فولفو تعتمد معايير تكنولوجية ثورية لقيادة ذاتية آمنة

تقترب فولفو، الشركة العالمية الرائدة في مجال صناعة السيارات، من الانفراد في سباق اعتماد أحدث التقنيات بالطرز الجديدة التي تحقق أعلى درجات الأمان وخاصة المركبات ذاتية القيادة عبر زرع نظام ليدار المتطور في طرز ستبدأ في السير على الطرق في غضون أسابيع من الآن.
ستوكهولم - تضع شركة فولفو السويدية بفضل فريقها القائم على مجموعة من المطورين والمهندسين ذوي الخبرات في التكنولوجيا معايير جديدة للسلامة من خلال التعاون مع شركة التكنولوجيا لومينار لتوفير تقنية ليدار.
وتوفر الشراكة أول تكنولوجيا ذاتية القيادة بالكامل من فولفو للطرق السريعة، وبذلك تمهد الطريق لتطورات السلامة النشطة في المستقبل مع تقنية الإدراك السليم لسيارات فولفو من الجيل التالي.
وتعمل هذه التكنولوجيا عادة على تحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر، وبالتالي حساب المسافات وخصائص الأهداف المرصودة من أجل الكشف عن محيط السيارة والقيام بمناورات القيادة.
هنريك غرين: هدفنا تزويد سياراتنا بأدوات تجعلها تتخذ قرارات صائبة
وتستخدم أنظمة ليدار مرايا تدور حول محور لتمرير انعاكاسات الليزر، لكن ما يؤخذ على هذه التقنية هو الوزن المرتفع نسبيا والحاجة للمساحة الكبيرة، فضلا عن تعرض المرايا للاهتزازات.
وأعلنت فولفو أن أحدث طراز من سيارتها إي.إكس الفاخرة، التي تنتمي إلى موديلات الكروس أوفر، سيأتي مزودة بنظام ليدار على السقف لتوفير رؤية أفضل للطريق.
ويتمتع هذا الماسح الضوئي الليزري المزروع على السقف بالعديد من المزايا الخاصة بالدقة والموثوقية، فضلا عن إمكانية العمل في ظروف سيئة للإضاءة والطقس.
وعلى الصعيد التقني سيتم تجهيز السيارة إي.إكس الجديدة، التي سيتم إطلاقها هذا الخريف، بجميع الأنظمة، التي تؤهلها للوصول إلى المستوى الثالث أو الرابع من القيادة الآلية.
ويعتمد الطراز الجديد بشكل كبير على شقيقه إكس.سي 90، لكنه يتمتع بشخصية تصميمية مستقلة والمزيد من الانسيابية ولمسات غاية في الحداثة، لاسيما في المقصورة الداخلية.
وتوفر الشركة الجيل الجديد من هندسة المركبات أس.بي.أي 2 من فولفو كمعدات جاهزة للقيادة الذاتية من بداية الإنتاج القياسي الذي بدأ هذا العام مع دمج تكنولوجيا لومينار ليدرا بسلاسة في سقف المركبة.
وسيتم تحديث السيارات، التي تعتمد على أس.بي.أي 2 ببرمجيات عبر الهواء. وإذا قرر المستهلكون اختيار ذلك، فسيتم تنشيط ميزة هاي واي بيلوت التي تتيح القيادة على الطرق السريعة المستقلة بالكامل بمجرد التحقق من كونها آمنة للمواقع والظروف الجغرافية الفردية.
أوستن راسل: الحقبة التالية تكمن في مسألة الأمان أثناء القيادة الذاتية
ويعتقد هنريك غرين كبير مسؤولي التكنولوجيا في فولفو أن القيادة الذاتية تتمتع بإمكانية أن تكون واحدة من أكثر التقنيات المنقذة للحياة في التاريخ إذا “تم تقديمها بمسؤولية وأمان”.
وقال في بيان على المنصة الإلكترونية للشركة “إن تزويد سياراتنا المستقبلية بالرؤية التي تتطلبها لاتخاذ قرارات آمنة هو خطوة مهمة في هذا الاتجاه.”
