"مملكة القلب" رواية تطرح قضايا الإرهاب والإدمان والطلاق

الكاتبة المصرية منى زكي تحاول إشاعة الحب بين الجميع.
الأحد 2022/10/02
امرأة تمثل كل نساء مصر (لوحة للفنانة هيلدا حياري)

تتخذ الكثير من الروايات العربية الواقع مادة لها، ولكن هذا جرف بعضها إلى عوالم القاع وإلى الصدامات والصراعات التي تشوب هذا الواقع، صراعات قد تبدو غرائبية لعنفها ولما تكشفه من سوء في ذوات الشخصيات، حتى أننا نادرا ما نجد رواية تمنح قارئها طاقة إيجابية على غرار رواية “مملكة القلب”.

“مملكة القلب” هي الرواية الأولى للكاتبة والأكاديمية المصرية منى زكي، ومن الممكن تصنيفُها على أنها رواية اجتماعية عاطفية رومانسية، تكشف لنا عن عمق العلاقات ودفئها بين عنصري الأمة المصرية المسيحيين والمسلمين، من خلال دراسة المجتمع ومشكلاته الرئيسية، ومن خلال التعاملات اليومية والعاطفة الرومانسية التي ربطت بين عدد من شخوص الرواية في شكل ثنائيات من أمثال المقدم عادل ومونيكا أخت زميله وصديقه المقدم يوسف، وبين شريف والدكتورة مريم، وبين نرمين والدكتور نزار، وبين ندى وشريف زوجها، وبين الطفلين يوسف وكريم.

العلاقات الثنائية التي ترصدها الرواية لا تتطور إلى أبعد من الإعجاب المتبادل، والاقتناع بالتقنين الموضوع لمثل هذه العلاقات، فلا تذهب أبعد من ذلك، ولا تحاول خلق أزمات مذهبية أو صراعات دينية تقود إلى الاحتقان، وهذا يدل دلالة كبرى على أن الكاتبة على وعي تام بالرسائل الأخرى التي تحاول ضرب تلك العلاقات في صميمها عن طريق بعض الأكاذيب والافتراءات، وخلق مناخ عدائي يهدد سلامة المجتمع المصري وأمنه واستقراره.

علاقات ورسائل

رواية اجتماعية عاطفية رومانسية تكشف لنا عن عمق العلاقات ودفئها بين عنصري الأمة المصرية المسيحيين والمسلمين

هناك أكثر من رسالة تسعى الرواية لتوصيلها لقارئها، بل تسعى لمحاربتها وهي الإدمان والإرهاب، وهما لا ينفصلان عن بعضهما البعض، فهما يسهمان في تشويه جسد المجتمع وعقله.

الإدمان يفتت جسد المتعاطي ويتحكم في إيقاع حواسه، من خلال المشاهد التي قدمتها لنا الكاتبة أثناء حديثها عن أحوال رجل الأعمال شريف (زوج ندى) والسائق حمادة (ابن عم جميل حارس شاليه المعمورة) ومينا شقيق الدكتورة مريم الذي أدمن المخدرات في الولايات المتحدة، فقضت عليه، ولحقه الوالدان حزنا وأسفا على رحيله، فعادت مريم إلى مصر لتوهب نفسها وتكرس حياتها لخدمة الشباب الذين يريدون أن يقلعوا عن تعاطي المخدرات والإدمان.

أما الإرهاب فإنه يفتت عقل المجتمع من خلال الجماعات المتأسلمة التي عندما تفشل في السيطرة على عقل الأمة وروحها، يكون العنف الجسدي والقتل والتفجير سبيلَها الأوحد لمخاطبة المجتمع، ومحاولة التأثير عليه.

ومن هنا تأتي أهمية تلك الرواية التي تتعامل بشجاعة مع المتغيرات السريعة على أرض الواقع، لذا فإننا نستطيع أن نقول إنها بنت عصرها، وأنها تواكب تلك المتغيرات، وأنها مرآة لما يدور داخل المجتمع المصري في السنوات الأخيرة.

