معرض "النحاتين السوريين" يختزل تجارب مهمة في النحت السوري المعاصر

دمشق – يشكل معرض “النحاتين السوريين” المقام حاليا في غاليري البيت الأزرق بدمشق حوارا فنيا وبصريا مهما بين أعمال عدة أجيال تنتمي للفن التشكيلي السوري المعاصر.
المعرض الذي يشارك فيه عشرون نحاتا ونحاتة بعمل واحد لكل منهم، يختزل تجارب مهمة في النحت السوري المعاصر، ويلخص مدى التطور في هذا الفن على الصعيدين الفكري والجمالي.

ويعرف فن النحت المعاصر في سوريا بأنه اكتسب طابعه المميز منذ النصف الثاني في القرن الماضي، حيث تأثر رواد النحت بمدراس الفن الحديثة في العالم وبنحاتين كبار لكنهم انتقلوا بسرعة من الواقعية الكلاسيكية التقليدية إلى الملامح النحتية بشكلها الحداثي مع جيل جديد من المبدعين كان أبرزهم عبدالرحمن موقت واكثم عبدالحميد وعاصم الباشا ومصطفى علي وغيرهم.
ويأتي التنوع في الأساليب والخامات والمواضيع للأعمال المعروضة في معرض “النحاتين السوريين” متناغما مع تعدد الأجيال التي ينتمي لها المشاركون والمشاركات، ما خلق حالة من الغنى البصري في فضاء دمشقي تراثي اتحدت فيه أصالة الماضي بجمال الحاضر.
وعن المعرض قال سامر عيد مدير غاليري البيت الأزرق “اخترنا أن نقدم معرضا متخصصا في فن النحت لتميز هذا الفن في الحركة التشكيلية السورية المعاصرة، ولارتباطه مع حضاراتنا القديمة لذا وضعنا في بوستر المعرض صورة لمنحوتة من حضارة إيبلا التاريخية، والتي تعود للألف الثالث قبل الميلاد”.
وأوضح عيد أن اختيار النحاتين والنحاتات جاء معتمدا على أهمية تجاربهم الفنية فكريا وفنيا مع تنوع انتماءاتهم لعدة أجيال، ما أوجد حالة حوار ثقافي وجمالي بين المشاركين والمشاركات مع تقديم وجبة فنية غنية للجمهور ليتعرف على أهمية فن النحت السوري المعاصر، ومدى ارتباطه بفنون النحت في الحضارات السورية القديمة.
ويشارك في المعرض المستمر حتى الحادي عشر من شهر أكتوبر الجاري النحاتون والنحاتات أكثم عبدالحميد وإحسان العر وأكسم سلوم وأمل الزيات وزياد قات وحسام نصرة وصفاء الست وعادل خضر وعلا هلال وعيسى قزح وفؤاد دحدوح ومصطفى علي وغزوان علاف وكنانة الكود ومناف حسن وهلا الجاري ووائل دهان ووضاح سلامة وياسر صبيح ويسرى محمد.