"عربي المستقبل" قصص عربية مصورة تطلق آخر أجزائها في باريس

رياض سطوف يعتزم طرح فيلم نهاية العام المقبل مع أعضاء فرقة "ليزانكونو" الفكاهية الفرنسية.
الأربعاء 2022/10/05
قصص لا تخلو من الكوميديا والقسوة

باريس - يطرح رسام القصص المصورة السوري الفرنسي رياض سطوف سادس وآخر أجزاء سلسلة “عربي المستقبل”، في فرنسا في الأول من ديسمبر، على ما أعلنت دار “ألاري” الناشرة للعمل الاثنين.

وتدور أحداث الجزء السادس من السلسلة خلال الفترة الممتدة بين عامي 1994 و2011.

وأوضحت دار النشر الفرنسية أن السلسلة التي طُرح أول جزء منها سنة 2014 “حققت مبيعات فاقت ثلاثة ملايين نسخة في الأجزاء الخمسة الأولى وتُرجمت إلى 23 لغة”.

ويروي سطوف المولود لأب سوري وأم فرنسية، في سلسلة القصص المصورة هذه أحداثاً من شبابه بين ليبيا إبان حكم معمر القذافي، إلى سوريا خلال حكم الرئيس السابق حافظ الأسد، ثم في منطقة بريتاني في غرب فرنسا.

وسيكون هذا الجزء آخر قصة مصورة ينشرها الفنان لدى دار “ألاري”، بعدما أطلق سنة 2021 دار نشر خاصة به تحمل اسم “Les livres du futur” (كتب المستقبل)، وسينشر من خلالها سلسلة أخرى بعنوان  “Aventures de Vincent Lacoste au cinema” (مغامرات فنسنت لاكوست في السينما).

كما يعتزم سطوف طرح فيلم نهاية العام المقبل أو مطلع 2024، مع أعضاء فرقة “ليزانكونو” الفكاهية الفرنسية ديدييه بوردون وبرنار كامبان وباسكال ليجيتيموس.

يعتبر رياض صطوف (1978) السوري المقيم في فرنسا من أكثر فناني الكوميكس شهرة في فرنسا، إذ عمل لما يقرب من العشر سنوات في جريدة شارلي إيبدو الشهيرة، قبل أن ينتقل عام 2014 إلى مجلة “l’Obs”، إلا أن شهرته ذاعت في المنطقة العربيّة في العام نفسه، إثر صدور الجزء الأول من كتابه “عربي المستقبل – الطفولة في الشرق الأوسط 1978 – 1984”، يليه الجزء الثاني منه في العام التالي “عربي المستقبل 2 – طفولة في الشرق الأوسط 1984 – 1985”، والثالث عام 2016، وصولا اليوم إلى الجزء السادس من العمل.

وترجمت السلسلة إلى العديد من اللغات، ما عدا العربيّة، كما نال صطوف الجائزة الذهبية في مهرجان أنغلوم عام 2015، عن الجزء الثاني من السلسلة، ومن المتوقع أن تصدر منها عشرة أجزاء مستقبلا.

 تحكي السلسلة عن طفولة صطوف في قرية تير معلة السوريّة القريبة من حمص، وتنقله مع أسرته بين سوريا وليبيا، مستعيدا طفولته بصريا، والصراعات التي واجهتها أسرته، ودهشته الدائمة من الهيمنة الكاملة للنظام الشموليّ في سوريا، وتبرز في رسومه خصوصا شخصية حافظ الأسد، الذي شكّلت صوره وتماثيله جزءا من طفولة صطوف.

في “عربي المستقبل” يتعرض صطوف ذو الأب السوري والأم الفرنسيّة للمضايقات من قبل أصدقائه في المدرسة في قرية والده، كونه الوحيد ذا الشعر الأشقر هناك، فوالده الذي أصر على أن يدرس ابنه مع أقربائه، يفاجأ بأن أقران رياض ينعتونه باليهودي بسبب شكله، ويصفونه بالعدو، مشككين دوما في انتمائه وهويته، هو الذي لا يعرف بعد طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، والهيمنة الأيديولوجية المرتبطة به.

وكما يكتب الناقد السوري عمار المأمون، فإن شكل صطوف المختلف عن أقرانه (أصابع قدميه الأوروبيتين – شعره الأشقر) جعله عرضة للسخرية الدائمة، لكن إلى جانب النفحة الكوميدية التي يقدمها الكتاب عن طفولة صطوف، هناك واقع قاس يكشفه، كأساليب التربية والترهيب التي شهدها الأخير في مدرسته في القرية السورية، وجريمة الشرف التي طالت قريبته، وقد مرت دون عقاب تركت أثرا عميقا في ذاكرة صطوف، ليكون “عربي المستقبل” بحثا في ظلال الدكتاتورية حتى لو كانت بعض عناصره تقترب من أن تكون ذات لغة استشراقية.

وأضاف المأمون أن الرؤية البصرية التي يقدمها صطوف في “عربي المستقبل” قائمة على اختزال الشخوص وإبراز عيوبها، صحيح أن أغلب الأحداث التي مرّ بها صطوف قد تكون متخيّلة، إلا أنها تكثيف لذاكرة السوريين الذين تربّوا في ظل نظام القمع السوري. الملفت أن صورة الدكتاتور حاضرة دائما في ذاكرة الطفل الصغير، سواء أكانت لحافظ الأسد، أو لمعمّر القذافي كما في الجزء الأول، لتكون تعبيرا عن حضور “الأب القائد” المهيمن، وانتهاكه الصارخ للوعي الاجتماعي بما في ذلك وعي الأطفال.

ونرى أيضا في عمله الفني موضوعات تعكس صور القسوة في حياة الريف السوري، والتي تتجلى بصورة كوميدية، لنكون أمام كتاب يقدم وثيقة بصرية متخيّلة عما يمكن لحياة طفل أن تكون عليه في ظل نظام شمولي قمعي، من ذلك ما يتعرض له أقرانه التلاميذ من الضرب من قبل المدرسين، كما نرى شح المياه والطعام، إلى جانب الحضور الدائم للمخابرات والمخبرين في مدينة حمص، التي يزورها مع أسرته دوريا، ومعاناة والده الدائمة في تأمين لقمة العيش.

13