تصدر لنا الرواية طاقات إيجابية رائعة تمثلت في عدة شخصيات على رأسها نرمين الأم والجَدة التي تحتضن الجميع، وتضحي بوقتها وصحتها في سبيل إسعاد الآخرين، فلم تنعزل أو تتقوقع بعد وفاة زوجها، وإنما حلَّت محله في مصنع الرخام الذي يمتلكه واستطاعت أن تربي بنتها ندى وابنها عادل أحسن تربية، وتقدمهما للمجتمع في أنصع صورة ممكنة، فالأولى مدرسة موسيقى في مدرسة خاصة استطاعت أن تحبب التلاميذ في الموسيقى والغناء والعزف على الآلات، وأن تخوض بهم المسابقات المحلية والدولية، فتحقق النجاحات المتوالية، وهي الوجه الآخر لزوجها شريف الذي كان مثالا للشباب الناجحين، ولكنه سار في طريق الإدمان وفسدت حياته وطلَّق ندى، ولكنه عاد إلى الطريق القويم عن طريق الدكتور نزار أحد الوجوه الإيجابية في الرواية، فيشفى شريف أو يتعافى من إدمانه للمخدرات ويعود إلى زوجته ندى وابنه يوسف، بعد أن عرف عاقبة الإدمان، وهي إحدى الرسائل المهمة التي تقدمها لنا الرواية كما ذكرت من قبل.

أما الضابط عادل فقد ضحى بحياته من أجل مصر، واستطاعت والدته نرمين أن تزرع فيه حب الانتماء إلى الوطن والتضحية من أجله، فيحظى بالشهادة بعد أن افتدى بروحه وجسده الطفل كريم صديق يوسف ابن ندى وشريف، وابن الدكتور نزار وزوجته عهد إحدى العناصر السلبية بالرواية، ولكنها عندما عرفتْ أن الضابط عادل ضحى بحياته أثناء هجوم إحدى الجماعات الإرهابية على الأتوبيس السياحي بالغردقة الذي كان يستقله كريم، فهمت معنى الوطن وكيف يضحي أبناؤه في جهاز الشرطة من أجل حياة الآخرين، فندمت على كل ما فعلته من أفعال سلبية وهجوم شرس على ندى (مدرسة الموسيقى) ووالدتها نرمين. فالذي أنقذ ابنها كريم من موت محقق هو الضابط عادل ابن نرمين وشقيق ندى.

طاقات إيجابية
طاقات إيجابية 

وترسم لنا الرواية صورة رائعة للصداقة التي نمت وترعرعت بين الضابطين يوسف (المسيحي) وعادل (المسلم) لدرجة أنه عندما تُرزق ندى، أخت عادل، بطفل تسميه يوسف على اسم صديق أخيها، وعندما يستشهد يوسف في عملية إرهابية في سيناء يُقسم عادل بأن يأخذَ بثأر يوسف، ويقتصَّ من قاتليه، حتى لو أدَّى ذلك إلى وفاته أو استشهاده، وبالفعل يستشهد عادل ويلحق بصديق عمره يوسف.

ومثلما نشأت صداقة رائعة وعلاقة أخوية متينة بين يوسف وعادل، نشأت علاقة وصداقة على شاكلتها بين الطفلين يوسف وكريم، فنشآ معًا وأصبحا أكثر من أخوين. لذا أقول إن عالم الطفولة الذي رأيته في الرواية مثالي، مثله مثل العلاقة العاطفية القوية التي نشبت بين نرمين هانم والدكتور نزار الذي قال إن والده سماه نزار على اسم الشاعر نزار قباني الذي أحب شعره. نلاحظ أيضا أنه شخصية قيادية متكاملة من جميع النواحي. ونحن في الحقيقة نفتقد كثيرا إلى مواصفات مثل هذه الشخصية في مجتمعنا الآن، إنه شخصية صادقة رائعة مثقفة مبهجة يضع الآخرين على الطريق الصحيح مثلما فعل مع ندى وشريف وحمادة، وأخيرا مع نرمين، رغم فشل علاقته مع زوجته عهد، مما أدى إلى وقوع الطلاق بينهما.