وبالإضافة إلى ميزة هاي واي بيلوت، تستكشف فولفو ولومينار دور نظام ليدرا الذي كان قبل سنوات قليلة مجرد فكرة تدور في رؤوس المطورين في تحسين أنظمة مساعدة السائق المتقدمة في المستقبل (أي.دي.أي.أس).
والأمر لن يتوقف عند ذلك الحد، بل ثمة إمكانية لتزويد جميع السيارات المستقبلية القائمة على أس.بي.أي 2 بمستشعر ليدرا كمعيار قياسي.
وتعتمد تقنية لومينار على مستشعرات ليدار عالية الأداء، والتي تبعث الملايين من النبضات من ضوء الليزر لاكتشاف مكان الكائنات بدقة عن طريق مسح البيئة ضوئيا ثلاثي الأبعاد، وإنشاء خارطة مؤقتة في الوقت الفعلي دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت.
ويعتبر نظام ليدار مفتاحا في إنشاء سيارات يمكنها التنقل بأمان في الوضع المستقل، مما يوفر لها رؤية وإدراكا موثوقين لا تستطيع الكاميرات والرادار وحدهما توفيرهما. كما أن هذه التقنية هي الأساس المثالي لاتخاذ قرارات آمنة في البيئات المعقدة بسرعات عالية.
ولتمكين ميزة هاي واي بيلوت، سيتم دمج تقنية إدراك لومينار مع برنامج القيادة الذاتية والكاميرات والرادارات وأنظمة النسخ الاحتياطي لوظائف مثل التوجيه والفرملة وطاقة البطارية المثبتة على سيارات فولفو القادمة المجهزة للقيادة الذاتية.
وعندما تكون كل هذه التقنيات مجتمعة في سيارة واحدة فإنها ستمنح مستخدمي فولفو الذين يريدون الوصول إلى ميزة القيادة الذاتية الآمنة بالكامل استخدامها على الطرق السريعة.
وقال غرين “قريبا، ستكون سيارتك فولفو قادرة على القيادة بشكل مستقل على الطرق السريعة عندما تقرر السيارة أنه من الآمن القيام بذلك”.
وأضاف “في هذه المرحلة، تتحمل سيارتك فولفو مسؤولية القيادة ويمكنك الاسترخاء وإبعاد عينيك عن الطريق ورفع يديك عن عجلة القيادة”.
وتابع “مع مرور الوقت، ستؤدي التحديثات عبر الهواء إلى توسيع المناطق التي يمكن للسيارة أن تقود نفسها فيها. بالنسبة إلينا، فإن الإدخال الآمن للاستقلالية هو مقدمة تدريجية”.
وكجزء من طموحاتها، تعمل فولفو ولومينار فيها التي تتخذ من وادي السيليكون مقرا لها على تعميق تعاونهما لضمان التصنيع القوي والتحقق من صحة تقنية ليدار للإنتاج المتسلسل.
ليدار مفتاح بناء سيارات تسير دون مشاكل بفضل السرعة والموثوقية واللتين لا توفرهما الكاميرات والرادارات
وبالنسبة إلى شركة لومينار الأميركية، التي تملك فولفو حصة أقلية، فإن توثيق التعاون مع الشركة السويدية العريقة يمثل أول تسليم للشركة لتقنيتها في سلسلة الإنتاج.
ويقول المختصون إن هذه خطوة أساسية لتحقيق وفورات الحجم المطلوبة لجلب التكنولوجيا إلى صناعة السيارات على نطاق أوسع خلال السنوات المقبلة.
وقال أوستن راسل المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة لومينار “تم الاعتراف بفولفو كرائدة في مجال سلامة السيارات، بعد أن دفعت توحيد المعايير عبر الصناعة لتقنيات إنقاذ الحياة الأكثر تقدما”.
وأضاف “تكمن الحقبة التالية في الأمان أثناء القيادة الذاتية، ومرة أخرى، احتلت فولفو زمام المبادرة مع إنجاز كبير في الصناعة”.
وأردف بالقول “لقد حللنا تحديات التكلفة والأداء والتصنيف التلقائي الرئيسية لجعل إنتاج السلاسل ممكنا، جنبا إلى جنب مع فولفو، نجعل التكنولوجيا متاحة للعالم”.