جائزة الملتقى الكويتية للقصة القصيرة.. صورة بانورامية عن القصة العربية المعاصرة

الكويت - أعلنت جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية في الكويت القائمة الطويلة للمجموعات القصصية المتنافسة في دورتها الخامسة وضمت عشر مجموعات من تونس والأردن والمغرب والعراق ومصر، وتضمنت ثلاث كاتبات.
وجاء في بيان للجائزة التي تبلغ قيمتها 20 ألف دولار أن مجموعات القائمة اختارتها لجنة التحكيم من أصل 241 مجموعة قصصية تقدمت للمنافسة هذا العام.
والمجموعات هي «مدينة المرايا» للتونسي الأزهر الزناد، و”غيمة يتدلى منها حبل سميك” للأردنية أماني سليمان داود، و”بلاد الطاخ طاخ” للعراقية إنعام كجه جي، و”سيرك الحيوانات المتوهمة” للمغربي أنيس الرافعي، و”النمر الذي يدعي أنه بورخس” للعراقي ضياء جبيلي.

كما ضمت “دعابة الكاتب” للعراقي عبدالله طاهر، و”في مديح الكائنات” للمصري محمد رفيع، و”موسم الأوقات العالية” للمصري ياسر عبد اللطيف، و”أرض الخيرات الملعونة” للعراقية ياسمين حنوش، و”فالس الغراب” للأردني يوسف ضمرة.
ومن المنتظر إعلان القائمة القصيرة للجائزة والتي ستضم خمس مجموعات فقط في نوفمبر قبل إعلان الفائز أو الفائزة في ديسمبر.
وتشتق الجائزة اسمها من الملتقى الثقافي الذي أسسه ويديره الأديب الكويتي طالب الرفاعي وفي الوقت ذاته يشغل منصب رئيس مجلس أمناء الجائزة.
وتتبنى الجائزة جامعة الشرق الأوسط الأميركية «AUM»، وعلى امتداد دوراتها صارت الجائزة واحدة من أهم الجوائز العربية التي تعنى بفن القصة القصيرة العربية.
وتشكلت لجنة التحكيم لهذه الدورة من الأكاديمي عبدالله إبراهيم، رئيسا، وعضوية كل من الأكاديميين: عبدالقادر فيدوح، خالد رمضان، مريم خلفان السويدي، عادل ضرغام.
وراعت اللجنة خصوصية النوع السردي للقصة القصيرة من جهة، ومرونة معايير التحكيم من جهة أخرى، وحافظت على التوازن بين الأمرين بما يحترم تماسك النصوص، ووحدة موضوعاتها، وتقدير قيمتها السردية، وقوتها الابتكارية. وأخذت اللجنة في حسبانها مبدأ: أن الأعمال الأدبية لا تكتب لكي تكافأ بالجوائز، إنما الجوائز هي التي تسعى إلى المميزة منها.
وخلصت لجنة التحكيم، بعد نقاشات مطولة، ونظر معمق في بنية مواضيع المجاميع القصصية وجدّتها، إلى اعتماد قائمة طويلة تمثل مشهدا بانوراميا عن القصة القصيرة العربية اليوم.
وسبق للكاتب الكويتي طالب الرفاعي، مؤسس ومدير الملتقى الثقافي ورئيس مجلس أمناء، أن قال إن “جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، التي تنظم في الكويت ويتنافس فيها كتاب وأدباء من البلدان العربية، تعد مشروعا إبداعيا لتقديم ‘وجه مشرق ومختلف’ للعالم العربي والأديب العربي أمام الآخر في شتى أنحاء العالم”.
وقال الرفاعي في مقابلة سابقة معه “إن هذه الجائزة التي تقام بالشراكة مع الجامعة الأميركية في الكويت، تأتي في وقت يقدم فيه الإعلام الغربي ‘صورة بائسة’ عن الشرق عموما والعالم العربي بوجه خاص، مليئة بالإرهاب والاضطراب والتأخر والفقر”، معتبرا أن قضية الثقافة ينبغي أن تكون موضع اهتمام جميع الحكومات العربية.
وتدير الجامعة الأميركية في الكويت شؤون جائزة الملتقى وتموّل جميع متطلباتها المالية والإدارية. وتقوم الجائزة بترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية ونشرها.
واعتبر الرفاعي أن “الترجمة تعني لأيّ كاتب عربي الانكشاف على جمهور مختلف والانتقال إلى ثقافة حضارة أخرى وإلى قارئ آخر”. معتبرا أن مصدر فخر جائزة الملتقى أنها “تنتقل بهموم الكاتب العربي وتطلعاته وآلامه وآماله وأحلامه إلى القارئ الآخر”، مشددا على أن “جزءا من مهمتنا نشر الأدب العربي في العالم وهذا يتم عبر الترجمة”.
وبدا الرفاعي فخورا بأن جائزة الملتقى قد حفرت لنفسها مكانا بين الأدباء العرب بعيدا عن قيمتها المالية، مؤكدا أنه سعيد لأن الساحة الثقافية العربية صارت تشير إلى جائزة الملتقى بوصفها المشاركة الكويتية الأبرز على ساحة الجوائز العربية، مشيرا إلى أن المبلغ المالي لا يرفع من قيمة الجائزة، وإنما ما يرفع قيمتها هو الطريقة والشفافية اللتان تعمل بهما، إضافة إلى لجان التحكيم والأسماء التي تخرج بها الجائزة.
ووضح أن القيمة المالية التي كانت مقترحة في البداية للفائز الأول كانت 50 ألف دولار، وقد تم اختصارها إلى 20 ألفا “لكن الفوز هو الأهم”، مشيرا إلى أن جائزة غونكور الفرنسية قيمتها المالية فرنك فرنسي واحد، ومع ذلك هي جائزة عالمية، تفتح لصاحبها كل أبواب الحضور والانتشار، وتكون مقدمة حتى للفوز بجائزة نوبل.