لقد نشأت علاقة عاطفية بين نرمين ونزار (رغم أن نرمين تكبره بعدة سنوات)، ورغم أن بداية الرواية كانت تشي بنشوب تلك العلاقة العاطفية بين ندى ونزار، وليس بين أمها ومدير مدرستها، ولكن تحولت العلاقة فجأة لتصبح بين الأم نرمين ومدير المدرسة نزار بعد أن حلت نرمين محل ابنتها لتدريس الموسيقى لأطفال المدرسة بعد سفر ابنتها إلى باريس في بعثة تعليمية تتعلق بتخصصها الموسيقي، وحتى لا يُترك الأطفال دون حصص موسيقية اتفقت ندى مع والدتها التي تحب الشعر وتعشق الموسيقى والعزف على البيانو - رغم أنها أصبحت سيدة أعمال بعد وفاة زوجها – على أن تذهب إلى المدرسة وتحل محلها حتى تنتهي من مهمتها وتعود إلى مصر. فيكتشف نزار الأصل ويحبه، بعد أن أحب الفرع (الذي هو ندى) فقرر أن يغير من طريقة تعامله مع ندى، وخاصة بعد عودتها من باريس، ويشعرها أنه في مقام والدها، ويعاملها على أنها ابنته وليست حبيبته، رغم أنه أشعرها في بداية الرواية بأنه الحبيب. وهي في جميع الأحوال تتعجب في صمت من تغير طبيعة تلك المشاعر والأحاسيس، ولكنها تقر أنه شخص ممتاز وذو خلق رفيع وأخلاق سامية، ولا يوجد مثله في الدنيا الآن.

وحتى يُبعد نزار اتجاه تفكير ندى نحوه (رغم فارق السن الذي يصل إلى حوالي عشرين عاما بينهما)، يقرر مساعدة شريف طليقها في العلاج من الإدمان، حتى تقبل ندى العودة إليه مرة أخرى. فيوصي أحد معارفه من المتخصصين في علاج الإدمان بأحد المستشفيات الخاصة، بالاهتمام به على نحو خاص، وأوحى إلى شريف أن ندى لن تقبل العودة إليه إلا إذا أقلع نهائيا عن تناول المخدرات، ومن هنا استطاع خلق إرادة قوية لدى شريف للإقلاع عن الإدمان، واستخدم نزار في ذلك كل وسائل التأثير، ولعب على وتر الطفل يوسف ابن شريف وندى، وكيف تبدو صورة الأب المدمن أمام الابن.

كنت أتوقع بعض المفاجآت الدرامية في الرواية التي كادت تسير على نهج متوقع سلفا، فمثلا استشهاد يوسف وعادل توقعته من سير الأحداث، ومن الحوارات التي سبقت عملية الاستشهاد.

عالم الطفولة الذي تضمه الرواية مثالي مثله مثل العلاقة العاطفية القوية التي نشبت بين شخصياتها الحالمة

كنت أتوقع، مثلا، أن تذهب ندى إلى شاليه المعمورة بالإسكندرية، لأي سبب من الأسباب، لتفاجأ بوجود الدكتور نزار ووالدتها معا، وخاصة بعد أن لاحظت تحول مشاعر نزار عنها، لتكتشف بنفسها تلك العلاقة غير المعلنة، والتي حاول نزار ونرمين إخفاءها على الجميع، حتى تحل مشكلة ندى مع زوجها المدمن. لو حدث هذا لكانت هناك تحولات درامية تمنح الرواية سخونة أكثر في أحداثها، ونبتعد قليلا عن الصورة الغارقة في المثالية للعلاقة بين نرمين ونزار.

كنت أتوقع أن يكون هناك صدى للجرح الذي أصيبت به نرمين جراء وقوع المكواة القديمة على رأسها في شاليه المعمورة، واضطرار نزار أن يصحبها إلى أحد المستشفيات القريبة من المعمورة والتي نفاجأ بأن طبيبها من أصدقاء نزار القدامى. فيتوقع الطبيب أن نرمين هانم أصبحت زوجة للدكتور نزار، كما توقع ذلك حارس الشاليه عم جميل وزوجته وابنه حمادة، وهو ما لم يحدث في الواقع، ولكن نزار يستمر في أداء التمثيلية بنجاح.

