مع الرئيس الأميركي السابق خلال مؤتمر صحافي.

وهاجم ترامب “سي.أن.أن” مرارًا وتكرارًا، الأمر الذي لاقى صدى لدى أتباعه المحافظين.

وفي بيان يوم الاثنين، اقترح ترامب رفع دعاوى قضائية مماثلة ضد مؤسسات إخبارية أخرى. وقال إنه قد يتخذ أيضًا “الإجراء المناسب” ضد لجنة مجلس النواب التي تحقق في هجوم 6 يناير. وتأتي الدعوى القضائية في الوقت الذي يدرس فيه ترامب ترشيحا محتملا للرئاسة في عام 2024.

وسبق لترامب أن رفع دعاوى قضائية ضد شركات التكنولوجيا الكبرى دون نجاح يذكر. وتم رفض قضيته ضد تويتر لطرده من المنصة من قبل قاض في كاليفورنيا في وقت سابق من هذا العام.

صناعة الإعلام الأميركية تعاني من أزمة مصداقية، حيث تنهار الثقة في صناعة الإعلام ككل

يذكر أن صناعة الإعلام الأميركية تعاني من أزمة مصداقية، حيث تنهار الثقة في صناعة الإعلام ككل، ولا يرى الخبراء حلاً سريعًا بعد سنوات من تجاهل الإنصاف والموضوعية.

وأشار استطلاع رأي نشرته مؤسسة غالوب مؤخرًا إلى أن “الأميركيين أصبحوا أقل ثقة في المؤسسات الأميركية الكبرى مما كانوا عليه قبل عام”، إلا أن الانهيار المستمر لصناعة الإعلام صارخ.

ويعتقد المحلل الإعلامي جو كونشا أن “المساحة الرمادية بين الأخبار الفعلية والرأي الحزبي توسعت”.

 من جانبه يعتبر رئيس “سي.أن.أن” كريس ليخت أنه “من الصعب جدًا استعادة السمعة التي فقدت يومًا ما، هناك الآن مصادر جديدة للمعلومات متاحة”. وفي الواقع، فإن رئيس “سي.أن.أن” حريص على التخلص من السمعة التي طورتها الشبكة في ظل الإدارة السابقة، حيث اشتهرت بنهجها العدائي في تغطية إدارة دونالد ترامب.

ويقود جون مالون، المستثمر القوي في ديسكفري الاتهام بأن الشبكة متحيزة للغاية. وانتقد مالون الشبكة بسبب بثها الكثير من التعليقات وعدم كفاية التقارير الميدانية. وفي نوفمبر الماضي، قال مالون إنه يود أن يرى “سي.أن.أن” “تتطور مرة أخرى إلى نوع الصحافة التي بدأت بها، ولديها صحافيون قادرون على ذلك”.

16