نحن أمام حادثة وقوع المكواة على رأس نرمين، وذهابها إلى المستشفى واضطرار نزار لأن يبيت معها في الشاليه، دون أن يلمسها، ثم تعود نرمين إلى القاهرة دون ذكر لأصداء تلك الحادثة بعد ذلك. كنت أتوقع أن تكتشف ابنتُها ندى مثلا ذلك الجرح في رأس أمها، فيبدأ تصاعد جديد للأحداث، وفي زلة لسان تقول نرمين لابنتها إن دكتور نزار أخذها إلى المستشفى وكانت هناك جراحة عاجلة، فتكتشف ندى العلاقة بين الأم ومدير مدرستها، وهكذا.. ولكن هذا لم يحدث، لقد حرصت الرواية على مثالية العلاقة بين بعض أطراف العمل.

الرواية تقدم صورة جميلة للطبقة البرجوازية الأعلى من المتوسطة، التي نرجو أن تعم صورتها مجتمعنا المصري الذي يعوزه الترابط الأسري، والانتصار على الإرهاب والتكفير والإدمان، ليتحقق استقرار المجتمع وتعيش جميع طوائفه وطبقاته في جو هادئ بعيدا عن التعصب والحقد والجريمة والجهل والخوف والمرض.

وقد حاولت الكاتبة إشاعة الحب بين الجميع والعودة إلى زمن الفن الجميل والاستعانة بأغنيات لأم كلثوم (فكروني وانت عمري على سبيل المثال) وفيروز وعبدالحليم، ونشيدنا الوطني “تحيا جمهورية مصر العربية” (ثلاث مرات) مع افتتاح الرواية، والتي تبدأ بمشهد طابور الصباح لمدرسة “مستقبل أفضل الدولية” – ولاسم المدرسة دلالاته التي نأملها لمستقبل هذا الوطن – حيث الصفوف البديعة للتلاميذ الذين يهتفون من القلب باسم مصر.

المشهدية والأماكن

Thumbnail

يبدو أن الكاتبة منى زكي كتبت روايتها وعينُها على الشاشة، فقد لاحظنا ولوعها بكتابة ما يشبه السيناريو (بالفصحى) والحوار (بالعامية) في مشاهد تصلح لأن تكون مشاهد سينمائية، وهو ما يشي به أول سطر في الرواية حيث تقول “تبدأ الأحداث بمشهد طابور الصباح”. كان ينقصها فقط أن تكتب (نهار/خارجي).

هذه المشهدية سوف تحرص عليها الكاتبة في كل عملها تقريبا، فضلا عن استخدامها لتقطيع الزمن والنقلات السريعة للأماكن، وتفضيل الفعل المضارع على الفعل الماضي عند وصف المشهد، تقول “تنضم ندى إلى مدرسة ابنها يوسف 9 سنوات لتعمل مدرسة الموسيقى”. أو “يرن جرس الباب، فتذهب الخادمة لتفتح الباب”. أو “يصل د. نزار إلى بيته، ويفتح الباب، فيجد عهد جالسة في الصالون، تبادره بقولها (…)”. هذه لغة السيناريو الذي يصف المشهد أو الصورة ويبدأ بعدها الحوار.

كما اعتمد العمل على بعض المعلوماتية التي تفيد القارئ مثل وصف دير الأنبا أنطونيوس (أول رهبان العالم كما تشير الكاتبة) بالبحر الأحمر، فهو أول دير في العالم بُني في القرن الرابع الميلادي على سفح جبل الجلالة. ومثل القداس الإلهي في الكنيسة وصلاة القس حول جسد الشهيد يوسف.

ولا نستطيع أن نغادر هذا العمل الروائي دون أن نشير إلى حضور الإسكندرية فيه، فعهد زوجة الدكتور نزار سيدة سكندرية، وعندما ينفصل عنها تعود إلى بيت أهلها بالإسكندرية، وتترك كريم ابنها في القاهرة مع أبيه، حتى يحين انتهاء العام الدراسي، قائلة له “أنا أول ما كريم ينهي الدراسة لازم يرجع الإسكندرية ويعيش معايا”.

ولكن تبدو الإسكندرية أشد وضوحا ورومانسية أثناء وجود نرمين ونزار في شاليه المعمورة، حيث تتفجر كل مشاعر الحب وطاقة العاطفة بينهما على مشهد من سماء الإسكندرية وشاطئها، ففي صغرها كانت نرمين تذهب مع والدها ووالدتها كل شهور أجازة الصيف، ولها هناك أجمل ذكريات الطفولة والمراهقة، كما كانت تذهب كثيرا في أيام الخطوبة، وبعد الزواج من والد عادل وندى. وتعود نرمين بذكرياتها في الإسكندرية من خلال تقنية الفلاش باك وتتذكر كلمات والدتها أثناء تقدم المهندس رفعت لخطبتها “شوفي البحر أمامك، هي دي الحياة، هناك أوقات يكون البحر فيها جميل وهادي من غير أمواج، وفيه أوقات يكون البحر فيها هايج وأمواجه عالية لكن بتحسي فيه بحركة ومتعة. الحياة زي البحر.. من غير مشكلات وتحديات وأحزان وأفراح ما لهاش طعم ولا لون”.

تقف نرمين أمام الشباك المفتوح في الشاليه تستنشق أنفاسها من هواء بحر الإسكندرية بارتياح وعمق، وكأنها تعوّض لنفسها ما فاتها من عمر، وما ينتظرها من مستقبل.

وعندما نبحث عن عنوان الرواية “مملكة القلب” في فقراتها وفصولها البالغة تسعة فصول سنجده ماثلا في الفصل الأخير من خلال عنوان العرض الفني لأغنية “مملكة القلب” كلمات وألحان الفنانة داليا فريد (ابنة الكاتبة) والتي عُرضت على المسرح الكبير في مبنى منظمة الأمم المتحدة في فيينا. وهذا العنوان تردَّد أيضا أثناء لقاء عهد (طليقة نزار) بنرمين قرب نهاية الرواية، وبعد أن استشهاد الضابط عادل (ابن نرمين) مضحيا بحياته لإنقاذ كريم ابن عهد ونزار، فقالت لها “تستحقي أن تحكمي مملكة قلب كل حد يعرفك”.

المرأة الجديدة

رحلة رومانسية يقودها الحب (لوحة للفنانة هيلدا حياري)
رحلة رومانسية يقودها الحب (لوحة للفنانة هيلدا حياري)

قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن شخصية نرمين هي شخصية مصر، كما قيل عن شخصية زهرة في رواية “ميرامار” لكاتبنا الكبير نجيب محفوظ والتي أحبها جميع مَن في البنسيون. وهنا يقول الدكتور نزار قرب نهاية الرواية عن نرمين “قلبي حبها وعشقها.. وعقلي انبهر بشخصيتها وطباعها، وبعد كل اللي مرت به من تضحيات: الأول بنفسها علشان أولادها، وبعدها بفنها وطموحاتها الفنية، وآخرها بابنها الوحيد علشان الوطن، والأبرياء اللي أنقذهم، وأولهم ابني كريم.. الواجب يخليني ادعي الله إنه يقدرني على إسعادها، ويجعلني دائما خادما لها وقلبا وحضنا يحتويها”.

إننا لا نريد أن نغالي في هذا الأمر، ولكن نستطيع أن نقول إن شخصية نرمين هي شخصية المرأة المصرية الجديدة المتعلمة المثقفة الفنانة الواعية التي تضحي بأجلها من أجل سعادة أسرتها، ولكنها في النهاية لا تنسى نصيبها من الدنيا والحب، على الرغم من أننا لسنا على يقين هل تزوجت من الدكتور نزار أم لم تتزوج منه، وإن ظل الحب بينهما مشتعلا.

إن رواية “مملكة القلب” بالإضافة إلى كل ما سبق تغوص في المجتمع المصري وتكشف خطورة انتشار الطلاق، والذي ارتفعت نسبته بشكل ملحوظ بين المتزوجين في الآونة الأخيرة، كما تكشف تضحيات المرأة المصرية في سبيل الحفاظ على العائلة من كل عوامل التفكك والانهيار والفشل.

يذكر أن المؤلفة الدكتورة منى زكي حصلت على الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة ماستريخت بهولندا عام 2004 وتعمل أستاذة غير متفرغة بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية بالقاهرة، وترأس مكتبا استشاريا للفكر الإستراتيجي والتسويق الدولي.

12